جمعية السنابل لرعاية الأيتام.. نموذج بحريني للعمل الخيري
المنامة - بنا
لم تبخل الأجهزة المعنية بتقديم كل أوجه الدعم لمبادرات العمل التطوعي في البحرين، ولذلك ظهرت العديد من المبادرات التي ساهمت في تنمية أواصر المحبة والقربى ووشائج الصلة بين مكونات المجتمع وبعضه، سيما إزاء الأيتام وسبل رعايتهم الشاملة والقيام بشؤونهم ومساعدة المستحقين منهم بالوسائل والأنشطة المختلفة.
وتقدم جمعية السنابل لرعاية الأيتام التي تأسست عام 1999، وتحولت إلى جمعية عام 2011، نموذجا لما يجب أن يحتذى في هذا الصدد بالنظر إلى جهودها المتخصصة وأهدافها التي حققتها حسب تقريرها الأخير عام 2014 ـ 2015، الذي يقدم كشف حساب شامل لأبرز إنجازاتها ومشروعاتها خلال العام المنصرم.
يشير التقرير السنوي للجمعية المعنون بـ "16 عاما من العطاء المتواصل" الى أن عدد الأيتام الذين تكفلهم يبلغ 812 يتيما ويتيمة من مختلف الأعمار والمستويات الدراسية، وبكلفة تقدر بـ 215085 دينارا سنويا، موضحا أن الجمعية تقدم للأيتام عدة مشاريع رعائية منها الرعاية المادية، وذلك بهدف توفير الحياة الكريمة لهذه الفئة المهمة من فئات المجتمع ولأسرهم وسد حاجاتهم المالية، وذلك عبر صرف كفالة شهرية لكل يتيم، وتقوم الجمعية بالإشراف على أوجه صرفها للتأكد من الاستفادة التامة والمباشرة منها.
ويبرز التقرير أحد أبرز مشاريع الجمعية في مجال رعاية الأيتام، ألا وهو مشروع الرعاية التعليمية، الذي يستهدف بناء الشخصية المتكاملة للأيتام المكفولين من خلال إيلاء الجانب التعليمي أهميته الضرورية، ويقدم هذا المشروع للأيتام من سن رياض الأطفال مرورا بالمدرسة والجامعة وحتى حصولهم على العمل المناسب الذي يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم والاستغناء عن غيرهم، وبلغ عدد المستفيدين منه 755 يتيما ويتيمة. وضمن هذا المشروع، تولي الجمعية اهتماما خاصا بمصاريف ورسوم الطلاب الأيتام في رياض الأطفال والمدارس الخاصة من سن الخامسة، وذلك لتهيئتهم للالتحاق بالمدرسة، وتبلغ كلفة كفالة اليتيم الواحد في هذا المشروع 25 دينارا شهريا، وبلغ عدد المستفيدين منه 45 يتيما بكلفة مالية قدرها 10840 دينارا.
وتقوم الجمعية أيضا في إطار اهتمامها بالعملية التعليمية للأيتام المكفولين، وذلك في بداية كل عام دراسي، بتوفير الحقيبة المدرسية بكامل مستلزماتها من مواد قرطاسية وزي مدرسي لكل الأيتام المكفولين لديها ممن يدرسون في مختلف المراحل الدراسية، والذين بلغ عددهم 755 يتيما بكلفة إجمالية قدرها 24860 دينارا. وبناء على مشروع المتابعة الذي تشرف عليه الجمعية لاستكشاف حالة اليتيم الدراسية، تقوم الجمعية أيضا بإلحاق طلابها بأحد المعاهد العلمية المتخصصة لعلاج أي نواحي ضعف في الجوانب الدراسية لليتيم، ويبلغ عدد المستفيدين من المشروع 182 طالب وطالبة بكلفة قدرها 7719 دينارا.
