العدد 4693 بتاريخ 13-07-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


كيري وظريف مهندسا الاتفاق النووي الإيراني

فيينا – أ ف ب

للوهلة الأولى لا يبدو ان هناك العديد من النقاط المشتركة بين مؤيد للثورة الإسلامية في إيران وبين سناتور ديموقراطي سابق إلا أن محمد جواد ظريف وجون كيري توصلا رغم كل العقبات إلى ترك بصمتهما في التاريخ.

وحتى جسديا فان الرجلين على طرفي نقيض تقريبا، فوزير الخارجية الأميركي طويل ونحيف بينما نظيره الإيراني اقصر قامة وأكثر امتلاء.

لكن وعلى مر 21 شهرا من المفاوضات الماراتونية المكثفة التي وضعت حدا لازمة دولية مستمرة منذ 12 عاما، تبين ان الرجلين على القدر نفسه من الثبات والحنكة.

ومنذ المصافحة التاريخية بينهما في الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2013، تعارف الوزيران جيدا بعد 50 لقاء حتى انهما باتا يناديان بعضهما البعض باسميهما "جون" و"جواد".

لكن اذا كانت الأجواء الودية واضحة وأنهما يتبادلان المزاح أحيانا، إلا أن العلاقة بينهما ظلت رسمية دون ان تؤدي الى صداقة اكثر عمقا.

ولا غرابة في الأمر فبلديهما لا يقيمان علاقات دبلوماسية منذ 35 عاما ولا يزالان على خلاف حول عدة مسائل أساسية من بينها دعم إيران لمجموعات مسلحة تصنفها واشنطن إرهابية في الشرق الأوسط.

الا ان ظريف على اطلاع واسع بالسياسة الأميركية فقد تابع دراسته في الولايات المتحدة وشغل منصب سفير لبلاده لدى الأمم المتحدة بين 2002 و2007 مما يشكل نقطة لصالحه في هذه المفاوضات الشاقة.

وقالت المحللة سوزان مالوني من معهد بروكينغز "لديه قدرة الترويج لسياسات تطرح من وجه النظر الأميركية مشاكل، لكن بطريقة تجعلها مقنعة تماما لا بل مغرية".

وظريف ورغم حيازته دكتوراه في القانون الدولي من إحدى جامعات الولايات المتحدة الا انه من صلب النظام الإيراني "فالأمر ليس صدفة ان يكون بلغ منصبا رفيعا كهذا في مرحلة حاسمة مثل الآن"، مضيفة ان ظريف شخصية "لامعة".

ولم يتردد الرئيس الإيراني حسن روحاني في الإشارة إلى فريق المفاوضين مع ظريف بأنهم "فنانون" في مهاراتهم الدبلوماسية.

إلا أن السنوات التي أمضاها ظريف في الولايات المتحدة جعلته عرضة لانتقادات المحافظين المتشددين واستبعاده من قبل الرئيس السابق محمود احمدي نجاد في 2007.

ورغم عودته الملفتة بعد انتخاب روحاني في 2013، الا ان الصقور الإيرانيين لا يزالون ينتقدون "سياسة الابتسامة" التي يقولون انه ينتهجها لأنها تقدم تنازلات كبيرة امام الغرب حتى انهم انتقدوا ايضا قيامه بنزهة في شوارع جنيف بصحبة كيري.

وظريف من المسئولين الإيرانيين القلائل الذين لديهم حساب رسمي باللغة الانكليزية على تويتر وهو أمر ممنوع مبدئيا في إيران، حتى انه لم يتردد في استخدام موقع يوتيوب لتوصيل رسائله إلى الغرب.

في الجانب الأميركي، كيري هو بلا شك الدبلوماسي الأميركي الذي اجرى اكبر عدد من الاتصالات مع الايرانيين باستثناء مساعدته ويندي شيرمان. فقد كان منذ 2012 ضمن فريق الدبلوماسيين الذين قاموا بمشاورات سرية مع ايران في عمان حول امكان اطلاق مفاوضات حول ملفها النووي.

وهناك نقطة مشتركة بين ظريف وكيري وهي ان كلاهما مؤمن. وغالبا ما شهدت المفاوضات في فيينا توقفا قصد خلاله كيري الكاثوليكي الكنيسة او ظريف الشيعي المسجد للصلاة. كما ان ظريف لا يتردد في القول انه لا يخشى سوى "الله في العالم".

ورغم الاحترام المتبادل الا ان الحوار بينهما غالبا ما كان حاميا وترددت اصداء اللقاءات على حدة في اروقة قصر كوبورغ الذي استضاف المحادثات في فيينا، دون ان يؤدي ذلك الى تهديد الحوار في اي لحظة.

الا ان الرهان كان كبيرا. وقالت مالوني ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين "المعسكرين الخصمين هو انتصار شخصي ومهني معا".

ويشكل هذا الانتصار بالنسبة الى كيري (71عاما) دون شك نجاحا قياسيا في مسيرة شهدت خسارته في الانتخابات الرئاسية امام جورج بوش في 2004 وعدم التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط رغم انه عول عليه كثيرا. اما ظريف الذي يصغره بـ 16 عاما فالطريق لا تزال طويلة امامه لتحقيق انجازات عدة.

 



أضف تعليق



التعليقات 1
زائر 1 | ردا علي احدهم 8:30 ص انصح بان لا يشتري احد عمله ايرانيه فالاحتمال راجح جدا انه سبتم تغييرها و سيكون الاستبدال في داخل ايران فقط..لا احد يجازف بفلوسه رد على تعليق