اعترافات الموقوفين: تم اختيار مسجد الإمام الصادق لضيق مساحته ولإيقاع أكبر عدد من القتلى
الوسط – المحرر السياسي
أعلنت وزارة الداخلية الكويتية أمس الأحد (28 يونيو/ حزيران 2015) عن التوصل إلى هويات مدبري التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق (ع) في الصوابر.
وقالت الوزارة في بيان أصدرته أمس إن"الانتحاري الذي فجر نفسه سعودي الجنسية من مواليد 1992 ويدعى فهد سليمان عبد المحسن القباع, وقد دخل إلى الكويت فجر الجمعة الماضي عن طريق مطار الكويت الدولي وهو اليوم نفسه الذي وقعت فيه الجريمة النكراء".
وكانت الوزارة أعلنت مساء أمس الأول عن تمكن أجهزة تابعة لها من ضبط سائق المركبة الذي تولى توصيل الإرهابي إلى المسجد وفر بعد التفجير مباشرة, وأوضحت أن السائق يدعى عبد الرحمن صباح عيدان سعود من مواليد عام 1989 , ومن المقيمين بصورة غير قانونية (بدون), مشيرة إلى أنه تم العثور عليه مختبئا في منزل بمنطقة الرقة.
وذكرت صحيفة السياسة الكويتية إن الخلية التي نفذت التفجير تضم ـ بالإضافة إلى منفذ التفجير (فهد القباع) وسائق المركبة (عبد الرحمن سعود)ـ ثلاثة آخرين من بينهم المدعو جراح نمر مجبل غازي (من مواليد 1988) ويلقب بـ "جراح الصالحي" وهو مالك السيارة التي أقلت الارهابي إلى موقع العملية, ومن فئة غير محددي الجنسية (بدون), ويقيم في الصليبية ولديه حساب على "تويتر" ومتعاطف مع أصحاب الأفكار المتطرفة وأغلب المضافين على حسابه من "داعش" ومن أصحاب السوابق, إضافة إلى أنه كان يقطن في السابق بمنطقة جليب الشيوخ وكثير المشاجرات والمشاكل, وغادر شقيق له يدعى فلاح إلى سورية للمشاركة في القتال مع "داعش" ولديه شقيق آخر متهم بقضايا مخدرات ويقضي عقوبته في السجن المركزي.
أما المخططان الرئيسيان للعمليةـ بحسب المصادر ـ فهما الأخوان " ف.ش. ع" و"م.ش.ع" وهما كويتيان ألقي القبض عليهما بعد مداهمة منزليهما من قبل قوات الأمن فجر أمس الأول, سبق لأولهما المشاركة في عملية "أسود الجزيرة" الإرهابية وحكم عليه بالحبس أربعة أعوام.
وذكرت أن الشقيقين "ش. ع" اللذين قاما بإخفاء سائق المركبة يقطنان منزلين متجاورين في الرقة وقد غادر أحدهما البلاد سابقا متوجها إلى أفغانستان ثم عاد مجددا, مشيرة إلى أن كليهما من أرباب السوابق ولديهما أشقاء محكومون في السجن المركزي بتهم تداول وتعاطي المخدرات.
وأكدت أن العملية نفذت بدقة ووزعت فيها الأدوار بعناية شديدة, إذ وصل منفذ العملية إلى البلاد عبر منفذ المطار فجر الجمعة, حيث جرى نقله إلى منزل الأخوين "ش.ع" في الرقة وهناك جرى تجهيزه للانفجار وقام بارتداء الحزام الناسف ثم تولى عبد الرحمن سعود نقله بالمركبة إلى مسرح العملية, وفر هاربا لحظة الانفجار بمركبة يابانية تعود ملكيتها لجراح نمر.
وبينت المصادر أن الأجهزة الأمنية تمكنت في البداية من القبض على مالك السيارة المستخدمة في إيصال الانتحاري الذي اعترف بأنه أعطى سيارته لآخر حتى تم التوصل إلى المخططين الرئيسيين والقبض على أربعة آخرين متورطين في العملية.
وفي تطور متصل, كشفت مصادر أمنية مطلعة على أجواء التحقيق مع الموقوفين أن أحد الأخوين "ش. ع" كان يعمل في وزارة الداخلية وسرح منها, ثم عمل في وزارة الأوقاف وسرح منها أيضا, مشيرة إلى أن الموقوفين اعترفوا أنهم اختاروا مسجد الإمام الصادق(ع) لأسباب لوجستية كونه صغير المساحة ويستوعب عدداً كبيراً من المصلين ما يتيح إيقاع عدد كبير من القتلى.
ولفتت إلى أن شقيق جراح نمر وهو أحد ابرز أعضاء الخلية ظهر في صور بمدينة الرقة السورية ضمن عملية تعليق الرؤوس المقطوعة على الدوار الرئيسي في المدينة التي نفذها "داعش".
ووسط تضارب للأنباء حول مصدر"المواد المتفجرة" التي استخدمت في صناعة الحزام الناسف, أكدت المصادر أن "الحزام وصل من السعودية عبر أحد المنافذ بواسطة مهربين وضعوه داخل صندوق سيارة وتم تسليمه إلى المخططين الرئيسيين قبل تفجير المسجد بثلاثة أيام حيث قاما بوضعه داخل منزلهما في الرقة ويبلغ وزنه نحو 5 كيلو غرامات من المتفجرات وتم تزويده بمفجر", كاشفة انه "تم القبض على الشخص الذي ساعد الإرهابيين في إدخال المواد المتفجرة عبر المنفذ".
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد قد أكد في تصريح إلى الصحافيين يوم أمس الأول أن الوزارة بكل أجهزتها “لن يرتاح لها بال ولن تألو جهدا حتى تتوصل إلى الجناة في الحادث ومن يقف وراءهم وملاحقتهم وضبطهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع جراء ما ارتكبته أيديهم الآثمة".