"سائق التاكسي أمين" من السعودية... يعيد حقيبة ثمينة لعائلة كويتية عبر "الواتساب"
الوسط - محرر المنوعات
كلمات قليلة سمعها سائق تاكسي سعودي من عائلة كويتية نسيت تحت مقعد سيارته حقيبة ثمينة أثناء تواجدهم في المملكة العربية السعودية، لم يعرف اسم أي منهم أو اسم عائلتهم، بل فقط أنهم مسافرون إلى الكويت على متن «طيران الجزيرة»... لكنه قرّر البحث عنهم.
وفي المقابل، لم يكن لدى العائلة الكويتية أي خيطٍ يوصلها إلى السائق أو رقم هاتفه، بالكاد يتذكرون لون سيّارة التاكسي التي غابت في الزحام بعدما أوصلتهم إلى مطار جدّة.
من مصادفات القدر أن اسم الرجل «أمين»، ويبدو أن له من اسمه نصيبا!
القصة، كما رواها السائق أمين عبد الله باهبري في اتصال نشرته صحيفة الرأي الكويتية اليوم الثلثاء (11 أغسطس/ آب 2015)، بدأت يوم الخميس الماضي، عندما استوقفت أسرة كويتية سيارتين أمام أحد الفنادق في مكة المكرمة لتوصيلها إلى مطار جدة، استغرق الطريق ساعة و15 دقيقة تقريباً، حصل بعدها على أجرته وأقفل عائداً، واتجه إلى مسجد التنعيم، أدى الصلاة هناك، وخطر بباله أن ينظّف السيّارة قبل أن يبحث عن ركاب جدد، فوقعت عينه على حقيبة نسيتها العائلة الكويتية تحت أحد المقاعد، وحين فتحها كانت المفاجأة.
يرفض أمين الحديث عن محتوى الحقيبة «من باب الأمانة»، ويكتفي بالقول «إنه شيء ثمين».
كان يمكن للحقيبة أن تكون مكسباً سهلاً للرجل لولا أن ورعه كان وازعاً لقرار حاسم بالبحث عن أصحابها. فكّر أولاً بالذهاب إلى الفندق حيث كانت العائلة تبحث عن تاكسي. ذهب إلى الاستقبال هناك وسأل عن عائلة كويتية غادرت يومها، لكن إدارة الفندق رفضت إعطاء «معلومات خاصّة عن زبائنها». خُيّل للرجل أن الوصول إلى العائلة مستحيل إلى أن خطرت بباله فكرة أخرى.
استعان أمين بصديق له ليكتب له رسالة عن الحقيبة وطلب منه أن ينشرها، وورد فيها: «وصلت عائلة كويتية يوم الخميس 6 / 8/ 2015 من مكة المكرمة إلى مطار جدّة ع طيران الجزيرة ونسيو أغراضاً ثمينة عندي بالسيارة. أرجو مساعدتي في نشر الرسالة داخل الكويت الحبيبة إلى صاحب الأغراض ويتواصل معايه» ووضع رقم هاتفه.
انتشرت الرسالة على نطاق واسع، وفي اليوم التالي تلقى أمين رسالة على هاتفه تقول: «السلام عليكم.. أنا صاحب "الجنطة" التي تركناها في سيارتك يوم الخميس الماضي، أشكرك على أمانتك وسأكون في السعودية - مطار جدة يوم الاثنين (أمس) للحصول عليها». ووصل خبر التغريدة إلى إدارة «طيران الجزيرة»، فاتصلت بالرجل لتساعده في البحث عن أصحاب الحقيبة، لكنه كان قد وصل إليهم بالفعل.
بقي على أمين أن يتأكد من أن المتصل هو صاحب الحقيبة فعلاً. كان الموعد أمس صباحاً في مطار جدة. حضر أمين لكنه قام بتغيير شخصيته قليلا ولم يبادر إلى صاحب الحقيبة حين رآه لينظر إن كان سيعرفه أم لا، إلا أن الكويتي تعرف إليه سريعاً وتوجه إليه مباشرة. وحتى يقطع الشك باليقين، سأله أمين عن علامات تؤكد أنها له، فذكر له توقيت الحادث وتاريخ وموعد الوصول وعدد من استقلوا السيارة وطريقة فقدانها والطفل الذي نام في آخر مقعد بالسيارة وجعل من الحقيبة الثمينة مسندا لرأسه.
كانت فرحة أمين أكبر من فرحة صاحب الحقيبة بوصول الأمانة إلى صاحبها. وحين قدّم إليه صاحب الحقيبة هدية تعبيراً عن الشكر لأمانته، رفض بشكل قاطع، فاستحلفه الكويتي أن يقبلها وقال له: «هذه أمانة من أبنائي، وهم أوصوني بأن أوصلها إليك، فلا تخزني».
يقول أمين: «ما أعدتها طمعاً بمكافأة أو بثناء من أحد، وإنما طمعاً بأن يغنيني الله بحلاله عن حرامه، وأن يجعل هذا التصرف في ميزان حسناتي».
أما شركة طيران الجزيرة فقد منحت السائق أمين تذاكر طيران له ولعائلته إلى الكويت في الوقت الذي يختاره.