باحثون: مخاطر الكوارث النووية نفسيًا تتجاوز الضرر الجسدي
الوسط – محرر المنوعات
بينما يستعد العالم لإحياء الذكرى السبعين لإسقاط الولايات المتحدة للقنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية، نشر أطباء دراسة تناولوا فيها التأثير النفسي للانفجارات النووية، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط أمس السبت (1 أغسطس/ آب 2015).
وكشفت الورقة البحثية المنشورة اليوم بمجلة Lancet الطبية عن مشكلات صادمة متعلقة بالصحة النفسية، والتي تلت سواء حادث فوكوشيما قبل أربع سنوات وانهيار عدد من المفاعلات النووية بالمدينة اليابانية إثر موجات تسونامي عاتية أو بعد حادث تشيرنوبل الشهير عام 1986.
ووجد الباحثون أن الآثار النفسية والمعنوية ربما أكثر شيوعا من الضرر الجسدي الذي سببته الإشعاعات النووية، وكتبوا «تدهور الصحة العقلية بعد كارثة يمكن أن يسبب تراجعا في الوظائف العضوية ويؤدي إلى أمراض متنوعة، كما أنه قد يكون عاملا فعالا في تدهور الصحة في مراحل متأخر من العمر».
وتابعوا: «لذلك رعاية مشكلات الصحة العقلية تصبح مهمة للغاية».
وتقول صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية، إنه في ظل وجود 437 منشأة طاقة نووية حول العالم، وثلثها يقع في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، فإن أي كارثة مستقبلة سوف تتسبب على الأرجح في دمار خطير لصحتنا العقلية.
وبعد كارثة تشيرنوبل، تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة وحالات القلق، وكان هذا ناتجا في جزء منه من نشرات الأخبار غير الدقيقة.
وكانت وسائل إعلام قد نشرت تقارير غير صحيحة بأن الأشخاص الذين تعرضوا للكارثة يواجهون خطرا كبيرا للإصابة بسرطان الغدة الدرقية، ما كان له وقع ضخم على الصحة النفسية للأشخاص.
وبعد كارثة فوكوشيما، وجد الباحثون أن واحدا من بين كل أربعة أطفال من 4 إلى 6 سنوات، والذين تم إجلاؤهم من منطقة الكارثة، كان معرضا لمشكلات عقلية خطيرة.
ولاحظوا أيضا أن معدل الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة كان أعلى بين الأناس الذين يعيشون في مانهاتن بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.
لكن التأثير لا ينتهي عند هذا الحد، حيث أبرزت الدراسة الآثار الخطيرة الناتجة عن عمليات الإجلاء وإعادة التسكين.