عيد الفطر في بغداد.. احتفالات وطقوس ومسارح شعبية
الوسط - المحرر الدولي
تنوعت مظاهر وطقوس عيد الفطر المبارك في العاصمة العراقية بغداد، فعلى الرغم من الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وانشغال الناس بمتابعة أخبار معارك التصدي لـ«داعش» الإرهابي في عدد من المدن العراقية، تصدرت مهمة زيارة الأهل والأقارب لتبادل التهاني في العيد قائمة الأولويات، كجزء من التقاليد المجتمعية المتعارف عليها، إضافة إلى زيارة بعض العوائل للمتنزهات والحدائق العامة التي أعلن القائمون عليها فتح أبوابها أمام الجميع مجانًا وتهيئة مرافقها الخدمية لاستقبال الزوار ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط أمس الأحد (19 يوليو / تموز 2015).
ومثل كل الأعوام التي سبقته، لم يتوحد العراقيون في تحديد أول أيام عيد الفطر، بسبب الخلافات السنية- الشيعية التي احتدمت بطريقة واضحة بعد عام 2003 عندما انتقل العراق فيها إلى دولة مكونات باسم التعددية مرة والمحاصصة العرقية والطائفية مرة أخرى، فصار شهر رمضان وهلال العيد من الخلافات الموروثة من زمن الدولة المركزية، وبعد أن كان العراق يعين رسميًا بداية شهر رمضان وعيد الفطر ببيان حكومي، صار الأمر أن احتفل السنة بعيد الفطر المبارك هذا العام يوم الجمعة بينما احتفل الشيعة بالعيد يوم السبت.
بدوره أعلن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد محمد الجويبراوي عن وضع خطة أمنية رصينة لحماية المواطنين في العيد، عبر تأمين الطرق المستهدفة من قبل عصابات «داعش»، مشيرًا إلى أن إعداد الخطة شمل تنسيقًا بين الحكومة المحلية وعمليات بغداد وشرطة العاصمة، مؤكدًا على أن «الأجهزة الأمنية ستكثف وجودها بالقرب من المؤسسات الصحية والخدمية والمتنزهات التي يرتادها المواطنون، وسيتم قطع الطرق المؤدية إلى متنزه الزوراء والجزيرة السياحية، فضلاً عن طرق تؤدي إلى متنزهات أخرى، وهذا القطع مبرمج، إذ سيتم فتح شوارع بديلة أمام المواطنين».
ووجهت أمينة بغداد وكالة ذكرى محمد علوش، بدخول العوائل البغدادية إلى متنزه الزوراء مجانا طوال أيام عيد الفطر المبارك، بعد تهيئته وتجهيزه بأحدث ألألعاب والمتطلبات الضرورية لراحة الزائرين.
من بين فعاليات العيد التي أعلن عنها مبكرًا عدد من النشطاء المدنيون انطلاق فعاليات مهرجان بغداد الأول للتسوق على أرض معرض بغداد الدولي وسط بغداد بمشاركة أكثر من 50 شركة عراقية وتركية وإيرانية وأردنية، في مختلف الاختصاصات، بينما نوه عدد من المسارح الشعبية في بغداد بعروض مسرحية كوميدية جديدة.
الوكيل الاقتصادي لوزارة التجارة العراقية محمد السامرائي أكد أن «الهدف من مهرجان بغداد الأول للتسوق دعم معارض القطاع الخاص والانفتاح عليها، وتوفير متنفس ترفيه للمواطن العراقي، وقد ضم المهرجان نشاط شركات متخصصة في مجالات الألبسة والمواد الغذائية والأجهزة الكهربائية والإكسسوارات والأثاث المنزلي والسجاد والسيارات القديمة والمنتجات الأخرى».
وأضاف أن «هذا المهرجان هو تجربة فريدة من نوعها ونقدر مشاركة الجميع في هذا المهرجان لأجل دعم الاقتصاد العراقي وخلق أجواء من التنافس التجاري بين الشركات المحلية والأجنبية».
وتخللت فعاليات مهرجان بغداد للتسوق إقامة معرض أزياء على غرار ألف ليلة وليلة من قبل عارضين محليين، إضافة إلى عروض الأزياء الفلكلورية والتاريخية، ومشاركة الفرقة البصرية والسومرية، وفعاليات تمجد الانتصارات التي حققها ويحققها الجيش العراقي بمساندة قوات الحشد الشعبي ضد عصابات (داعش) الإجرامية.
وتفرد مسرح وسينما سميراميس، أقدم المسارح في شارع السعدون وسط بغداد، بإعلانه تقديم العرض الأول للمسرحية الكوميدية الجماهيرية الجديدة «ورق ورق» التي كتبها حسين النجار وبكر نايف ويقوم على إخراجها الفنان بكر نايف ويلعب أدوارها نخبة من ألمع نجوم الكوميديا في العراق، بينهم: إحسان دعدوش ومحمد حسين عبد الرحيم وناهي مهدي وميلاد سري وعلي قاسم الملاك وهبة صباح وضيف الشرف نجم (أحلى صوت) المطرب ستار سعد.
مؤلف ومخرج المسرحية بكر نايف قال: «المسرحية تجمع بين كوميديا الموقف والكوميديا السوداء وتعكس جانبا من الإفرازات السلبية الضارة التي يعيشها المواطن العراقي عبر قالب كوميدي ساخر يعتمد المفارقة ويعمل على تعرية الفاسدين والطارئين على المشهد السياسي». وأضاف: «المسرحية تركز على مضمون مسرح العائلة، وذلك عبر قضية شراء البعض لمناطق معينة وتهجير سكانها عبر إغرائهم بالأموال واستثمارها في أمور أخرى، وقيام كثير من المسؤولين والسياسيين وغيرهم بفتح قنوات فضائية تعمل وفق أجنداتهم ومصالحهم الفئوية الضيقة وتسقيط الآخرين والإساءة لهم دون النظر إلى المصلحة العامة للشعب العراقي. الفنانة ميلاد سري تلعب في المسرحية دور المحتالة القادمة من السويد، وهي تقوم بفتح قناة فضائية وإغراء الفقراء من أهالي محلة بغدادية بالمال لشراء بيوتهم بالاتفاق مع زميلها (الفنان ناهي مهدي)».