مصر تسمح لقوة إسرائيلية بدخول سيناء لجلب 15 متسللاً جريحاً
55 مهاجرًا من السودان وإريتريا يخترقون الجدار الإسرائيلي
الوسط - المحرر السياسي
على الرغم من الجدار الإلكتروني الممتد على طول الحدود بين إسرائيل مصر، والرادارات وأجهزة التصوير، والمجسات، والدوريات المكثفة، نجح 55 لاجئا من السودان وإريتريا، في التسلل من سيناء إلى إسرائيل. ويتوقع أن ينجح في التسلل عدد مماثل حتى نهاية السنة، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الخميس (6 أغسطس / آب 2015).
وقال مسؤول أمني إسرائيلي رفيع أدلى بتلك المعلومات، خلال لقاء إرشادي للمراسلين العسكريين في وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن «المتسللين يعرفون أنهم يقامرون بحياتهم في هذا الرحلة إلى إسرائيل، إذ إنه مع اتساع نشاط الإرهاب الداعشي في سيناء، لم يعد الجيش المصري يتروى في التعامل مع من يتمرد على الأمن، ويطلق الرصاص على كل شيء يتحرك من دون إذنه في سيناء. وهم يأتون من بلادهم في رحلة باهظة الثمن يدفعون مبالغ طائلة، بالنسبة لأوضاعهم، لعصابات التهريب، ويتعرضون للاستغلال البشع».
واتضح أن 15 متسللا، تمكنوا من اجتياز الحدود مع إسرائيل يوم السبت الماضي، وقام الجيش باعتقالهم، بعد أن أصيب بعضهم بنيران القوات المصرية التي لاحقتهم حين كانوا يتسلقون على السياج الحدودي.
وحسب رواية المسؤول الإسرائيلي، تم اكتشاف مجموعة المتسللين تلك، فأرسل الجيش الإسرائيلي إلى المكان قوة خاصة، لكنها لم تقم بأي عمل قبل التنسيق مع الجيش المصري. وقد أطلق المصريون عليهم الرصاص، مما تسبب في إصابة عدد منهم. فأبلغت إسرائيل بأنهم مجرد متسللين، حسب معلوماتها الاستخبارية وتحقيقها الأولي معهم. وبعد التنسيق دخلت سيارات عسكرية إسرائيلية إلى الجانب المصري من السياج، ونقلت المصابين إلى مفترق كتسيعوت في النقب، ومن هناك نقلوا إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع، بينما تم اعتقال الآخرين في معسكر «سهرونيم»، الخاص باللاجئين السودانيين.
المعروف أن إسرائيل كانت قد فاخرت في 2013 - 2014 بتقلص عدد المتسللين عبر الحدود المصرية، في أعقاب بناء الجدار الحديث على طول حدودها مع سيناء. لكن الصورة تغيرت في 2015. فقد اهتدى رجال عصابات التهريب إلى نقاط ضعف الجدار، وتمكنوا من الحصول على أجهزة تبطل أجهزة الإنذار الإسرائيلية وتمكنهم من اختراق الجدار والدخول إلى إسرائيل. وقد قفز عدد المتسللين من نحو 10 في السنة، إلى 55 متسللا خلال ما مضى من السنة الحالية، ويخشى الإسرائيليون من مضاعفة هذا العدد حتى نهايتها.
الجدير ذكره أن الجدار الحدودي الفاصل بين إسرائيل وسيناء يمتد بطول 245 كيلومترا، من مدينة رفح المصرية شمالاً وحتى «إيلات» الإسرائيلية وطابا المصرية جنوبًا. وقد تقرر بناؤه في سنة 2010، بعد أن تجاوز عدد المتسللين الأفارقة إلى إسرائيل 70 ألفا، وأصبحت الحدود سائبة لتجار المخدرات وتجار البشر أيضا. وخشيت إسرائيل من أن يتحول الجدار إلى معبر لتهريب السلاح والمسلحين إلى تخومها. وبلغت تكاليف الجدار نحو 1.6 مليار شيقل (450 مليون دولار).