ضمن خطبة بنهج متطور وغير مألوف أثارت أوساط شارع المعارضة
الغريفي: التحريض ينتج الكراهية... وصلاح الأوطان بـ «المناصحة»
الوسط - محرر الشئون المحلية
قال السيد عبدالله الغريفي في حديثه بجامع الإمام الصادق (ع) بالقفول مساء الخميس (6 أغسطس/ آب 2015)، إن «التحريض هو إنتاجُ الكراهيةِ ضدَّ الآخرِ، سواءً كانَ الآخرُ نظامًا حاكمًا، أو مكوّنًا سياسيّاً أو دينيّاً»، مضيفاً أن «صلاح الأوطان بالنصح والمناصحة والمكاشفة وتصحيح الأخطاء، صدرت من حاكمين أو محكومين».
وأضاف أن «السكوت عن الأخطاء خيانة عُظمى، وجناية كبرى في حقّ الأوطان، وخاصة في المفاصل الأساسية لبناء المجتمعات، وهو يكرس واقعاً سيئاً، ويوقف مسارات الإصلاح والبناء والتغيير».
وجاءت خطبة الغريفي ضمن نهج متطور وغير مألوف، أثار حواراً في المجالس وفي وسائل التواصل الاجتماعي، ولاسيما في أوساط شارع المعارضة، بين مؤيد ومتحمس لما طرحه الغريفي وبين منتقد ومتحفظ.
هذا ورأى الغريفي ضمن خطبته أن «بين التحريض والمناصحةِ مساحة كبيرة جدًّا»، معتبراً أن «التحريض ضدَّ أيٍّ نظامٍ حاكمٍ عنوانٌ، ومناصحةُ النظام عنوانٌ آخر، وإنّ الخلط بين العنوانين يُوقعُ في مآزقَ خطيرة، وفي ارباكاتٍ صعبة، وفي نتائج ضارّة ومدمرة، سواءً أكانَ هذا الخَلطُ مِن قِبَلِ أنظمةِ الحُكمِ أم مِن قِبَلِ قوى السّياسةِ أو مِن قبل زعاماتِ الشارع»، مستدركاً بأن «الخَلطَ مِن قِبَلِ أنظمةِ الحُكم يَدْفَعُها إلى اعتمادِ خَياراتٍ قاسيةٍ مُتشدّدةٍ، كما أنّ هذا الخَلطَ يُفوّتُ الفرصةَ على أيِّ مشروعٍ للتقاربِ والتَصالحِ والحوارِ، مّا يُعمّقُ الأزماتِ السّياسيّة، ويُعقّدُ العِلاجات، ويدفعُ إلى المزيدٍ من المواجهاتِ. وأمّا الخَلط إذا صدر مِن قِبَلِ قوى المُعارضةِ أو قوى الشارعِ فإنّهُ يقودُ إلى مواقفَ فاقدةٍ للرُّشدِ، وإلى مُنزلقاتٍ مُضرةٍ بأوضاعِ الأوطانِ، وربّما دفع هذا الخَلطُ إلى مَساراتِ العُنفِ والتَطرُّف».
وأكد الغريفي أن «التحريض هو إنتاجُ الكراهيةِ ضدَّ الآخرِ، سواءً أكانَ هذا الآخرُ نظامًا حاكمًا، أو مكوّنًا سياسيًّا أو دينيًّا، وأمّا المُناصحة حينما تكون صادقةً ونظيفةً ورشيدةً فهي تُنتج المحبّة والمودّة والألفة والوئام»، مستشهداً في ذلك بكلمات عن الإمام علي ابن أبي طالب (ع). وأردف بأن «التحريض إلغاءٌ وإسقاط ٌومواجهةٌ، وأما المُناصحةُ فاعترافٌ بالآخر، ونقد ومحاسبة، وتصحيحٌ، وصدق وإخلاص ووفاء. وهكذا يجب أنْ يكون همّ الإنسان المسلم».
وحذر الغريفي من التحريض، مبيناً أنه «يعتمد كل الوسائل وإنْ كانت غير مشروعة، مادام الهدف إلغاء الآخر، وإسقاطه ومواجهته، فلا مانع من اعتماد العنف والتطرف، وكل الأساليب المنفلتة، أمّا المناصحة مادامتْ منضبطة بضوابط الشرع، فلا تعتمد إلا الوسائل المشروعة، والوسائل السّلمية، والأدوات النظيفة، فالغايات النظيفة لابّد أنْ تعتمد الوسائل النظيفة».
وخلص الغريفي إلى أن «بين التحريض والمناصحة اختلافات جوهرية في المنطلقات والأهداف والوسائل. وانطلاقًا من هذا الفهم يجب التفريق بين الخطابات التحريضية، والخطابات الناصحة الناقدة، فليس صحيحًا أنْ يتهم أيّ خطابٍ معارضٍ بأنّه خطابٌ تحريضي، لا أدّعي أنّه لا توجد خطاباتٌ تحريضية، هذه الخطابات موجودة، إلا أنّ إقحام كلّ خطابٍ يعارض، ويحاسب، وينتقد، ويصحّح بأنّه خطابٌ تحريضي فهذا خلط ٌ لا مبرّر له، وله نتائجهُ الخطيرة، وربّما أعطى المبرر لمن يمارس التحريض فعلاً»، منبهاً إلى أن «للمُناصحةِ قنواتها الخاصة، أمّا المناصحةُ عبر الخطابات العامة فهي تحريضٌ وتشهيرٌ وإسقاطٌ».