تنظيم "داعش" يهدد حماس في غزة بالدم والحركة تلتزم الصمت
الوسط - المحرر السياسي
هدد تنظيم داعش، حركة حماس بشلالات من الدماء، وبجعل قطاع غزة واحدا من مناطق نفوذه في الشرق الأوسط، متهما الحركة التي تدير شؤون الحكم في قطاع غزة، بالكفر وعدم تطبيق شرع الله، وفق ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الخميس (2 يوليو/ تموز2015).
وتحدث مسلحون من التنظيم، أغلبهم فلسطينيون من قطاع غزة، في تسجيل فيديو صدر من معقل التنظيم (حلب) في سوريا، فوصفوا مسؤولي حماس بـ«الطواغيت الذي يقاتلون (المجاهدين)، ولا يسعون إلا لإرضاء (إيران)».
ويعد الفيديو أول رسالة من نوعها من «داعش» لنصرة مقاتلين في غزة ينتمون لتيار يسمى «السلفية الجهادية» وتبنيهم، بعد أن كان الأمر، سابقا، مجرد مناصرة.
وقال أبو عزام الغزاوي، وهو اسم حركي، متحدثا باسم التنظيم: «رسالة إلى طواغيت حماس.. أنتم في حساباتنا لا شيء. أنتم وفتح والعلمانيون جميعهم لا نعدّكم شيئا. وبإذن الله سنقتلع دولة اليهود من جذورها. أنتم زبد يذهب مع زحفنا. وبإذن الله ستحكم غزة بالشريعة رغما عنكم».
وأضاف آخر يدعى أبو عائشة الغزاوي في تحدٍّ غير مسبوق لحماس: «والله لننتقمن منكم إن بقيتم على هذا الكفر والعار. أما إن آمنتم بالله وحده فأنتم أحباؤنا وإخواننا». وتابع: «والله لنجعلن صغيركم وكبيركم يبكي كما فعلنا في الأمس القريب بكلابكم المرتدين، المنافقين، الكذابين، أصحاب اللحى العفنة في مخيم اليرموك، الذين قاتلوا شرع الله، وسنعيد الكرة والله، ولتشهدن غزة الدماء، والأشلاء».
وجاء هذا التهديد بعد رسائل عدة أخرى، من بينها دعوة جميع «الموحدين في غزة للالتحاق بركب (المجاهدين)، والانضمام إلى (دولة الخلافة)»، واتهام حماس بأنها تقاتل «للحمية فقط، ولا يحكمون شرع الله، وهم يربون جنودهم وأبناءهم على الولاء للعلم الذي يكرّس لحدود (سايكس بيكو)».
وتعهد المتحدثون بأن تدفع حماس الثمن الذي دفعته «صحوات الردة» في كل مكان. وطلب متحدث من عناصر التنظيم في غزة أن يصبروا، قائلا لهم: «اصبروا (ولا يكبرون) في نظركم عن الحشرات، فوالله ليأتين اليوم الذي تطاردونه أنتم فيه، وليأتين اليوم الذي تنكلون بهم فيه، فوالله الطواغيت الذين دربوهم يستسلمون لنا فما بالك بهم، لينصرنكم الله عليهم هذا وعد يقين».
وتخوض حماس في غزة منذ أبريل (نيسان) الماضي حربا بلا هوادة ضد العناصر المتشددة المناصرة لـ«داعش»، ولم تعقب حماس على هذه تهديدات. وقد حاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بمسؤولين في الحركة بلا جدوى.
وقالت مصادر مطلعة إن المستوى الرسمي التزم الصمت تجاه التهديدات، فيما شن عناصر الحركة عبر الإعلام الاجتماعي، هجوما على عناصر «داعش» الذين هددوا حماس.
وأوضحت المصادر أن جميع عناصر «داعش» الذين ظهروا في الفيديو، هم أصلا من عناصر القسام التابعة لحماس، وكانوا غادروا غزة على فترات مختلفة للالتحاق بـ«داعش».
وحظي هؤلاء بهجوم غير مسبوق من معارفهم في غزة المحسوبين على حماس، الذين وصفوهم بأبشع الأوصاف.
وتوتر الموقف بين حماس وما يعرف بـ«التيار السلفي الجهادي» في غزة، بعد دخول «داعش» إلى مخيم اليرموك في سوريا، واتهام حماس بمقاتلتهم هناك.
واعتقلت حماس العشرات من العناصر المؤيدة لـ«داعش» قبل أن تقتل يونس الحنر أثناء محاولة اعتقاله، وهو ما ردت عليه مجموعة جديدة تستخدم علم «داعش» وتسمى «سرية الشيخ عمر حديد»، بإطلاق صواريخ ضد إسرائيل في محاولة لإضعاف سلطة حماس.
وهاجمت السرية التي تجاهر في بياناتها بمناصرة «داعش»، وتستخدم علم «داعش» الأسود، إسرائيل أكثر من مرة بصواريخ روسية الصنع، متهمة حماس بشن حملة شرسة ضد عناصر السلفية فيما تلتزم بالاتفاق مع الإسرائيليين.
وأشار أحد المتحدثين في فيديو «داعش»، ويدعى أبو قتادة المقدسي، إلى مقتل يونس الحنر على يد قوات حماس. وتعهد بالانتقام له.
وواجهت حماس سابقا جماعات سلفية جهادية مثل «جند أنصار الله»، و«جلجلت»، و«جيش الإسلام»، وأخضعتهم جميعًا. وتقول حماس إنهم ضالون وخارجون على القانون ولا يمثلون الإسلام. لكن حربهم ضد داعش في غزة تبدو هذه المرة هي الأكثر تعقيدا. وقال مسؤول في «التيار السلفي الجهادي»، إنهم يتفقون مع جاء في بيان «داعش»، الذي يكشف ما يتعرضون له في غزة، متهما حماس بالإيغال في دم السلفيين ومحاربتهم منذ حاولوا «إقامة دولة إسلامية» في القطاع.