اتفاقات سعودية - فرنسية حجمها 12 مليار دولار
الوسط - المحرر السياسي
استقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الإليزيه ، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، الذي يقوم بزيارة لباريس أُعلن على هامشها إبرام عقود اتفاقات تعاون واستثمار يتجاوز حجمها 12 مليار دولار،وفق ما ذكرت صحيفة الحياة اليوم الأربعاء (24 يونيو/ حزيران 2015).
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن شركة «إيرباص» ستبيع 23 مروحية لوزارة الداخلية السعودية مقابل 500 مليون يورو (560 مليون دولار)، فيما ستُطلق الرياض دراسة جدوى حول بناء مفاعلين نوويين فرنسيين في المملكة.
وقبل ذلك، عقد الأمير محمد بن سلمان اجتماعاً مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي أكد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير، توصل فرنسا والسعودية إلى اتفاقات في مجالات مختلفة، بينها تمويل صندوق استثمار بين هيئة الاستثمار في المملكة والهيئة الفرنسية بهدف تحسين أوضاع الاستثمارات في البلدين. وقال وفق ما نقلت عنه «وكالة الأنباء السعودية»: «نسعى أيضاً إلى توسيع قاعدة استثمار الطاقة في المملكة لا سيما الطاقة النووية حيث قدمنا دراسة جدوى لبناء مفاعلين نوويين في المملكة، وهذه نتائج مساعي حثيثة سعودية فرنسية لتطوير هذا القطاع، وسنوقع اتفاقاً نووياً لتطوير الطاقة النووية وآخر للتعامل مع المخلفات النووية وطريقة التخلص منها». وأشار إلى بيع المملكة مجموعة طائرات من نوع إيرباص ومروحيات فرنسية الصنع، قائلاً إن هناك عقوداً لتطوير البحرية السعودية، وإلى تعاون في المجال الصحي.
وأشارت «فرانس برس» إلى أن فابيوس ذكّر ببيع 30 طائرة إيرباص أ320 و20 إيرباص 33 للخطوط الجوية السعودية، بقيمة إجمالية قدرها ثمانية بلايين دولار (7,1 بليون يورو). كما أعلن «تعهد» السعودية شراء سفن دورية سريعة لبحريتها «لتحسين قدرات خفر السواحل السعودي الذي يواجه اليوم تهديدات متنامية». وقال فابيوس: «هذا الأمر سيساهم في إيجاد وظائف ومبالغ مالية بمئات ملايين اليورو».
وأكد الجبير حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس هولاند على توثيق العلاقات بين بلديهما، مشيراً إلى آلية للتنسيق والتشاور من خلال اللجنة المشتركة بين البلدين برئاسة وزيري الخارجية وإشراف الأمير محمد بن سلمان.
وأعلن الجبير توقيع نحو عشرة اتفاقات بين البلدين، قائلاً إن درسها والتوصل إلى إبرامها تم في فترة وجيزة (أقل من ستة أسابيع)، معرباً عن تطلعه إلى مزيد من الاتفاقات، ومؤكداً حرص السعودية على أن تحصل على أفضل التقنيات الموجودة في العالم. ولفت إلى أن كافة الاتفاقات التي تبرمها السعودية مع فرنسا هي بين الحكومتين مباشرةً ومن دون أي طرف ثالث أو وسيط، ما يضمن أن تحصل المملكة على أفضل التقنية وبأفضل الأسعار.
وقال فابيوس رداً على سؤال «الحياة» عما إذا كان يعتقد أن الدول الست المفاوضة مع إيران حول الملف النووي اقتربت من التوصل إلى اتفاق: «التصريحات الأخيرة التي أدلى بها قادة إيرانيون لا تبدو محبذة لإبرام اتفاق دولي في شأن البرنامج النووي». وسألت «الحياة» الجبير هل لمس خلال زيارته روسيا تغييراً في موقفها إزاء سورية وإيران واليمن، وهل تناول ذلك مع فابيوس، فأجاب: «كانت زيارة سمو ولي ولي العهد إلى روسيا مناسبة للتشاور بالنسبة إلى أمور اهتماماتنا في المنطقة، سواء كانت سورية أو الوضع في اليمن... وكانت زيارة موفقة، ونأمل أن نستطيع أن نبني عليها تقريباً للمواقف بين البلدين خدمة لمصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة». وعلّق الجبير على الموضوع الإيراني قائلاً: «إن لدينا الهدف نفسه بالنسبة إلى المفاوضات بين الدول الست وإيران، والتشاور مع فرنسا قائم ومستمر حول الموضوع». وعن اليمن قال الجبير إن مشاورات جنيف كانت خطوة أولى وهناك خطوات أخرى، مشدداً على أن عودة الاستقرار إلى اليمن تتم من خلال تطبيق القرار الدولي، قائلاً إن السعودية تعمل على إيصال المساعدات الإنسانية وتدعم الشرعية في اليمن.
وأكد الجبير أيضاً في مؤتمره الصحافي أن السعودية لم تجمّد عقد الأسلحة الفرنسية الى الجيش اللبناني، مشيراً إلى أن الاتفاق قائم ومستمر وهناك جدولة في الدفعات لاستئناف الصفقة التي ستتم بحسب الجدولة المحددة لها، و «ليس هناك أي مشكلة في الموضوع».