اتفاق حول الملف النووي الإيراني ينهي أزمة استمرت 12 عاماً
فيينا - أ ف ب
توصلت إيران والقوى الكبرى اليوم الثلثاء (14 يوليو/ تموز 2015) في فيينا إلى اتفاق تاريخي حول الملف النووي الإيراني الذي يسمم العلاقات الدولية منذ 12 عاما.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عند بدء الاجتماع الوزاري النهائي لمفاوضي إيران والقوى الكبرى في فيينا التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي مؤكدا أنها "لحظة تاريخية".
ورحب الرئيس الإيراني حسن روحاني على الفور بالاتفاق معتبرا انه يفتح "آفاقا جديدة" فيما نددت به اسرائيل بشدة.
وقال حميد بعيدي نجاد احد ابرز المفاوضين الإيرانيين "الحمد لله تكللت المفاوضات النووية بالنجاح" بعد 21 شهرا من المحادثات وجولة أخيرة استمرت أكثر من 17 يوما من المفاوضات الشاقة لإنهاء الملف.
ويهدف الاتفاق إلى ضمان عدم استخدام البرنامج النووي الإيراني لأغراض عسكرية، لقاء رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد هذا البلد.
ويفتح الاتفاق الذي يسمح لإيران بمواصلة برنامجها النووي المدني الطريق أمام تطبيع في العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين إيران والأسرة الدولية.
في طهران، اعتبر روحاني ان الاتفاق النووي يفتح "أفاقا جديدة" بعد حل "هذه الأزمة غير الضرورية".
وفي تغريدة على تويتر كتب روحاني أن نجاح المحادثات دليل على ان "الالتزام البناء ياتي ثمارا" وانه بات من الممكن الان "التركيز على التحديات المشتركة" في إشارة إلى مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
من جهته ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على الفور بالاتفاق معتبرا اياه "خطأ تاريخيا".
وقال نتانياهو في بداية اجتماع مع وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز انه "تم تقديم تنازلات كبرى في جميع القضايا التي كان من المفترض ان تمنع ايران فيها من امتلاك قدرة على التزود باسلحة نووية".
وتعقد إيران والدول الكبرى في مجموعة 5+1 جلسة "ختامية" في مقر الامم المتحدة في فيينا قبل بيان ختامي لوزيري الخارجية الإيراني والأوروبي.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية المدعوة الى لعب دور مهم في تطبيق الاتفاق انها وقعت مع إيران "خارطة طريق" تجيز التحقيق في النشاطات النووية السابقة لايران التي يشتبه بانها كانت تنطوي على بعد عسكري.
ووصف مدير هذه الهيئة الدولية يوكيا امانو هذا الاتفاق "بالتقدم المهم".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست ان المفاوضين، بدءا بالاميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف، سعوا حتى اللحظة الأخيرة لحل "نقاط الخلاف" المتبقية.
وجاء الاتفاق بعد انتظار طويل لأنه كان مقررا اساسا في 30 يونيو / حزيران إلا أن الموعد أرجئ عدة مرات بسبب أهمية المسائل التي تم التفاوض بشانها.
وتفرض الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة منذ نحو عشر سنوات عقوبات على إيران لإجبارها على التفاوض بعد اتهامها بالسعي لإنتاج قنبلة نووية تحت ستار برنامجها النووي السلمي.
ولم تبدأ المفاوضات فعليا الا في 2013 بعد انتخاب حسن روحاني رئيسا وهو الذي وعد في برنامجه الانتخابي بالسعي الى رفع العقوبات عن إيران. وفي نيسان/ابريل الماضي توصل المفاوضون في لوزان إلى اتفاق إطار حدد المبادئ الأساسية للاتفاق النهائي.
ووافقت إيران على الحد من عدد أجهزة الطرد المركزي ومخزونها من اليورانيوم المخصب، الأمر الذي سيجعل من المستحيل عليها صنع قنبلة ذرية.
وتمهيدا لإبرام الاتفاق، دعا وزير الداخلية الإيراني السلطات المحلية إلى التحضير لاحتفالات في الشارع حيث يأمل السكان في ان يتيح رفع العقوبات الدولة تحسين ظروف حياة الإيرانيين.
ومحادثات فيينا شكلت إحدى أطول جولات المفاوضات الدولية على المستوى الوزاري في مكان واحد، منذ تلك التي أفضت إلى اتفاقات دايتون (الولايات المتحدة) وأنهت في عام 1995 حرب البوسنة.
ومددت المفاوضات مرارا بسبب خلافات تركزت خصوصا على المدة للتوصل الى اتفاق، وعلى وتيرة رفع العقوبات والدخول الى المواقع العسكرية الايرانية.
كما تعثرت ايضا على خلفية رفع القيود عن البرنامج البالستي الايراني وتجارة الاسلحة، كما تطالب ايران مدعومة بروسيا.
وقد اعتبر الغربيون ان هذا الطلب دقيق بسبب ضلوع ايران في العديد من النزاعات في منطقة الشرق الاوسط وخصوصا في سوريا والعراق.
ولا تنظر العديد من دول الشرق الاوسط بارتياح الى هذا الاتفاق بين ايران والقوى الكبرى لانها تعتبر انه سيطلق يدها في المنطقة بعد ان تكون تحررت من العقوبات.
ويفترض ان ينظر الكونغرس الاميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون الحذرون جدا حيال ايران، في الاتفاق الذي يشكل نجاحا كبيرا للرئيس الديموقراطي باراك اوباما ونظيره الايراني المعتدل حسن روحاني.