مصادر حكومية: تحرير الفلوجة سيؤدي إلى انهيار منظومة "داعش" في العراق وسورية
العراق – د ب أ
أكدت مصادر حكومية عراقية اليوم الأربعاء (8 يوليو / تموز 2015) ان نجاح عملية تحرير مدينة الفلوجة من قبل الأجهزة الأمنية العراقية وطرد تنظيم "داعش" منها سيؤدي الى انهيار منظومته في العراق وسورية بسبب الأهمية الكبرى للمدينة بالنسبة للتنظيم من ناحية الدعم العسكري والمجال الحيوي الذي يتحرك فيه عناصره .
وقال عضو حكومة الأنبار المحلية جاسم العسل لوكالة الانباء الألمانية (د ب ا) "ان نجاح المعركة الحالية التي تخوضها قوات الأمن العراقية المسنودة بأبناء العشائر و الحشد الشعبي لتحرير مدينة الفلوجة من تنظيم داعش سيكون له انعكاسات مهمة على المشهد الأمني العراقي".
وأضاف العسل ان الفلوجة كبرى مدن الانبار/ 50 كلم غرب بغداد / تعتبر من أبرز معاقل التنظيم المتطرف في العراق بسبب طول الفترة التي مكث فيها بالمدينة منذ الأول من كانون ثان/يناير مطلع عام 2014 فضلا عن كونها معقل الجماعات المتمردة على سياسات الحكومات العراقية المتعاقبة على حكم البلاد منذ .2003
ورأى العسل أن نجاح المعركة الحالية سيؤدي الى إضعاف التنظيم ليس في العراق فقط بل في الأراضي السورية ، لكون الفلوجة تمثل بعدا استراتيجيا مهما لدى داعش في العراق وسورية .
وأشار الى ان التنظيم يستخدم الفلوجة معقلا للسلاح والمسلحين المدربين وكذلك تمثل مصدر قلق لحكومة بغداد لقربها من العاصمة بغداد فضلا عن كونها آخر حلقة لمساحة داعش التي تمتد من حلب والرقة ودير الزور داخل الأراضي السورية حتى الأنبار بالعراق.
وتخوض القوات الأمنية العراقية المدعومة بفصائل الحشد الشعبي في مدينة الفلوجة وضواحيها الخارجية على مدى اسبوع معارك عنيفة ضد التنظيمات المتطرفة لكن هذا سبب خوفا للسكان المدنيين جراء القصف العشوائي الذي ادى لقتل العديد من المدنيين الابرياء وتدمير العديد من المنازل والمؤسسات والدوائر الحكومية في المدينة .
وخلال سنوات الصراع التي اعقبت غزو العراق واحتلاله من قبل الجيش الاميركي برزت الفلوجة واحدة من اخطر المدن العراقية في العنف والتشدد حيث اندلعت فيها ما يسمى بمعركتي الفلوجة الأولى في نيسان/أبريل عام 2004 والمعركة الثانية في تشرين ثان/ نوفمبر من نفس السنة قتل فيها المئات وجرح اضعاف ذلك فيما شرد سكانها لمرات عدة جراء المعارك هذه.
وفشلت قوات المارينز الاميركية في اقتحام هذه المدينة في المعركة الأولى واستمرت خارج سيطرتها لسبعة اشهر تقريبا لكن بتوغل تنظيم القاعدة وخسارته للحاضنة الشعبية ساعد الجيش الامريكي من اقتحام الفلوجة في المعركة الثانية عام 2004 .
وتواجه العمليات المسلحة التي تقوم بها القوات الامنية العراقية هذه الايام انتقادات لاذعة من قبل الزعماء السياسيين والعشائريين من الانبار بسبب ما وصفوه بعشوائية القتال.
واصدر اتحاد القوى العراقية وهو الممثل الشرعي لأبناء السنة بالعراق بيانا حذر فيه اليوم حكومة حيدر العبادي من اتباع القوات الامنية والحشد الشيعي من اتباع سياسة الارض المحروقة. وقالوا ان هذه العمليات لم تراعي حياة السكان المدنيين جراء ما يجري من قصف جوي بالبراميل ضد منازل المواطنين والقصف بالمدفعية والراجمات دون مراعاة لحياة المدنيين.
وبدوره قال المحلل الأمني والخبير الاستراتيجي هاشم الهاشمي "ان فرض تكتيك الحصار الخانق واللجوء الى القصف العشوائي ضد الفلوجة وضواحيها لا ينفع في هذه الظروف ولا يمكن الحديث عن مشروعيته من الناحية الإنسانية مع وجود متعايشين مع داعش بالإكراه ".