ترميم مسجد الخميس وتهيئته ليستقبل سياحة ثقافية
الشيخة مي: البلدان التي لا تملك ثقافة لا تستطيع أن تجلب سياحة
المنامة - هيئة البحرين للثقافة والآثار
تقوم هيئة البحرين للثقافة والآثار بإنشاء مركز زوار بموقع مسجد الخميس الأثري بعد أن تم الإنتهاء من ترميم آثار المسجد، وذلك لفتح آفاق جديدة لزيارة الموقع وتفهم مكانته وأهميته التاريخية من قبل المجتمع المحلي في المقام الأول من أجل إرساء مقومات الهوية المحلية، والزيارات السياحة الثقافية في المقام الثاني كوسيلة لإثراء الدخل القومي، حيث تنطبق هذه الإستراتيجية على جميع الآثار الوطنية سواء المادية وغير المادية دون تمييز.
وفي هذا الصدد أكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار أن ما تكتنزه مملكة البحرين من تراث وطني هو الجاذب الأول لسياحة ثقافية نوعية، قائلة: “إن البلدان التي لا تملك ثقافة لا تستطيع أن تجلب سياحة”. وأشارت كذلك إلى أن السياحة والثقافة وجهان لعملة واحدة، ولا بد من توظيف المواقع الأثرية في صناعة سياحة مستدامة تثري مكانة مملكة البحرين كمركز سياحي وثقافي. كما وجددت شكرها لولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ، وذلك لدعمه مشروع الاستثمار في الثقافة وإنشاء مركز زوار مسجد الخميس.
وتصرح الهيئة بأنها انتهت من عمل جميع الدراسات المختصة لبناء مركز زوار الذي تم تصميمه بدقة كي لا يطغي على المكونات التاريخية والأثرية التي تم الحفاظ عليها بالموقع الأثري، وقد بدأ بالفعل تنفيذ الأعمال. ويعود إنشاء المسجد حسب الروايات المحلية إلى عهد الخليفة الأموي عمر بن عبدا لعزيز (99-101 هجرية /717-720ميلادية) ولم يتبق من البناء الأصلي سوى بعض العناصر المعمارية، والمنارتان الشاهدتان على موقع أطلال المسجد الحالية التي أعيد بنائهما في أزمنة لاحقة، وتعد المنارة الغربية هي الأقدم وتعود إلى عام (450هجري/1058 ميلادي )، حيث يشير النص التأسيسي لها والموجود في قاعدتها، بينما يرجع بناء المئذنة الشرقية إلى القرن الرابع عشر ميلادي على نفس نسق المئذنة الغربية.
وسيحتوي مركز الزوار على جميع المعلومات التاريخية التي تؤكد على كون المسجد من أقدم المعالم الإسلامية، حيث يضم مركزا للمعلومات يتيح للزائر التجوال في قاعة لعرض تاريخ المسجد و أهميته ومكانته على مر العصور الإسلامية كأحد أقدم المساجد في منطقة الخليج، وكذلك تطوير الممرات المحيطة بالموقع وإضافة عناصر تجميلية ليصبح أحد أهم معالم التراث البحريني الإسلامي.
وقد قام الاستشاري كلاوس وهلرت بالتنسيق مع استشاري محلي بتصميم هذا المركز، وقد اشتهر هذا المهندس بتصميم متاحف المواقع الأثرية حيث تعكس تصاميمه احترام الموقع الأثري وإبراز أهميته وخصوصيته وعدم طغيان المباني المضافة من متاحف أو مراكز زوار على المبني الأثري.
كما وسيضفى مشروع الإنارة الليلية الذي صممه استشاري الإضاءة العالمي من "شركة لوميير الفرنسية" للمسجد وضعاً متميزاً للمسجد ليلاً وخاصة مأذنتيه. وإضافة إلى ذلك فإن الهيئة قامت بالإشراف على العديد من أعمال التنقيب في الموقع المحيط بالمسجد حتى تقف على سياقه التاريخي والعمراني، حيث تم اكتشاف ضريح آثري بشواهده وكذلك آثار لبئر ماء وجميعها مكونات أثرية سيتم إدراجها في برنامج الزيارة الخاص بالموقع الأثري.
والجدير بالذكر أن فتح هذا الموقع للزيارة في رونق جديد هي خطوة أولى ضمن ما تخططته الهيئة من الإرتقاء بمنطقة بلاد قديم حيث سيربط الموقع الأثري بمسار سياحي يمر بمدرسة المباركة العلوية وهي من أقدم المدارس النظامية بالمملكة وأثار عين بو زيدان التي تدل على النظام البيئي لسقاية البساتين المحيطة، وكذلك مزارع النخيل المحيطة بالعين، إضافة إلى الساحة التي تربط بين هذه العناصر العمرانية جميعا والتي كان يقام عليها أقدم وأشهر أسواق البحرين وهو سوق الخميس.
وجميع مجهودات هيئة البحرين في بلاد قديم وفي غيرها من المواقع التاريخية والأثرية في أرجاء المملكة تنصب في نهضة ثقافية هدفها حماية التراث والهوية الوطنية وإبراز المعالم الأثرية لإثراء الدخل القومي من خلال السياحة الثقافية وعبر التعاون الإيجابي والبناء بين جميع أفراد المجتمع المحلي والمنظمات الأهلية والوزارت المعنية وصولاً لتحقيق القيم الإنسانية التي تسعى إليها مملكة البحرين.