ما هي سمات الشركات الداعمة لتقتية "إنترنت الأشياء"؟
الوسط - محرر منوعات
قال، المدير التقني في لشركة إف 5 نتوركس جراي نيو إنه يتداول الناس هذه الأيام مصطلح "إنترنت الأشياء" بشكل متزايد، ويشير هذا المصطلح على مستوى المستهلكين إلى الثلاجة التي تنبهك إلى نفاذ البيض منها، أو الحذاء الذي يشير إلى المسافة التي قطعتها، أو السيارة التي تبقيك على اطلاع على حالة الازدحام لتساعدك على اتخاذ القرار حول الطرق التي يمكن أن تسلكها، أو المنزل الذي يخبرك عن كمية الماء التي تمّ استهلاكها مثلاً.
وفي ما يأتي نص المقال..
أما بالنسبة للشركات فينصبّ التركيز في معظمه على البيانات، فقد أشار تقرير لموقع "تيك رادار برو" إلى أن تقنية إنترنت الأشياء ستساهم في زيادة حركة البيانات عبر بروتوكول IP لتصل إلى 1.6 زيتابايت بحلول العام 2018، أي بزيادة نسبتها 300% مقارنة بالعام 2013، أي أن حركة البيانات ستنمو بمقدار 132 إكزابايت في الشهر، وأهم ما في ذلك التقرير أن معظم البيانات السابقة غير صادرة عن أجهزة الكمبيوتر، وإنما عن أجهزة لاسلكية مثل الهواتف الذكية والحساسات التي تمكّن الأجهزة من الاتصال بالإنترنت (إنترنت الأشياء).
وستنعكس هذه التغيرات على الشبكات المستخدمة في المؤسسات والتي ستشهد تناقلا لكمية أكبر من البيانات ومزيدا من الاتصالات عبرها، ممّا يستدعي وجود بنية تحتية أكثر موثوقية وقدرة على التوسع مع ازدياد ضغط العمل.
وهناك جانب هامّ في هذا الإطار يتمّ تجاهله أحياناً، ألا وهو نظام أسماء النطاق DNS، إذ ينبغي على مزوّدي الخدمات التأكد من أن البنية التحتية لأنظمة DNS تستطيع التعامل مع العدد المتزايد من الأجهزة المتصلة، فزيادة عدد الأجهزة المستخدمة في هذا المجال تعني زيادة عدد الاتصالات، وإذا لم يتمّ الاهتمام بهذه المسألة فستحدث مشاكل تتعلّق بالتأخير وبطء الاتصال، مما سيسبب انزعاجاً لدى المستخدم في نهاية المطاف.
ويؤدي زيادة عدد الأجهزة المتصلة بالشبكة إلى زيادة التهديدات الأمنية، فالأجهزة الجديدة المتصلة بالإنترنت توفر طرقاً جديدة للمخترقين للوصول عبرها إلى شبكة المؤسسة والبيانات الخاصة والمعلومات الحساسة الموجودة فيها. وعلى سبيل المثال، ستكون هجمات حجب الخدمة DDoS مدمّرة أكثر بالنظر إلى العدد الكبير من الأجهزة التي ستتأثر بهذه الهجمات.
تزداد مهمة التصدي للتهديدات الأمنية صعوبة في تقنية إنترنت الأشياء، وذلك بسبب غياب المحيط التقليدي الذي يحيط بمراكز البيانات عادة، إذ تنتقل البيانات في العالم المتصل بين الأجهزة المختلفة عبر شبكات مختلفة إلى مراكز بيانات مختلفة، ولا بدّ من تبني إجراءات أمنية لتوفير الحماية لهذه البيانات. ولا بد للشركات التي تتبنّى تقنية إنترنت الأشياء من تبنّي منهجية حماية متكاملة ومتعدّدة الطبقات بما يضمن حماية حقيقية وشاملة.
ولتكون الشبكة جاهزة لتقنية إنترنت الأشياء لا بد أن تكون موثوقة وآمنة وقابلة للتوسع، ومن الطرق الهامّة التي يمكن للشركات اعتمادها لتحقيق ذلك خدمات التطبيقات المعرّفة بالبرمجيات (SDAS)، وهي نسيج مركزي لخدمات التطبيقات يمكن أن يعمل في بيئة عمل فعلية أو افتراضية أو في السحاب.
هذا يعني أن تطبيقاتك ستكون على الدوام متوفرة وآمنة وسريعة في عملها، كما أنها ستكون قابلة للتوسع أو الانكماش وفق الحاجة دون التأثير على التوافرية أو زمن التأخير الذي يعتبر أمراً حساساً في التعامل مع طوفان البيانات التي تسبب بها تقنية إنترنت الأشياء.
وختاماً، فإن تقنية إنترنت الأشياء ليست متمحورة حول الأشياء، وإنما حول البيانات والتطبيقات والخدمات التي توفّرها تقنية إنترنت الأشياء، والأهم من ذلك أن هذه التقنية مرتبطة بالبنية التحتية الشبكية التي تتيح لهذه التقنية أن تعمل، وذلك بما تتمتع به من مرونة وموثوقية وذكاء وقابلية للتدرج.