مقتل 100 في ضربات جوية باليمن يلقي بظلاله على محادثات الهدنة
دبي، عدن - رويترز
قالت وكالة الأنباء اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون إن نحو 100 قتلوا اليوم الإثنين (6 يوليو/ تموز 2015) في غارات جوية بأجزاء مختلفة من اليمن حيث كثف التحالف الذي تقوده السعودية هجماته وهو الأمر الذي يرجح أن يؤثر على جهود الوساطة من أجل هدنة إنسانية.
وتسعى الأمم المتحدة لوقف القتال والضربات الجوية اللذين تسببا في مقتل قرابة ثلاثة آلاف شخص في اليمن منذ مارس/ آذار عندما تدخل التحالف الذي تقوده السعودية ضد قوات جماعة الحوثي لإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي المقيم في الرياض إلى منصبه.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن 54 شخصا قتلوا في سلسلة ضربات جوية على محافظة عمران إلى الشمال من صنعاء بينهم 40 كانوا يتسوقون في سوق بمنطقة تسمى جوب السفلى بمديرية عيال يزيد.
وأضافت أن من بين القتلى نساء وأطفال.
وذكرت أن أكثر من 40 قتلوا حين قصفت طائرات التحالف سوقا للماشية في بلدة الفيوش بجنوب اليمن.
وقال سكان إن 30 قتلوا في ضربة ذكروا أنها استهدفت على ما يبدو نقطة تفتيش تابعة للحوثيين على الطريق الرئيسي بين عدن ولحج. وأضافوا أن من بين القتلى عشرة مقاتلين حوثيين.
ولم يتسن الاتصال بالمتحدث باسم القوات السعودية على الفور للتعليق. لكن متحدثا كان قد ذكر فيما سبق أن التحالف لا يستهدف المدنيين.
وأجرى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد محادثات مع مسئولين من جماعة الحوثي في محاولة للوساطة في وقف لإطلاق النار حتى يتسنى إدخال المساعدات الإنسانية.
وقالت الحكومة اليمنية التي تمارس عملها من الرياض إن المحادثات تركز على تنفيذ قرار من الأمم المتحدة صدر في أبريل نيسان ويدعو جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران للانسحاب من المدن التي سيطرت عليها منذ سبتمبر أيلول وإرسال إمدادات الإغاثة إلى المدنيين المنكوبين في البلاد.
وقال راجح بادي المتحدث باسم هادي لرويترز إن الحكومة تجري مشاورات للحصول على ضمانات لنجاح الهدنة.
وأضاف أن الآلية التي طرحتها الحكومة لتنفيذ قرار الأمم المتحدة تطالب بضمانات حقيقية بأن المساعدات ستصل لمن يحتاجونها مشيرا إلى أن المحادثات جارية لرفع الحصار عن عدن وتعز ولحج والضالع.
وتضررت مدن كبرى في وسط وجنوب اليمن بسبب المعارك العنيفة بين الحوثيين ومجموعة من وحدات الجيش والجماعات المحلية والقبلية المتحالفة مع هادي.
وذكر بادي أن الهدنة الإنسانية ستستمر حتى نهاية عيد الفطر المتوقع أن يحل في 17 يوليو/ تموز.
وأبدى الحوثيون استعدادهم لاحترام الهدنة.
وتأتي الجهود الدبلوماسية المكثفة وسط غضب متزايد بشأن الوضع الإنساني المتردي بعد القصف الجوي المستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر والذي بدأ بسبب تقدم الحوثيين إلى منطقة خاضعة لسيطرة حكومة هادي.
وصنفت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي الحرب في اليمن بأنها أزمة إنسانية من المستوى الثالث وهو المستوى الأعلى بمعايير المنظمة الدولية وأيدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الدعوات لهدنة إنسانية.
وقال سكان في عدن إن قذائف مورتر أطلقت من أجزاء من المدينة يسيطر عليها الحوثيون اليوم الاثنين أشعلت النار في خط أنابيب للغاز وصهاريج تخزين نفط فارغة في منطقة البريقة.
وقال سكان إن الطائرات الحربية بقيادة السعودية دمرت المقر الرئيسي لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي له الرئيس السابق علي عبد الله صالح في صنعاء امس الأحد.
وصالح متحالف مع جماعة الحوثي ومازال يتمتع بولاء قطاع كبير من القوات المسلحة بعد مرور أكثر من أربع سنوات على تنحيه عن الحكم إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود اليوم الاثنين إن المنشآت الطبية استقبلت مئات الجرحى الذين سقطوا في الغارات الجوية والقصف البري في أجزاء مختلفة من اليمن في الأيام القليلة الماضية.