الصفار: لاحق الموت من «العنود» إلى «الكويت»
الحياة - 28 يونيو 2015
يظهر الشيخ جعفر عبدالحميد رضي الصفار، في ألبوم عزاء شهداء جامع الإمام الحسين (ع) في العنود بمدينة الدمام، وهو يدون كلمة حول الحادثة في سجل الزوار، لم يكن يعلم حينها أنه سيُدوَّن عنه بعد نحو شهر. فلقد كان الصفار، أحد ضحايا حادثة التفجير الإرهابي في مسجد الإمام الصادق(ع) بدولة الكويت أثناء أداء صلاة الجمعة يوم الجمعة الماضية.
وتوجه أبناء الصفار وأقاربه صباح أمس السبت من مسقط رأسه في جزيرة تاروت (محافظة القطيف)، إلى دولة الكويت، لاستكمال الإجراءات اللازمة. بينما نقل جثمانه إلى مدينة النجف في العراق بحسب وصيته، لدفنه هناك مع سبعة آخرين من شهداء الحادثة بحسب رغبة ذويهم. وتواردت الأنباء عن فقدان الشيخ الصفار، وهو في العقد السابع، منذ الساعات الأولى للانفجار الإرهابي، وجرت عمليات البحث عن اسمه ضمن الشهداء أو الجرحى. بيد أن الأمور تكشفت بعد منتصف ليل الجمعة، إثر العثور على اسمه ضمن قائمة المصابين المنومين في مستشفى الفروانية.
وأكد أقارب الصفار أن «جسده لم يستطع مقاومة النزيف إثر الجروح التي نجمت عن العمل الإرهابي، ليلفظ أنفاسه الأخيرة مساء الجمعة». واعتاد الصفار على السفر إلى الكويت، في رمضان ومحرم من كل عام، ليكون أول شهيد في عملية إرهابية تستهدف مصلين خارج حدود الوطن في دول الخليج العربي، ضمن سلسلة الاعتداءات التي بدأت في حسينية المصطفى بقرية الدالوة (محافظة الأحساء)، ثم مسجد الإمام علي في القديح (محافظة القطيف)، وجامع الإمام الحسين في حي العنود بالدمام، والآن في جامع الإمام الصادق في الكويت.
وقال عبدالسلام الدخيل (أحد معارف الصفار) لـ«الحياة»: «إن الشهيد تنقل في حياته بين الكويت والعراق والسعودية»، مشيراً إلى أن والديه دفنا في مدينة النجف بالعراق، وكانت وصيته أن يدفن مثلهما، وهو ما حصل ولله الحمد». وأضاف: «إن الشهيد كان شاعراً وخطيباً، ولديه عدد من المؤلفات وديوان شعري، لكنها غير مطبوعة».