وهو ما يضاف إلى مشروع كفالة الطالب الجامعي، حيث تحرص الجمعية حسب تقريرها على حصول الأيتام المكفولين على القدر الكامل من التعليم بما يماثل أقرانهم، وتوفر لهم احتياجاتهم من التعليم في الجامعات الوطنية، وتشجعهم على مواصلة واستكمال دراساتهم الجامعية في مختلف التخصصات، وبلغ عدد الأيتام المستفيدين من المشروع 91 طالبا وطالبة بكلفة قدرها 50327 دينارا، وتتولى الجمعية هنا دفع الرسوم المطلوبة وشراء الكتب والتكاليف الدراسية الأخرى، بل وتشارك في عملية إرشاد الخريجين وتشجيعهم على دراسة التخصصات المناسبة لهم والسعي معهم في عمليتي التسجيل والقبول والالتحاق بالجامعات.
ويورد تقرير الجمعية السنوي أنه يتم تكريم الأيتام المتفوقين والمتميزين دراسيا، والذين حسنوا من مستوياتهم الدراسية في نهاية كل عام دراسي في حفل خاص تحت رعاية معالي الشيخ سلمان بن عبد الله بن حمد آل خليفة الرئيس الفخري للجمعية، وذلك تقديرا من الجمعية للأيتام المتفوقين دراسيا، وتشجيعا لهم على التفوق والنجاح، وبلغ عدد الأيتام المستفيدين من هذا التكريم 16 يتيما ويتيمة بكلفة قدرها 2000 دينار.
وسعيا من الجمعية في استغلال أوقات الأيتام بما يعود عليهم بالنفع والفائدة واكتشاف مواهبهم والعمل على تنميتها يتم تنظيم النشاط الصيفي في كل عام حيث يتم إلحاق المستفيدين خلال الإجازة الصيفية في نشاط خاص حسب رغبة وحاجة كل يتيم بحيث ينضم لنشاط ترفيهي أو تدريبي حسب رغبته وميوله، وبلغ عدد المستفيدين من المشروع 560 يتيما بكلفة إجمالية مقدارها 16558 دينارا.
ولا تكتفي الجمعية بذلك، إذ تهدف من خلال مشروعاتها إلى بناء الشخصية المتكاملة وتوفير الظروف المناسبة لها للإبداع والانطلاق، ومن بين هذه المشاريع كما يرصدها التقرير السنوي: مشروع الدورات التدريبة لمساعدة الخريجين من الأيتام في الحصول على العمل المناسب بعد استكمال دراستهم بما يكفل لهم الحياة الكريمة لبناء مستقبل مشرق يتمكنون فيه من الاعتماد على أنفسهم، ويتم إلحاق المستفيدين في دورات تدريبية يكتسبون من خلالها الخبرة اللازمة التي تؤهلهم للانخراط في سوق العمل، وبلغ عدد المستفيدين من المشروع 10 أيتام بتكلفة قدرها 912 دينارا.
كما تقوم الجمعية بالتنظيم والمشاركة في العديد من الفعاليات والأنشطة التربوية والثقافية التي تدخل ضمن نطاق الرعاية الاجتماعية لليتيم، وذلك سعيا منها لبناء الشخصية المتكاملة للأيتام، ومتابعة آخر المستجدات في مجال الرعاية الاجتماعية والتربوية التي تعنى بالطفل والمجتمع، ومن بين هذه الأنشطة: الزيارات المختلفة للجهات ذات الصلة وإقامة المخيمات والمعسكرات والأنشطة الترفيهية مع المؤسسات المعنية والشبيهة والحفلات الاجتماعية الفلكلورية كفعالية القرقاعون بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الأخرى.
وبجانب ذلك، لم تبخل الجمعية في تقديم كل أوجه الرعاية الصحية اللازمة للأيتام الذين تكفلهم، وذلك رغبة منها في تنشئتهم تنشئة صحية سليمة، وتقوم الجمعية بتنفيذ مشروع الرعاية الصحية من خلال إجراء الفحوصات الطبية اللازمة بالتعاون مع المستشفيات والعيادات الخاصة بالإضافة إلى توفير العلاج والأجهزة الطبية للمحتاجين منهم كما تنظم وتشارك في العديد من برامج التوعية الصحية للأيتام وأولياء أمورهم، وبلغت تكلفة هذا المشروع 3702 دينارا.
