رئيس الوزراء التركي يقول إن بلاده ستتخذ "الخطوات اللازمة" لتأمين الحدود
أسطنبول – رويترز
قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن بلاده مستعدة لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتصدي للتهديدات الأمنية على امتداد حدودها مما يبرز قلق أنقرة المتنامي من النزاع القريب من حدودها الجنوبية مع سوريا.
وكان رئيس الوزراء التركي يتحدث للتلفزيون مساء الأحد عشية اجتماع لمجلس الأمن القومي اليوم الإثنين (29 يونيو / حزيران 2015) يتوقع أن تكون سوريا على رأس جدول اعماله. وذكرت وسائل إعلام محلية أيضا أن أنقرة تدرس خطوات عسكرية لمجابهة المخاطر الأمنية من سوريا.
وسيطرت قوات من أكراد سوريا على مدينة كوباني قرب الحدود مع تركيا في مطلع هذا الأسبوع محققة انتصارات على تنظيم الدولة الإسلامية.
وتنظر أنقرة بارتياب للتقدم الذي أحرزه الأكراد السوريون أمام تنظيم الدولة الإسلامية خشية تشكيل دولة كردية شبه مستقلة هناك الأمر الذي قد يشجع أكراد تركيا ومجموعهم 14 مليونا على اتخاذ نفس الخطوة.
ودفع القتال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى إطلاق تحذير في مطلع الأسبوع من أن تركيا "لن تسمح أبدا" بتأسيس دولة كردية على حدودها الجنوبية. ومن المقرر أن يرأس إردوغان اجتماعا عاديا لمجلس الأمن القومي اليوم الاثنين وستجري متابعة تصريحاته عن كثب.
ويترأس إردوغان اجتماعا عاديا لمجلس الأمن الوطني بعد ظهر اليوم حيث ينتظر أن تحظى تعليقاته في هذا الشأن باهتمام بالغ.
وقال داود أوغلو في تصريحات بثت في وقت متأخر من مساء الأحد "إذا لحق أي ضرر بأمن الحدود التركية وإذا خلصت تركيا إلى أن حديقة السلام هذه مهددة فهي مستعدة لمواجهة أي احتمال."
وتابع "سنتخذ الإجراءات اللازمة للحد من المخاطر المتعلقة بأمن الحدود."
ونقلت صحيفة ستار الموالية للحكومة اليوم عن مصادر قولها إن اجتماع مجلس الأمن القومي سيبحث القيام بعملية محتملة عبر الحدود.
وأضافت أن من بين الخيارات التي يمكن بحثها إقامة "منطقة آمنة" تمتد 110 كيلومترات مع سوريا.
* قواعد الاشتباك..
وقال شابان ديشلي وهو مستشار لداود أوغلو لرويترز إن الاجتماع سيسفر على الأرجح عن تغيير في قواعد الاشتباك للجيش التركي ووصف تقدم كل من القوات الكردية ومتشددي الدولة الإسلامية بأنه "خطير."
ولم يكشف ديشلي عن كيفية تغيير هذه القواعد. لكن صحيفة الصباح المؤيدة للحكومة قالت إن السياسة قد تتغير للسماح للقوات التركية بمهاجمة مقاتلي الدولة الإسلامية القريبين من الحدود. وتكتفي القوات التركية حاليا بالرد على أي هجوم من الأراضي السورية.
وقال مسؤول حكومي بارز لرويترز "لن تتخذ تركيا أي خطوة احادية الجانب على الجانب السوري بمعزل عن قوات التحالف الدولي. موقفنا واضح في هذا الشأن."
وأضاف "لكننا حريصون ألا تخضع معابر حدودية لسيطرة الدولة الإسلامية أو وحدات حماية الشعب (الكردية)."
وأي إجراء عسكري سيثير على الأرجح غضب الأقلية الكردية في تركيا في وقت يسود فيه الجمود عملية السلام بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني.
وقال مراد كارايلان القيادي البارز بحزب العمال الكردستاني لموقع إخباري كردي على الإنترنت اليوم إن الحزب سيرد إن تدخل الجيش في مناطق كردية داخل سوريا. وتصنف أنقرة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني كمنظمة ارهابية.
وقالت شركة فاينانس بنك للوساطة المالية في إفادة لعملائها إنه بالنظر إلى الغموض الحالي في المشهد السياسي بتركيا فإن أي تدخل سيكون على الأرجح محدودا.
ويبحث حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه داود أوغلو عن شريك صغير لتشكيل حكومة بعد انتكاسة تعرض لها في الانتخابات العامة هذا الشهر.
وقالت فاينانس بنك "نظل متشككين في أن حكومة "عرجاء" قد تتعهد بأكثر من عملية "موجهة" يرجح أن تأتي محدودة حجما ونطاقا.
"لكن بعد التصريحات القوية لإردوغان فإن الموقف يستحق المراقبة عن كثب."