أمير الكويت: لا سنة ولا شيعة كلنا أهل الكويت
الوسط - المحرر السياسي
أكد سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد ان “الاعمال الاجرامية الجبانة لن تنال من وحدة الشعب الكويتي الذي شكل مثالا للاسرة الواحدة تسودها المحبة والالفة ويجمعها حب الولاء للوطن والاخلاص له”, مشددا على ضرورة “استمرار مظاهر التعاطف والتراحم والتلاحم ولقاءات المحبة وألا يدخل بيننا احد ليعكر صفو المحبة التي بين الاخوة”،وفق ما نقلت صحيفة السياسية الكويتية اليوم الخميس (2 يوليو/ تموز2015).
جاء ذلك خلال استقبال سمو الأمير أسر وذوي مصابي وضحايا تفجير مسجد الامام الصادق في قصر السيف امس بحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد, والذين زاروا رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في مجلس الأمة وسمو الشيخ ناصر المحمد في ديوانه لتقديم الشكر للقيادة السياسية على تعزيتهم والوقوف الى جانبهم.
وخاطب سمو الأمير أهالي الضحايا بالقول: “أود أن أشكركم على هذه البادرة ووجودكم لتعزيتنا في وفاة ابنائنا واخواننا, وانا استهجن عندما يقولون اني ذهبت لمسجد الامام الصادق, فلماذا هذا الاستغراب, فمن أنتم, هل أنتم من بلد ثان? انتم أهلنا وعيالنا واخواننا واذا لم نذهب لكم فلمن أذهب”, مضيفا: “نعزيكم في أولادنا وعيالنا فالذين توفوا ليسوا اولادكم فقط بل اولادنا وعيالنا واخواننا وربنا ان شاء الله يتقبلهم في جنته”.
تابع سموه: “لا تستغربوا فأنتم اهلنا سواء من فئة الشيعة أو السنة, لا نعرف الشيعة والسنة نعرف اهلنا اهل الكويت فعندما سمعنا بانفجار المسجد ذهبت رأسا بسيارتي ورأيت الضحايا وفعلا خرت دمعتي لأني رأيت امامي المعذبين والمجروحين والموتى”, لافتا الى ان “اخوانكم ما قصروا, سمو ولي العهد اول من ذهب الى المستشفى لزيارة كل الجرحى وسمو رئيس الوزراء جند كل ما عنده في خدمة المتضررين من الحدث”.
وسأل المولى ان يتغمد أرواح الشهداء بواسع رحمته وان يمن على المصابين بسرعة الشفاء, قائلا: “حدث ما حدث والحمد لله فلا رد لقضاء وقدر الله ونسأله تعالى ان يحفظكم من كل مكروه ويبعد الكويت عن كل حادث من حوادث الاجرام وان شاء الله هذه آخر حادثة وسنبقى على هذا الحب والتلاحم وربنا ينصرنا جميعا على الظالمين”.
من جهته, قال رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم “إننا في معركة وحرب فرضت علينا ولم نخترهما ولم نبدأ بهما لكننا بالتأكيد لن نهرب منهما وسنواجه الحرب ونخوض المعركة متلاحمين متعاضدين وسننتصر بإذن الله كما انتصرنا في العديد من المحطات التاريخية التي مرت بنا”, معتبرا ان “الإرهاب ارادها حربا بين مذهبين فإذا به دين واحد وإله واحد ونبي واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة وشعب واحد هو الشعب الكويتي”.
ورأى الغانم في كلمة له أن أسر الشهداء “هم حجر الزاوية وأساس اللحمة الوطنية التي أكدها كل الكويتيين فهم قدموا أروع الأمثلة التي تحدث عنها الجميع داخل وخارج الكويت وسطروا أروع الأمثلة في عدم الانقياد لما كان يخطط له من وراء هذا العمل الجبان”, مبينا ان “تاريخ الكويت يشهد بأننا نملك أهم عناصر الانتصار فنحن قد لا نملك العدد والعدة لكن نملك ما هو أقوى اي الوحدة الوطنية والإرادة الحقيقية”.
وفيما شدد على أن “دماء شهدائنا لن تذهب هدرا ونؤكد أننا لن نتخلى عن مسؤوليتنا وإن كان قدرنا ان نكون في الصفوف الأمامية في هذا الحدث فلن نتخلى عن مسؤولياتنا ولكن لا نستطيع أن نقوم بها لولا دعمكم ومساندتكم وتعاضدكم وتلاحمكم”, لافتا الى ان وجود أخطاء وثغرات يجب إصلاحها لكن “الاصلاح يجب أن يكون بيننا داخل البيت الواحد, ولا نقبل لكائن من كان أن يوجهنا من الخارج, وإن كان هناك من رد شاف وبليغ على من أراد لهذا الشعب الأبي الانقسام والفتنة, فإن وجود أهالي الشهداء اليوم في بيت الأمة مع أعضاء مجلس الأمة متكاتفين متلاحمين متعاضدين أكبر رد على هذا الفعل الجبان وعلى الجبناء الذين يقفون وراءه”.
من ناحيته, اعتبر سمو الشيخ ناصر المحمد ان شهداء التفجير الآثم “هم كوكبة من الشهداء الذين اضيفوا الى سجل شهداء الوطن”, مشددا على “ضرورة ملاحقة الجناة وتقديمهم الى العدالة ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الكويت وأمن ابنائها”.