ويرصد التقرير المشاريع الموسمية التي تتولى الجمعية تنفيذها بهدف تحقيق التواصل والتفاعل مع الأيتام وسد حاجاتهم في جميع المناسبات الاجتماعية والدينية، وتشمل هذه المشروعات: مشروع إفطار صائم لصالح اسر الأيتام المكفولين، حيث يتم توفير مؤونة شهر رمضان كاملة من مختلف المواد الغذائية بالإضافة إلى تقديم مبالغ مالية نقدية للأسر المكفولة، وبلغ عدد المستفيدين 318 أسرة بمبلغ إجمالي 15668 دينارا، وكذلك مشروع زكاة الفطر، حيث تتولى الجمعية جمع زكاة الفطر من المزكين والمحسنين وتوزيعها على مستحقيها من الأيتام وأسرهم، إضافة لمشروع كسوة العيد، حيث يتم توفير عيدية وكسوة العيد لكل المكفولين لدى الجمعية في عيدي الفطر والأضحى، وبلغ عدد المستفيدين 812 يتيما بمبلغ إجمالي قدره 38590 دينارا.
وهناك أيضا مشروع الأضاحي، حيث تتولى الجمعية ذبح الأضاحي بالنيابة عن المضحين وتوزيعها على أسر الأيتام، وبلغ عدد الأسر المستفيدة من المشروع 320 أسرة، هذا فضلا عن مشروع المساعدات النقدية، الذي يهدف لسد الحاجات الطارئة للأيتام وأسرهم على مدار العام، ومشروع توفير ما يلزم لمسكن اليتيم من بناء أو ترميم، وبلغ عدد المستفيدين خمسة أسر بمبلغ إجمالي وقدره 8501 دينارا. وفي حالة عدم مطابقة السكن لشروط البناء والترميم الخاصة بالجمعية، يتم توفير سكن خاص لأسر اليتامى، وبلغ عدد الأسر المستفيدة 48 أسرة بكلفة 39985 دينارا، ومشروع التأثيث والتجهيز الذي يهدف إلى تزويد بيوت المكفولين باحتياجاتها من الأثاث والأدوات المنزلية الضرورية، وبلغ عدد الأسر المستفيدة حوالي 97 أسرة بمبلغ إجمالي قدره 20120 دينارا.
ويبين تقرير الجمعية السنوي مدى الاهتمام الذي توليه للجانب التمويلي لأنشطتها، وذلك لضمان استمرارية عملها وتقديم خدماتها للفئات المستهدفة ولتمويل مشاريعها الخيرية دون توقف، ومن بين المشاريع الوقفية التي قامت الجمعية بتنفيذها لضمان تحقيق هذا الجانب مشروع البر الأكبر ومشروع سنابل الخير، وبلغ عدد المشاريع التي تم الانتهاء منها 4 مشاريع موزعة على عدد من مناطق المملكة، وهي: مبرة الرفاع التي افتتحت عام 2006، ومبرة الشيخ زايد بمنطقة سند التي افتتحت عام 2005، ومقر الجمعية بالبسيتين الذي افتتح عام 2013، ومبرة الحد التي افتتحت عام 2015.
يشار إلى أن الجمعية وفي إطار سعيها لتنمية مواردها البشرية وتوفير ما يلزم لتطوير مهارات منتسبيها قامت بالتوقيع على عدد من اتفاقات وبروتوكولات التعاون في مجال التدريب وغيره مع عدد من المؤسسات والجمعيات ذات الصلة، منها اتفاقية التدريب مع الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، واتفاقية منحة تمويلية سنوية مع صندوق التضامن الإسلامي بمنظمة التعاون الإسلامي، وتنظيم الملتقى التدريبي الأول لقادة وخبراء مؤسسات رعاية الأيتام بدول مجلس التعاون عام 2014، وغير ذلك الكثير مما يعكس الجهد المضني للجمعية لتكون نموذجا في دعم العمل الخيري بالمجتمع.