أفلام نسائية عربية في متحف هولندي
الوسط – المحرر الثقافي
ضمن فعاليات برنامج "إلى أين نذهب الآن؟" (Where Do We Go Now?) الذي ينظمه متحف EYE السينمائي بهولندا، تتواجد شركة ماد سلوشين MAD Solutions بـأربعة أفلام قامت الشركة بعمليات التوزيع أو الترويج لها، وهي أفلام "الخروج للنهار" للمخرجةهالة لطفي، "هرج ومرج" لـنادين خان، "فيلا 69 " لـأيتن أمين والوثائقي الفلسطيني "حبيبي بيستناني عند البحر" لـميس دروزة.
ويُقام برنامج "إلى أين نذهب الآن؟" في الفترة من 5 إلى 21 يونيو/حزيران 2015، وهو يتخصص في عرض أبرز أفلام المخرجات من العالم العربي في السنوات الأخيرة، والأفلام الأولى والثانية لسينمائيين واعدين مع الاعتماد على بطولة نسائية مطلقة، والأفلام التي تناقش قضايا المرأة في العالم العربي من منظور سياسي، اجتماعي، ديني أو غير ذلك، فمن خلال هذه الأفلام يركز البرنامج على إبراز المرأة القوية والمؤثرة والنابضة بالحياة والبطلة.
ويضم متحف EYE السينمائي في هولندا مكتبة سينمائية تحتوي على حوالي أكثر من 40 ألف فيلم من مختلف الجنسيات والأنواع التي يمكن أن تكون نموذجاً مصغراً لتاريخ السينما. ويعتبر برنامج "إلى أين نذهب الآن؟" أحد البرامج التي ينظمها المتحف لجمهور السينما طوال العام.
يشار إلى أن فيلم "الخروج للنهار" من إخراج وتأليف هالة لطفي، ومن إنتاج مجموعة أفلام حصّالة وساهمت في إنتاج الفيلم شركة NY Consultancy، كما نال الفيلم منحة توزيع في ألمانيا من صندوق السينما العالمية التابع لــمهرجان برلين السينمائي الدولي.
وتدور أحداث الفيلم حول محنة أسرة فقيرة في أحد أحياء القاهرة الشعبية، حيث أب قعيد (أحمد لطفي)، وأم ممرضة (سلمى النجار)، مع ابنة (دنيا ماهر) تواجه مشكلات في التعبير عن مشاعرها وأحلامها بعد أن أصبحت في الثلاثين من عمرها ولم ترتبط بعد، ولا تفعل شيئاً سوى رعاية أب غائب عن العالم.
أما فيلم "هرج ومرج" فهو التجربة الروائية الطويلة الأولى للمخرجة الشابة نادين خان. والفيلم من إنتاج دينا فاروق التي قامت بالمونتاج أيضاً، عن قصة لـنادين خان، مع سيناريو وحوار لمحمد ناصر، ويقوم ببطولة الفيلم أيتن عامر، محمد فراج، رمزي لينر، هاني المتناوي، أسامة عطية، والفنان الكبير صبري عبد المنعم والفنان سيد رجب.
وتدخل قصة الفيلم في إطار الفانتازيا الاجتماعية، وتدور أحداثه في مثلث حب غني بالصراعات. حيث يتنافس الشابان زكي (فراج) ومنير (لينر) على حب منال (أيتن عامر)، ويعيش الثلاثة في مجتمع يقتصر على تلبية الاحتياجات الأساسية رغم الهرج والمرج. وتجد منال نفسها موضوع الرهان في مباراة لكرة القدم بينهما، والفائز يتزوجها. هذه القصة تحكي عن شباب كرة القدم والبلاي ستيشن وكيف يتعاملون مع مشاعرهم وسط مجتمع يتزايد في الانغلاق والانعزال.
ويمثل فيلم "فيلا 69" فهو التجربة الأولى للمخرجة أيتن أمين، وكتب السيناريو محمد الحاج بالاشتراك مع محمود عزت، وهو إنتاج مشترك بين شركة فيلم كلينك وشركة ميدل وست التي أسسها المخرج وائل عمر. ويقوم ببطولته خالد أبو النجا والنجمة الشابة أروى جودة، مع الفنانة الكبيرة لبلبة.
وتدور أحداث الفيلم حول حسين الذي يعيش في عزلة ببيته، ولكن تأتيه شخصيات من ماضيه لتقتحم عزلته ونمط حياته الأناني الذي يتغير بعد وصول شقيقته وابنها سيف، ونتيجة لذلك يشهد تحولاً جذرياً في نظرته الجامدة للحياة.
ويعد فيلم "حبيبي بيستناني عند البحر" أول وثائقي طويل للمخرجة ميس دروزة، ويروي قصة المخرجة التي قامت لأول مرة برحلة العودة إلى وطنها فلسطين. غادرت واقع عزلتها، ولحقت بحبيبها حسن الذي لم تلاقيه أبداً. حسن، الفنان الفلسطيني الذي كشف لها النِقابَ عن عالمٍ طوباوي جميل.
في الفيلم نَسّجٌ للخيال والواقع معاً بغية التساؤل عن إمكانية التملّص من واقع المكان وعن الحاجة للإيمان بالأحلام. على طول الفيلم، يحرض عالما الحلم والواقع بعضهما البعض لاستثارة تساؤلات من قبيل: "كيف يمكنك أن تعود إلى مكان غير موجودٍ إلا في ذهنك؟"، "كيف يمكنك التشبث بالحياة بالوقت الذي أنت محاط فيه بهذا الكم من الموت؟"، "كيف يمكنك مواصلة الإيمان بحلم ما، بينما العالم من حولك يعيش واقعاً آخر؟" و"كيف لك أن تمتلك روايتك عن الحقيقة في الحين الذي سلبك التاريخ إياها؟".
يأتي هذا الفيلم تكريماً لـحسن حوراني، الفنان الفلسطيني، الذي حلّق وارتقى بمخيلته فوق الاحتلال. أنجز حوراني "حسن في كل مكان" وهو كتاب رسم وشعر للأطفال قبيل موته المأساوي غرقاً في بحر يافا الممنوع عام ٢٠٠٣.