مقتل 50 شخصاً في هجمات على الجيش والشرطة والقوات الأميركية في كابول
كابول - رويترز
قتلت موجة من الهجمات على الشرطة والجيش الأفغاني والقوات الخاصة الأمريكية في كابول 50 شخصا على الأقل وأصابت مئات الأشخاص لتبدد الآمال في أن متمردي حركة طالبان قد ضعفوا نتيجة صراع على الزعامة بعد إعلان وفاة زعيمهم.
وبدأت الهجمات أمس الجمعة (7 أغسطس/ آب 2015) بتفجير شاحنة ملغومة في منطقة كثيفة السكان بالعاصمة وانتهت بمعركة استمرت ساعات عند قاعدة تستخدمها القوات الخاصة الأمريكية ليصبح أكثر الأيام دموية في كابول منذ سنوات.
وأعلن المسلحون مسؤوليتهم عن الهجوم على أكاديمية الشرطة والقتال عند قاعدة القوات الخاصة الأمريكية لكن لم يعلنوا المسؤولية عن تفجير الشاحنة.
ويزيد نطاق العنف العراقيل أمام اسئتناف عملية السلام المتوقفة وينقل رسالة من طالبان لاسيما في وقت حساس بعد الكشف الأسبوع الماضي عن وفاة الملا محمد عمر ووجود صراع على القيادة.
وقال توماس روتيج من شبكة محللي أفغانستان "السؤال هو... من يبعث الرسالة؟"
وقالت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان إن الحادث هو الأسوأ منذ أن بدأت في تسجيل الخسائر المدنية عام 2009 .
ووصف الممثل الخاص للأمم المتحدة نيكولاس هايسوم الحادث بأنه "لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال."
وأكدت قوات التحالف التي يقودها حلف شمال الأطلسي اليوم السبت أن واحدا من أفراد القوة الدولية وثمانية متعاقدين أفغان قتلوا في الهجوم على معسكر انتجريتي وهي قاعدة تستخدمها القوات الخاصة الأمريكية قرب المطار الرئيسي.
وكان الانفجار الذي وقع خارج القاعدة قويا بما يكفي لتسوية المباني بالداخل بالأرض وإصابة الموجودين بها مما استلزم نقلهم جوا بطائرة هليكوبتر إلى مستشفيات عسكرية خلال الليل.
وقال احد أفراد القوات الخاصة الذي أصيب عندما انهار مكتبه "وقع انفجار كبير عند البوابة ... بدا وكأن صوت إطلاق النار قادم من اتجاهين مختلفين."
وأضاف أن الانفجار الأول نجم عن تفجير سيارة ملغومة عند البوابة أعقبه انفجارات أخرى ومعركة بالأسلحة استمرت ساعتين.
وقالت وزارة الداخلية الأفغانية اليوم السبت إن الهجوم على معسكر انتجريتي جاء في أعقاب تفجير انتحاري عند أكاديمية الشرطة مساء الجمعة أدى الى مقتل وإصابة أكثر من 40 شخصا.
وقال مصدر بالشرطة أن عدد القتلى بلغ 26 شخصا والمصابين 28.
وقال مسئول بالشرطة "كان المفجر يرتدي زي الشرطة وفجر المواد الناسفة بين الطلاب العائدين لتوهم من العطلة."
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن مسلحي الحركة نفذوا الهجومين على أكاديمية الشرطة ومعسكر انتجريتي لكنه رفض في وقت سابق التعليق على الهجوم الذي نفذ بشاحنة ملغومة صباح أمس الجمعة والذي أدى إلى تدمير أبنية في وسط كابول بالإضافة إلى مقتل 15 شخصا على الأقل وإصابة 248 آخرين.
ونادرا ما تعترف طالبان بالهجمات التي يسقط خلالها عدد كبير من المدنيين. وكان التدخل العسكري الذي قادته الولايات المتحدة أطاح بطالبان من السلطة عام 2001.
وشهدت القيادة العليا لطالبان انقسامات بعد تعيين الملا أختر منصور زعيما جديدا للحركة الأسبوع الماضي. وكان ينظر إلى منصور في السابق على أنه منفتح على محادثات السلام لكنه تعهد بمواصلة التمرد الذي أسفر عن مقتل وإصابة آلاف هذا العام.
وقال المحلل روتيج إن منصور ربما يكون يبعث بأحدث هجمات كابول برسالة الى اعضاء طالبان تشد من أزرهم وإلى الحكومة الأفغانية.
وعلى الجانب الآخر فان فصائل طالبان المعارضة لزعامة منصور ربما تسعى إلى تبديد أي أمل في إجراء محادثات في المستقبل من خلال شن موجة عنف خاصة بها.
وتصاعدت الحرب الأفغانية بين قوات الحكومة التي يدعمها الغرب وبين طالبان منذ أن انتهت المهمة القتالية لحلف شمال الأطلسي العام الماضي وانسحاب معظم القوات الأجنبية.
وقالت الأمم المتحدة إن خمسة آلاف مدني تقريبا سقطوا بين قتيل وجريح في الأشهر الستة الأولى من 2015 نتيجة للصراع.