حين يزور النجم ميسي الديكتاتور من أجل ملايينه
دويتشه فيله
سخرت الصحافة الغربية من زيارة ميسي إلى الغابون، خاصة وأن "فرانس فوتبول" أكدت أن نجم الأرجنتين حصل على ملايين مقابل مصافحة الرئيس عمر بانغو أومدينمبا، الذي يسعى إلى تلميع صورته دوليا استعدادا لكأس الأمم الإفريقية 2017.
ما معنى أن يقوم النجم الأرجنتيني، أسطورة برشلونة، بزيارة الغابون؟
سؤال طرحه العديد من الصحفيين ليس للبحث عن أسباب الزيارة التي تمت الأسبوع الماضي، وإنما استنكارا بأن يقوم ميسي "إله" الساحرة المستديرة، بزيارة رئيس متهم باتباع نهج أبيه عمر بانغو، الذي لطالما وصف في الديمقراطيات الغربية بالديكتاتور الذي وضع البلاد والعباد تحت قبضته وقبضة عائلته لاستغلال الثروات ونشر الفساد والاستبداد. ولا ينظر إلى ابنه عمر بانغو أومدينمبا، مضيف ميسي سوى على أنه امتداد لهذه السياسة، بدليل وأن شراءه قصرا في العاصمة الفرنسية باريس بقيمة 100 مليون يورو، خلق جدلا واسعا في الغابون وفرنسا على حد سواء.
ورغم ذلك قام ميسي بزيارة الغابون لافتتاح ملعب هناك بحضور الرئيس نفسه الذي قاده بسيارته الخاصة، قبل أن يرافقه إلى باب الطائرة الخاصة التي وضعت تحت تصرف نجم الأرجنتين. ومعلقا على أسئلة الصحفيين، قال رئيس الغابون "عندما كنت قبل سنوات في برشلونة، قال لي ميسي إنه سيزورني في ليبرفيل، وهو الوعد الذي قطعه على نفسه ونفذه أيضا".
تدشين ملعب بالغابون
رسميا زار ميسي الغابون لتدشين ملعب كرة قدم جديد في إطار الاستعدادات الجارية في البلاد لاحتضان بطولة كأس الأمم الإفريقية 2017 التي أحيلت للغابون بسبب سوء الأوضاع الأمنية في ليبيا. كما كان افتتاح المطعم الرئيسي التابع للملعب على جدول أعمال ميسي، والمطعم يمتلكه ابن الرئيس نفسه. بيد أن ما كشفته مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية عن حصول ميسي على ثلاثة ملايين يورو ونصف المليون مقابل سفره إلى العاصمة ليبرفيل والتقاط صور مع الديكتاتور الجديد، جعلت الصحافة تنظر باستهجان لنجم برشلونة، متهمة إياه بدعم الحملة الدعائية التي يقودها الرئيس لتلميع صورته دوليا، والتي في إطارها قام أيضا بالتخطيط لمباراتين وديتين مع المنتخبين البرازيلي والبرتغالي مقابل مليوني يورو. كما دفع مبلغ 4,6 مليون يورو أخرى للأسطورة البرازيلية بيليه ليزوره تماما كما فعل ميسي، بينما يغرق نحو ثمانين بالمائة من سكان الغابون في فقر مدقع مع غياب لمتطلبات الحياة الأساسية، حسب المنظمات الحقوقية الدولية.
ولأن زيارة ميسي تزامنت مع أخرى يقوم بها بطل التنس المصنف ثاني عالميا، السويسري روجيه فيدرر إلى مالاوي، أطلق فيها الأخير عددا من المشاريع الخيرية، فإن رواد مواقع التواصل الاجتماعي سارعوا للمقارنة بين النجمين الرياضيين، مع نشر رسومات ساخرة لميسي وهو جالس إلى جانب عمر بانغو أومدينمبا وسط الأدغال الإفريقية.
هل كان ميسي مجبرا على زيارة الغابون؟
ويبقى السؤال الملح بخصوص هذه الزيارة، هل كان ميسي مجبرا على دعم الديكتاتور وهو الذي قدرت مجلة فوريس الأمريكية دخله السنوي بحدود 64 مليون يورو؟ ألم يكن من واجب ميسي دعم شباب الغابون الذين يرفضون استضافة كأس الأمم الإفريقية بعد عامين لأنهم يرونها تخدم الرئيس أكثر من البلاد؟
بالنسبة للصحفي الألماني ميشائيل إيدر في تعليقه الساخر في صحيفة فراكفورتر ألغماينه، فإن ميسي لم يقم إلا بما يقوم به الآخرون "خوفا من تبعات الأزمة المالية"، وهو "البحث عن مصدر رزق إضافي"، فلا أحد يضمن ما الذي سيحدث خاصة وأن ميسي دفع مؤخرا خمسة ملايين يورو للسلطات الإسبانية، بسبب الاتهامات التي وجهت إليه ولوالده بخصوص التهرب الضريبي لمجموع شركات يمتلكها اللاعب في الفترة ما بين 2006 و2009، وقدرت قيمة الضرائب غير المدفوعة بنحو أربعة ملايين يورو، إضافة إلى رسوم تأخير الدفع.
لا بد وأن اتهامات التهرب الضريبي واتهامات أخرى بخصوص استغلال مبارياته الخيرية "ميسي والأصدقاء" لعمليات التهرب الضريبي، إضافة إلى زيارة الغابون، كلها محطات تمثل الوجه الآخر لميسي وبات عليه الرد ليس كرويا فحسب وإنما أيضا سلوكيا.