جمعية مناصرة فلسطين - البحرين: زيارة بيت المقدس ترسيخ للتطبيع مع الاحتلال
الوسط - محرر الشئون المحلية
صرح نائب رئيس مجلس إدارة جمعية مناصرة فلسطين - البحرين الشيخ عبدالناصر عبدالله إبراهيم بأن ما يعرف بالسياحة الدينية للقدس الشريف تحت حماية الكيان الصهيوني لا يمكن اعتبارها إلا نوعاً من أنواع التطبيع مع هذا الكيان ولو كان بنية حسنة من بعض من يقومون بمثل هذه الزيارات. وحيث أن الموضوع صار من أهم الموضوعات التي تشغل ساحة الرأي العام البحريني في هذه الأيام وتتجاذبه أطراف عدة بيّن الشيخ عبدالناصر إن جمعية مناصرة فلسطين - البحرين لتتوجه بالشكر لمن ساندها في موقفها الرافض للزيارات بسبب التطبيع مع الكيان. وكذلك تتوجه الجمعية بالشكر لمن يقف ضد توجهها الرافض لهذه الزيارات بسبب تقدير الجمعية لحساسية وغموض الموقف الذي نعذر فيه الجميع لما تمر به الأمة جمعاء هذه الأيام من خلط للأوراق.
وأكد الشيخ عبدالناصر أننا في جمعية مناصرة فلسطين – البحرين نثق بسلامة جميع النوايا بما في ذلك من يؤيد هذا الزيارات ويدعو لها، ونعلم أن الجميع ينطلق من مبدأ خدمة القضية الفلسطينية ورفع المعاناة عن أهلنا في القدس الشريف وصولاً للغاية التي لا نختلف عليها جميعاً وهي تحرير القدس الشريف وكامل تراب فلسطين من براثن الصهاينة الغاصبين. ولكن دور جمعية مناصرة فلسطين – البحرين هو دور إعلامي بحت يهتم بتوعية الشارع البحريني بأبعاد هذه القضية وتداخلاتها وخصوصاً فيما يتعلق بخطط الاحتلال الصهيوني اللقيط لترسيخ التطبيع أو الالتفات على إرادة الأمة التي ارتأت مقاطعته منذ ولادته.
وذكر عبدالناصر أنه من المحزن أن يأتي الرد هذه المرة على من يرون بضرورة الزيارات لبيت المقدس بالتنسيق مع العدو من العدو نفسه الذي قام منذ أيام بإحراق الرضيع على حسن دوابشة وعائلته بعد إحراق منزلهم بمن فيه وهم أحياء. وأضاف من أجل هذا وغيره من الأسباب التي ذكرت في التصريح الأول أمام صلف هذا العدو الغاشم وجبروته تقف جمعية مناصرة فلسطين – البحرين عند موقفها الرافض للسياحة الدينية للقدس والتي لا تراها إلا تطبيعاً مجانياً مع العدو الغاصب وتدعو الجماهير إلى اليقظة وتحكيم العقل قبل الانسياق وراء العاطفة من أجل مواقف لن تعود بالخير على الأمة كلها وعلى القضية الفلسطينية بوجه الخصوص.
وبيّن عبدالناصر أن أقصى ما يمكن تحقيقه من وراء هذه الزيارات أن يقوم الزائرون بأخذ الصور التذكارية في باحات المسجد الأقصى كي تتناقلها الصحف وشبكات التواصل الاجتماعي ولكن الزائرين سيقفون عاجزين عن تقديم أي نوع من النصرة لإخوانهم داخل منطقة القدس الشريف أو حتى في رام الله ومناطق السلطة الفلسطينية وهم في المقابل سيجعلون الأمة تدفع ثمناً غالياً بإعطاء الشرعية والاعتراف الكامل بالكيان الصهيوني الغاصب للأرض المقدسة والذي يتفاخر بازدياد أعداد الزوار من العالم وهو بذلك يرمي لجعل مسرى االنبي محمد صلى الله عليه وسلم مزاراً لليهود والصهاينة في العالم بادعائه أنه إرث لليهود وفيه تتواجد معابدهم وكنسهم التي بنوها في الفترة الأخيرة وعتّقوها كي تبدو قديمة وتراثية وأخرجوا لها الشهادات المزيفة من المنظمات العالمية المتواطئة.
