استدعاء السفيرة الأميركية إلى وزارة الخارجية بسبب تقرير حول حقوق الإنسان
مواجهات مذهبية في جنوب الجزائر تخلف 25 قتيلاً
الوسط - المحرر السياسي
في أعلى حصيلة منذ عامين، قتل 25 شخصا على الأقل في مواجهات بين عرب (المالكيين) وبربر (الإباضيين) في جنوب الجزائر عند تخوم الصحراء، وفق ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الخميس (9 يوليو/ تموز2015 ).
وقالت الصحيفة، إن 19 شخصا توفوا متأثرين بإصابتهم المختلفة، ما رفع عدد القتلى إلى 25 خلال المواجهات التي دامت يومين كاملين بين الشعانبة وهم من العرب، والمزابيين وهم من البربر، والتي أصيب فيها العشرات بجروح خطيرة، حسب مصادر طبية ومسؤولين محليين. كما تم إحراق منازل ومحلات تجارية وسيارات في منطقة غرداية، الواقعة على بعد 600 كلم جنوب الجزائر.
وأعلنت الرئاسة الجزائرية أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ترأس أمس، الأربعاء، اجتماعا عاجلا لبحث الوضع السائد في ولاية غرداية جنوب البلاد، على خلفية الصدامات المذهبية بين العرب والأمازيغ، التي تسببت في سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وكشفت مصادر في الرئاسة لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أن الاجتماع حضره رئيس الوزراء عبد المالك سلال، ونائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، ووزير الدولة مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، وتم البحث فيه الوضع بغرداية بعد الأحداث التي خلفت مقتل نحو 20 شخصا، وكثير من الجرحى بكل من غرداية وبريان.
وكانت الجولة الأخيرة من المواجهات قد وقعت الأسبوع الماضي، ما أدى إلى نشر قوات مكافحة الشغب، التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود. وخلال هذه المواجهات تم تخريب ونهب مئات المنازل والمحلات التابعة للشعانبة في غرداية، منذ أن تراجعت العلاقات الجيدة بين العرب والبربر بالمنطقة في ديسمبر (كانون الأول) 2013، بسبب خلافات حول أملاك وتخريب معلم بربري تاريخي في الشهر نفسه.
وذكر تلفزيون «النهار» أن حصيلة المواجهات الدامية بين العرب والأمازيغ بولاية غرداية ارتفعت إلى 25 قتيلا خلال اليومين الأخيرين، مؤكدا أن أغلب الضحايا سقطوا بمدينة القرارة، بينما نقل تلفزيون «الشروق» عن مصدر أمني محلي قوله إن 19 قتيلا سقطوا صباح أمس (الأربعاء)، بينهم طفل يبلغ من العمر 15 عاما، إلى تسجيل جانب إصابات خطيرة في صفوف أفراد الأمن، وإنه يجري التحقيق في استخدام مدنيين لأسلحة نارية على نطاق واسع بمدينة القرارة.
كما أشار المصدر ذاته إلى أن وزير الداخلية نور الدين بدوي، وصل على عجل إلى مدينة غرداية على رأس وفد هام، وأن قوات من الصاعقة، التابعة لجهاز الدرك الوطني الذي يتبع وزارة الدفاع، وصلت إلى مدينة القرارة.
ووصفت المصادر مواجهات ليلة الأربعاء بأنها الأعنف منذ اندلاع المصادمات المذهبية بغرداية في نهاية 2013، لافتة إلى أن التطور الخطير فيها هو استخدام الأسلحة النارية.
وكانت وزارة الدفاع أفادت مساء أول من أمس في بيان لها بأن الجيش قرر التدخل في محاولة لإنهاء النزاع المذهبي في غرداية، موضحة أن قائد الناحية العسكرية الرابعة (التقسيم العسكري الذي يضم غرداية ومناطق مجاورة أخرى)، اللواء الشريف عبد الرزاق، تنقل إلى مدينة غرداية للوقوف الميداني على الوضع السائد، وعقد على الفور اجتماعا لضبط الخطة الأمنية، وتنسيق الجهود، قصد تفادي تكرار مثل هذه التجاوزات الخطيرة، واستعادة الأمن والاستقرار بمنطقة غرداية، كما اجتمع مع كل الأطراف المعنية بعملية التهدئة واستتباب الأمن والطمأنينة بالمنطقة.
ولم تكشف الوزارة عن تفاصيل الخطة الأمنية، غير أن مصادر إعلامية أشارت إلى وصول تعزيزات أمنية عسكرية لمختلف ثكنات غرداية، تحسبا لدخول الجيش ساحة العمليات وانتشاره بها.
وعلى صعيد غير متصل، استدعت وزارة الخارجية الجزائرية أمس سفيرة الولايات المتحدة بالجزائر جوان بولاشيك على خلفية التقرير الأميركي حول حقوق الإنسان لعام 2014، إذ صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي الشريف بأنه بعد نشر بيان لوزارة الشؤون الخارجية إثر التقرير حول وضع حقوق الإنسان في العالم لسنة 2014 تم استقبال سفيرة الولايات المتحدة لدى الجزائر جوان بولاشيك بالوزارة، موضحا أنه تم اطلاع السفيرة الأميركية بشأن رأي الحكومة الجزائرية حول هذا التقرير وتقييمها له. وكانت الجزائر قد هاجمت، الاثنين، بشدة تقرير الخارجية الأميركية الذي تناول في الجزء المخصص للجزائر، ما سماه بعنف الشرطة وعدم معاقبة أفراد الأمن، واعتقال وحجز تعسفي لناشطين، واللجوء إلى التعذيب والتزوير في انتخابات الرئاسة التي جرت في أبريل (نيسان) 2014، وأفرزت عبد العزيز بوتفليقة رئيسا لولاية رابعة.
وقالت الخارجية الجزائرية في بيان إن «الوثيقة التي أصدرتها الخارجية الأميركية مؤخرا إنما تعد فيما يتعلق بالجزائر امتدادا لتوجه بيروقراطي يميل لاستنساخ صور نمطية ومراجع بالية وتقييمات مغرضة واستنتاجات مفرطة في التبسيط».