«القرقيعان» ينثر البهجة في شوارع الشرقية
صحيفة المدينة السعودية (3 يوليو 2015)
مع انتهاء النصف الأول من رمضان كل عام يحتفل أهالي المنطقة الشرقية بـ»القرقيعان»؛ ابتهاجا بالصيام، وتعتبر مناسبة جاذبة للأطفال، فارتبط اسمه في أذهانهم بالفرح والبهجة.
ويعد القرقيعان من الموروثات الشعبية، حيث تعج الشوارع بالأطفال، بشكل جماعات أو برفقة الآباء، بهدف الحصول على الحلويات والهدايا، وتفتح أبواب المنازل بعد صلاة العشاء لاستقبال الأطفال وتستمر الاحتفالية بالمناسبة حتى ساعة متأخرة من الليل ويحرص الناس على الاستعداد المبكر، سواء من تجهيز الحلوى أو تجهيز المنازل بالأثاث الشعبي وإشعال الفوانيس والمصابيح، وشراء الملابس الجديدة للأطفال، لإدخال البهجة والسرور على قلوبهم، وتبرز بعض الملابس الغريبة والفريدة من نوعها، فيما يعمل البعض على شراء الملابس ذات الطابع التراثي.
مسيرة أو محيرة
واعتاد الأطفال أثناء «القرقيعان»، على الخروج إلى الشوارع، فيرتدي الذكور المشلح والشماغ، فيما الإناث يتزين بـ»البخنق»، ويحمل الجميع في أيديهم أكياسا من البلاستيك أو القماش أو الخيش، ويبدأون التجوال في الشوارع وطرق جميع الأبواب مرددين الأهازيج المعروفة «قرقع قرقع قرقيعان، يا أم أقصير ورمضان...»، ثم يرددون بصوت عال مخاطبين أهل البيت الذين يقفون أمام بابه عبارة يعرفها الجميع: «مسيرة أو محيرة ؟»، قاصدين بذلك نذهب أم ننتظر لأخذ القرقيعان؟ فيرد عليهم أصحاب المنزل من وراء: محيرة (أي انتظروا)، فيخرج لهم صاحب المنزل حاملا في يده إناء مملوءا بالمكسرات والحلويات ويوزعه عليهم ليغادروا إلى المنزل المجاور وهكذا حتى ساعة متأخرة من مساء اليوم نفسه.
هدايا متنوعة
وقد تطورت عملية توزيع القرقيعان، حيث يتم حاليا توزيع مختلف أنواع الحلويات، فالبعض يحرص على وضع كمية متنوعة من الحلويات في كيس واحد، بينما تقوم بعض المنازل بتوزيع الألعاب المختلفة على الأطفال والبعض يوزع ريالات مع الحلوى كما يتم نصب المنصات الخاصة في مداخل الأحياء فضلا عن الشوارع الرئيسية، ويعمل الشباب لأيام عديدة في عملية تجهيز البوابة التي يحرص الجميع على أن تكون فريدة من نوعها، بحيث تلفت الانتباه لجميع الزوار وتكون هذه البوابة كالعريش ومن سعف النخيل وتعلق بها المصابيح والفوانيس وتأخذ شكل القوس تسمح للسيارات بالعبور من خلالها.
التفحيط بالدبابات
واللافت في الوقت الحاضر وجود ظاهرة التفحيط والخروج بالدبابات تزامنا مع يوم القرقيعان لذلك تعمد دوريات المرور على تكثيف تواجدها في الشوارع الرئيسية والحواري حيث أهاب العقيد علي الزهراني الناطق الإعلامي لمرور المنطقة الشرقية بالأهالي بضرورة مرافقة الأطفال في هذه المناسبة ويفضل الابتعاد عن الملابس الداكنة لأن المناسبة تكون بالليل والأفضل أن يرتدي الأطفال لمناسبة القرقيعان ملابس فسفورية من أجل مشاهدتهم أثناء قطع الشارع.
وقال: «من الأفضل للأطفال عمل القرقيعان داخل الأحياء والأزقة القريبة من منازلهم والابتعاد عن الشوارع قدر المستطاع وفي حال رغب الأطفال التجوال في الشوارع يرجى أن يكون معهم مرافق راشد وتحري السلامة أثناء عبور السيارات».
تحذيرات مرورية وأمنية
وألمح إلى أن أعلى معدلات الحوادث والدهس تحدث في هذه الليلة تكون في محافظة القطيف والإحساء، مبينا أن هناك إجراءات ستتخذ بشأن الدبابات التي تخرج للسباق في ليلة القرقيعان في شكل جماعات وسيتخذ إجراء المنع والتوقيف لأي دباب يضبط في ليلة القرقيعان وستكثف الدوريات الأمنية في محافظة القطيف والإحساء والدمام لمنع هذه الظاهرة.
من جهتها حذرت شرطة المنطقة الشرقية الأهالي ممن يحتفلون بمناسبة القرقيعان من ترك أبواب منازلهم مفتوحة خشية السرقة وسهولة دخول اللصوص والمتسولين إلى المنازل، إذ شدد الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية زياد الرقيطي على ضرورة الانتباه للأطفال وأن يكون معهم مرافق.