وفي هذا السياق، أشاد نائب رئيس جمعية مناصرة فلسطين - البحرين بالمواقف المخلصة والثابتة التي ترفض التطبيع بكل أشكاله والتي أخذت على عاتقها توعية الجمهور البحريني الكريم حول مخططات الاحتلال الصهيوني وجهوده التي لا تنتهي للظفر بالتطبيع الكامل مع العالم العربي.
ونوه الشيخ عبدالناصر في هذا الصدد أيضاً أن الجمعية تضم صوتها لصوت الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع في اجتماعها مؤخراً لرفضها بالإجماع موضوع السياحة الدينية للكيان الصهيوني تحت ذريعة زيارة بيت المقدس ودعوتها لتفعيل المقاطعة بكل أشكالها مع العدو الصهيوني. وقال الشيخ عبدالناصر إن الجمعية لتذكّر الجميع أن يقفوا صفاً واحداً مع قضية العرب والمسلمين الأولى فهي القضية التي جمعت الأمة من أقصاها إلى أدناها على مرّ التاريخ وذلك بالرجوع إلى الحق الأصيل والوقوف بثبات أمام كل محاولات التطبيع وتحت أي مسمى أو ذريعة ، مذكراً بكل جرائم العدو واقتحاماته المتكررة لتدنيس بيت المقدس والمسجد الأقصى. وأضاف الشيخ عبدالناصر أن الجماهير المخلصة يجب أن تلتفت لفتاوى العلماء الربانيين الذين لا يملي عليهم أحد مواقفهم بسبب آراء سياسية وغيرها وأن يكون المرجع في هذا لإجماع علماء الأمة لا للفتاوى الفردية وخصوصاً أن حال الأقصى وفلسطين كما هو بل يزداد سوءاً ، وفي المقابل يزداد الاحتلال توسعاً في نهب الأرض عن طريق سياسته الاستيطانية التي يسكت عنها العالم أجمع ويترك رعاعه المستوطنين يعيثون في الأرض فساداً قتلاً وترويعاً للآمنين ونهباً لبيوتهم وأراضيهم.
ومرة أخرى توجه نائب رئيس الجمعية لكل أصحاب الرأي وحتى المخالفين منهم بالشكر الجزيل على حرصهم، ودعاهم للاستماع لصرخات المرابطين في بيت المقدس التي تداولتها شبكات التواصل الاجتماعي بضرورة عدم التطبيع مع الكيان عن طريق ما يعرف بالسياحة الدينية داعية جميع شرفاء الأمة إلى التوقف عنها وعدم طعن القضية الفلسطينية وطعن أهل القدس عامة والمرابطين خاصة بهذا التطبيع مع العدو. وأضاف لقد انطلقت الصرخات من المرابطين ومن أهل بيت المقدس أنفسهم بكل صراحة لا تدع مجالاً للشك ولا للمزايدة أن أوقفوا الزيارات والسياحة الدينية مع الكيان الغاصب فأنتم بذلك تؤذوننا.
وختم الشيخ عبدالناصر عبدالله تصريحه بأن الجمعية تفتح أبوابها للتواصل مع جميع المخلصين من الإعلاميين والكتاب والمدونين وخطباء المساجد والناشطين وجميع الغيورين وللتحاور حول كيفية دعم القضية الفلسطينية عامة وأهل بيت المقدس بوجه الخصوص دون الحاجة للتطبيع مع العدو المحتل ، وقال إن الجمعية على أتم الاستعداد بتزويد المهتمين بجميع المواد الإعلامية التي يحتاجونها وكذلك إطلاع الجميع على المشاريع التي تقوم بها الجمعية داخل فلسطين ومنطقة القدس الشريف منذ فترة طويلة والتي لم يتوقف أهل الخير في مملكتنا الغالية عن دعمها منذ تأسيس الجمعية وحتى اليوم.