رايس: لا يمكن لايران تجنب التفتيش على المواقع المريبة
واشنطن - رويترز
قالت مستشارة الأمن القومي الأمريكية سوزان رايس إنه لا يمكن أن تتجنب إيران عمليات التفتيش على المواقع العسكرية أو غيرها من المواقع التي تعتبرها الولايات المتحدة وحلفاؤها مريبة حين يدخل اتفاق نووي أبرم هذا الأسبوع حيز التنفيذ.
وأضافت رايس في مقابلة مع رويترز أمس الأربعاء أن الاتفاق لن يعطي لإيران مجالا لرفض التفتيش اذا كانت لدى واشنطن أو غيرها معلومات يعتقد أنها تكشف عن موقع سري وأبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عنه لفحصه.
وقالت "اذا قال الإيرانيون "كلا... لا تستطيعوا زيارة هذا الموقع" سواء كان موقعا عسكريا أو لا فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية اذا اعتبرت أن الموقع مثير للشك تستطيع طلب دخوله."
وأضافت أنه اذا رفضت ايران السماح للمفتشين بزيارة الموقع وطلب خمسة من الأطراف الدولية الثمانية الموقعة على الاتفاق التحقيق في ظل وجود لجنة تشكلت حديثا فإنه يجب أن تمتثل ايران.
وأضافت "هذا ليس طلبا. هذا شرط" وقالت إن إيران "ستكون ملزمة بالسماح بالدخول."
وبموجب الاتفاق الذي أعلن في وقت سابق هذا الأسبوع فإن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة سترفع مقابل موافقة ايران على الحد من أنشطة برنامجها النووي لفترة طويلة. ويشتبه الغرب واسرائيل أن البرنامج الإيراني يهدف الى تصنيع قنبلة نووية.
وفي إطار الاتفاق سيكون أمام ايران فترة 24 يوما تستطيع أن تعالج خلالها المخاوف بشأن المواقع محل الشكوك وتوافق على عمليات التفتيش.
لكن هذا الإجراء لا يجبر إيران صراحة على الاعتراف بأن مواقعها العسكرية يمكن أن تكون مفتوحة لعمليات التفتيش الخارجية مما يترك قدرا من الغموض بشأن حجم ما ستسمح به من زيارات المفتشين عمليا.
وكان منتقدو الاتفاق وبينهم جمهوريون وحكومة إسرائيل قد قالوا إن الاتفاق مليء بالثغرات خاصة حين يتعلق الأمر بإجراءات التحقق وطول الفترة التي تستطيع إيران خلالها أن تصنع سلاحا نوويا. ووصفوا فترة الأربعة والعشرين يوما بأنها ثغرة غير مقبولة بالنسبة لإيران.
ورفضت رايس المخاوف من أن إيران قد تخفي مواد نووية مشعة خلال تلك الفترة في منشآت كبيرة.
وقالت "لا يمكن أن يخفوا أدلة على ذلك بأي طريقة خلال تلك الفترة الزمنية. ولا يمكن أن يخفوا منشأة بهذا الحجم بسهولة شديدة لفترة طويلة."
ويشمل الموقعون على الاتفاق الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي وايران.
وتسعى رايس وغيرها من المسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما الى تسويق الاتفاق في الداخل والخارج وهم يحتاجون إلى طمأنة دول الخليج المتشككة وأعضاء الكونجرس من الجمهوريين الذين يرفضون الاتفاق.
* كارتر يزور السعودية
وقالت رايس إن وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر سيسافر إلى السعودية في إطار الجهود الرامية الى إقناع الشركاء في المنطقة بمزايا الاتفاق.
وأضافت ان الولايات المتحدة ستبحث سبل تعزيز تعاونها الأمني مع إسرائيل التي تعارض الاتفاق بشدة. وسيسافر كارتر إلى إسرائيل في الأيام القادمة. ولم يتم الإعلان من قبل عن زيارته للمملكة العربية السعودية.
وقالت رايس "نتطلع لأن نناقش مع الإسرائيليين كيفية تعزيز تعاوننا الأمني والمخابراتي إذا كانوا مهتمين بالأمر ولديهم الاستعداد."
وأعطت رايس مؤشرا قويا على أنه سيتم شحن بعض من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى روسيا في إطار الاتفاق التاريخي قائلة إن الولايات المتحدة لن يقلقها ذلك.
وأضافت "يمكن شحنه إلى دولة ثالثة مثل روسيا. ربما تكون هذه الوسيله الأرجح...روسيا لديها المواد الانشطارية الخاصة بها وتتعامل معها على نحو ملائم..لسنا قلقين من ذلك."
وعبرت رايس عن ثقتها أن إيران ستلتزم بشروط الاتفاق استنادا الى سجلها في تطبيق الاتفاق النووي المؤقت.
وقالت رايس إنه إذا إلتزمت طهران بشروط الاتفاق ورفعت عنها العقوبات خلال أشهر فإن تدفقات إيران الجديدة من النفط لن تصل إلى الأسواق دفعة واحدة لكن من المرجح أن تخفض أسعار النفط العالمية لفترة من الوقت على الأقل.
وأضافت "بالطبع إذا انخفضت أسعار النفط فإن هذا سيؤثر على عوائد الدول المنتجة للنفط."
وعندما سئلت عن الحظر الأمريكي على صادرات النفط المحلية قالت رايس إن القضية غير مرتبطة برفع العقوبات عن إيران. وتحظر واشنطن معظم صادرات النفط الخام منذ أن أثار حظر النفط العربي في أوائل السبعينات مخاوف من نقص المخزون.