قصف جوي يخطئ «داعش» ويقتل 46 مدنيًا في مدينة الرطبة
الوسط – المحرر السياسي
أفادت مصادر محلية وشهود عيان بمقتل 46 مدنيا بينهم نساء وأطفال وجرح عدد كبير في قصف جوي طال مدينة الرطبة الواقعة على بعد نحو 300 كم غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.
وأبلغت المصادر والشهود «الشرق الأوسط» بأن «قصفًا جويًا طال أحياء سكنية وسط مدينة الرطبة مما أسفر عن مقتل 46 مدنيا على الأقل بينهم نساء وأطفال وأن أغلب القتلى هم نازحون إلى مدينة الرطبة من مناطق مختلفة من مدن الأنبار فيما أصيب 50 مواطنا بجروح نتيجة القصف نقلوا على أثرها إلى مستشفى المدينة لتلقي العلاج».
وأضاف الشهود «أن معظم الجثث تم انتشالها من بين الأنقاض بعد أن تهدمت الكثير من المنازل على ساكنيها نتيجة القصف العنيف الذي طال المدينة ولأسباب مجهولة». ولم تتمكن المصادر من تحديد هوية تلك الطائرات فيما إذا كانت عراقية أو تابعة للتحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش والذي يشن هجمات يومية على معاقل مسلحي التنظيم.
وطالب عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب محمد الكربولي، قيادتي العمليات المشتركة والتحالف الدولي بتوخي الدقة في قصف تجمعات «داعش» بالأنبار.
وقال الكربولي في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن «مطالباتنا المستمرة بتوخي الدقة في المعلومات والأهداف غايتنا منها تقليل الإصابات بين المدنيين وتقليل نسبة الأخطاء الحربية، وضرورة الأخذ بنظر الاعتبار أن تنظيم داعش الإرهابي يسعى دائما إلى استخدام المدنيين العزل الأسرى لديه دروعا بشرية لحماية مقراته وقياداته وهو ما يتسبب في مزيد من الضحايا الأبرياء وهذا ما حدث فعلا في الرطبة اليوم (أمس) والفلوجة وحديثة وغيرها من مدن الأنبار المحتلة من داعش».
وأضاف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية «أطالب من قيادتي العمليات المشتركة والتحالف الدولي بـ«توخي الدقة والحذر في تنفيذ ضرباتهم وتجنيب المدنيين العزل أخطار العمليات العسكرية».
من جهة أخرى اقتربت القوات الأمنية العراقية المشتركة كثيرًا من تحرير مدينة الرمادي بعد أن حققت تقدما ملحوظا في العمليات العسكرية الجارية هناك في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار حيث وصلت القوات العراقية إلى أطراف أحياء سكنية مهمة داخل المدينة بعد أن تمكنت من استعادة السيطرة على شارع 60 الحولي الذي يلتف حول الكثير من المناطق والأحياء وسط المدينة، وتقف القوات العراقية المشتركة ضمن المحور الجنوبي الآن أمام أحياء الملعب وشارع عشرين وحي الأندلس وسط المدينة، بينما تقف قوات أخرى ضمن المحور الغربي أمام حي العزيزية الذي لا يبعد سوى 500 متر عن المجمع الحكومي الذي يحوي بناية محافظة الأنبار، وتتقدم قوات أخرى من المحورين الآخرين الشمالي والشرقي للمدينة في عملية تضييق الخناق على مسلحي تنظيم داعش الذي بدأت عناصره بالفرار أمام مواجهة القوات المقتحمة لتحرير المدينة.
وأعلن قائد شرطة محافظة الأنبار عن تقدم كبير للقوات الأمنية بمعارك تطهير القاطع الشرقي للرمادي ومقتل العشرات من عناصر تنظيم داعش خلال عمليات الاقتحام والتحرير.
وقال اللواء هادي رزيج قائد شرطة المحافظة في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن «القوات الأمنية من الجيش والشرطة وبدعم طيران التحالف تتقدم بشكل كبير في معارك تطهير منطقة الزراعة والملعب وطريق المحيط في القاطع الشرقي للرمادي ومقتل العشرات من عناصر تنظيم داعش الإرهابي خلال المواجهات العنيفة».
وأضاف رزيج «أن القطعات البرية دمرت الخطوط الدفاعية الأمامية لتنظيم داعش الإرهابي شرقي مدينة الرمادي مما أدى إلى هروب المئات من قادة وعناصر داعش إلى مركز الرمادي لتحصين أنفسهم من معارك التطهير الجارية بمحاور المدينة، كما أن هناك تقدما كبيرا باتجاه تحرير الأحياء السكنية في داخل مدينة الرمادي من دنس تنظيم داعش حيث تمكنت قواتنا الأمنية من استعادة السيطرة على الشارع الحولي للمدينة وهو شارع مهم واستراتيجي لأنه يدور حول عدد كبير من المناطق والأحياء السكنية داخل مدينة الرمادي ويربط الجهة الشرقية بالجهة الجنوبية لمدينة الرمادي مما يعني أن القوات ضمن المحور الشرقي والقوات ضمن المحور الجنوبي أصبحت على خط واحد باتجاه الدخول إلى مركز المدينة عبر أحياء الملعب والإسكان وشارع عشرين وحي الأندلس والعزيزية وغيرها من المناطق وسط المدينة».
ولفت رزيج أن «الأيام القليلة القادمة ستشهد رفع العلم العراقي فوق المجمع الحكومي وسط الرمادي وتدمير معاقل داعش الإرهابي وسحق فلولهم وتحرير المدينة من فكرهم المجرم وحماية أمن المدنيين الأبرياء».
من جهة أخرى قال سكان محليون من داخل مدينة الفلوجة إن تنظيم داعش مرتبك تمامًا من عملية الحصار شبه الكامل الذي تفرضه القوات الأمنية العراقية على مدينة الفلوجة حيث تقف القوات على أطراف المدينة من محاورها الأربعة ولا يوجد أي منفذ لـ«داعش» سوى عبور النهر ومن ثم الاتجاه إلى الصحراء وهذا ما يفعله الآن قادته الأجانب الذين بدأوا بالفرار من المدينة بعد وصول القوات العراقية ووقوفها على مسافة قريبة من المدينة.
وأضاف الشهود «أن التنظيم الإرهابي بدأ بإعدام عناصر من مسلحيه وصفهم بأنهم متخاذلون كما قام التنظيم المجرم بإعدام شخصين من سكان مدينة الفلوجة بتهمة التعاون مع القوات العراقية، بينما أخذ السكان المحاصرون داخل مدينة الفلوجة بالتظاهر للتنديد بالممارسات الوحشية لعناصر التنظيم والمطالبة بخروجهم من المدينة، لكن التنظيم الإرهابي يرد على تلك المظاهرات بإطلاق النار واحتجاز المتظاهرين مانعًا آلاف العائلات من مغادرة المدينة من أجل استخدامهم دروعًا بشرية».