جدول أعمال مزدحم لروسيف في 3 مدن أميركية.. وتركيزها على التجارة والمناخ
رئيسة البرازيل تزور الولايات المتحدة لطي ملف التجسس
الوسط - المحرر السياسي
توجهت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف إلى الولايات المتحدة، أمس السبت (27 يونيو/ حزيران2015 )، في زيارة أُرجئت مرارًا، وتسعى من خلالها إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بعد نحو عامين على إلغائها زيارة رسمية إثر كشف الصحف عن تجسس الاستخبارات الأميركية على البرازيل، وفق ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحد (28 يونيو/ حزيران 2015).
وألغت روسيف زيارتها إلى الولايات المتحدة في عام 2013، إذ تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في النصف الغربي من الكرة الأرضية إلى أدنى مستوياتها، بعد تسريبات إدوارد سنودن حول الاستخبارات الأميركية.
وأكد الجانبان على أن الزيارة الجديدة، التي تستمر لخمسة أيام ووصفت بـ«زيارة رسمية»، وليس «زيارة الدولة»، التي تم تأجيلها، تظهر أن البلدين تخطيا الأضرار التي نجمت عن الكشف عن تجسس وكالة الأمن القومي الأميركي على اتصالات روسيف الهاتفية، واستخدامها للإنترنت.
وقال الدبلوماسي البرازيلي كارلوس بارانوس خلال مؤتمر صحافي في برازيليا: «لقد تجاوزنا الأمر»، مشيرا إلى أن الزيارة تقررت بعد أشهر من اتصالات على مستوى عالٍ، من ضمنها اتصالات مباشرة بين روسيف والرئيس الأميركي باراك أوباما. من جهته، قال كبير مساعدي أوباما للسياسة الخارجية بن رودس «أعتقد أن هذه الزيارة تشير إلى أي مدى قررنا طي الصفحة والمضي قدما».
كما تأتي الزيارة التي ستشمل نيويورك وسان فرانسيسكو وواشنطن، في وقت تواجه فيه أول امرأة تتولى سدة الرئاسة في البرازيل أزمة في بلادها. وشهدت شعبية روسيف (67 عاما) تراجعًا إلى أدنى مستوى لتبلغ 10 في المائة بعد ستة أشهر فقط في فترة ولايتها الثانية. وجاء هذا التراجع خصوصًا بسبب وضع اقتصادي متدهور وفضيحة فساد واسعة النطاق طالت شركة النفط العامة العملاقة «بتروبراس» وحزب العمال اليساري الحاكم.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في معهد «انسبر» البرازيلي للأعمال كارلوس ميلو أن «أهمية هذه الزيارة بالنسبة إلى الداخل (في البرازيل) أكبر بكثير من أهميتها الخارجية. في هذه المرحلة. إنها مهمة للبرازيل أكثر منها للولايات المتحدة». وأضاف أن «صورة لديلما مع أوباما سيكون لها وقع سياسي كبير في البرازيل. فهي رمزيا تتواصل مع رئيس يعتبر الأكثر انفتاحا على العالم والحوار».
وبالإضافة إلى أوباما الذي ستعقد معه محادثات على مدى أربعة أيام في واشنطن، ستلتقي روسيف مع كبار رجال المال والأعمال الأميركيين، سعيا إلى جذب الاستثمارات وإقناعهم بان مبلغ الـ23 مليار دولار الذي ستجنيه الحكومة من خفض الإنفاق ستحسن قريبا من وضع سابع أكبر اقتصاد في العالم.
وفي نيويورك، ستشارك روسيف في مؤتمر لرجال الأعمال تسعى من خلاله للتسويق لحكومتها التي أعلنت أخيرا عن حزمة من 64 مليار دولار لإنفاقها على البنية التحتية.
وسيكون وزير المالية البرازيلي يواكيم ليفي، وهو اقتصادي تلقى تعليمه في جامعة شيكاغو، حاضرا إلى جانب روسيف لتقديم خططه لتجنيب البلاد انكماشًا اقتصاديًا متوقعًا العام الحالي بنسبة 1.2 في المائة. وتعتبر الولايات المتحدة المستثمر والشريك التجاري الثاني الأكبر للبرازيل بعد الصين. وبلغ حجم التجارة الثنائية العام الماضي 62 مليار دولار وفقا لبرازيليا، مع ميزانية راجحة لصالح الولايات المتحدة بثمانية مليارات دولار.
وقال مدير شؤون الأعمال في مجلس الأمن القومي مارك فايرشتاين: «نعتقد أنه يمكننا مضاعفة تلك التجارة مرة أخرى على مدى عشر سنوات مقبلة. وأعتقد أن الخطوات التي ستنتج من هذه الزيارة من شأنها أن تأخذنا في هذا الاتجاه».
ويتضمن جدول أعمال روسيف وأوباما أيضا قضايا المناخ، مع التركيز بشكل خاص على محادثات الأمم المتحدة حول المناخ المقرر إجراؤها في باريس نهاية العام الحالي. وقال فايرشتاين إن الاجتماع في حاجة إلى إرسال «إشارة قوية» بشأن المقترحات التي يستعد البلدان لطرحها في المحادثات التي تهدف للتوصل إلى اتفاق نهائي في شأن الحد من انبعاثات الكربون.
ولم تعلن البرازيل بعد أهدافها للحد من الانبعاثات قبل المحادثات. وهذه الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، وسابع أكبر منتج للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، تواجه أيضا تحديا يتمثل في الحد القضاء على الغابات في الأمازون، الأمر الذي يسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري. ولهذا، فهي تتعرض إلى ضغوط لتقديم تعهدات قبل المحادثات. وقال البيت الأبيض إن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن دعا روسيف قبيل زيارتها إلى التأكيد على أهمية العمل المشترك للوصول إلى اتفاق «قوي».
وفي كاليفورنيا، ستتناول روسيف الغداء في جامعة ستانفورد مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس، التي تقوم حاليا بتدريس مادة إدارة الأعمال الدولية. كما ستزور مقر شركة «غوغل»، ومركز أبحاث وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).