العدد 1370 بتاريخ 06-06-2006م تسجيل الدخول


الرئيسيةالأعمدة
شارك:


نبض المجتمع معادلة شهادة النيلين وقضايا وطنية أخرى

كي ينجح أي خطاب لابد أن يرتهن لآلام الناس والمجتمع، ليس معنى ذلك أن يبحث عن تصفيق الجمهور، وإنما يجب أن يتقاسم معهم أرغفة الحزن وأرغفة الحرية يجب أن يضمد جروحهم بالبحث لهم عن حل ولو بحفر الجدار أو صناعة القدر بالأظافر على صخور الواقع المر. أعلم أن هناك عقولاً استاتيكية جامدة لا يمكن أن تنتعش بعطر الإصلاح لكثر ما أزكمت أنوفها من مستنقعات القدم والتخلف، وقديماً قيل إذا نقلت الضفدعة من المستنقع فستقفز مرة أخرى للرجوع إليه، يقول الجاحظ: «إن إزالة جبل من مكانه أسهل من إزالة فكرة قديمة من عقل شخص جامد، المشكلة إذا تحولت العادات الخاطئة إلى عقيدة إدارية أو سياسية أو اجتماعية، هتلر عندما جاء إلى الحكم هرب كل المثقفين إلى خارج ألمانيا، وزحفت الأدمغة الألمانية إلى الخارج بحثاً عن الرزق، وعرفت هناك ظاهرة مرضية تتفشى ساعة حكم الدكتاتور تسمى بظاهرة نزيف الأدمغة وهجرة العقول الأكاديمية والتكنوقراطية، وموسوليني مفتون كثيراً بكتاب الأمير لمكيافيلي لأن الكتاب يعلم الإنسان أو المسئول أكل لحوم البشر بدم بارد، تماماً على طريقة عيدي أمين آكل لحوم البشر. في الإدارة هناك اجرام وعنف تماماً كما هو في السياسة يسمى بالجريمة الإدارية والعنف الإداري. عندما يتلذذ المسئول بقطع رقاب البشر بساطور القرارات، ويتلذذ بسادية مفرطة، وهو يرى رؤوس الموظفين تتدحرج في الشارع بسبب قراراته الجائرة إلى أن يحضر الإسعاف. ان محاربة الخبز ورزق الناس أكبر جريمة يقترفها هذا المسئول أو ذاك.

هناك بعض المديرين في بعض مؤسساتنا يتلهى بالعبث بكرامة الموظف، ويتمنى إكراههم بالكرباج على طريقة الجلاد حمزة البسيوني أيام جمال عبدالناصر كما تذكر زينب الغزالي في مذكراتها.

متى نقطف ثمار الفشل؟ عندما نحارب الإصلاح، عندما نغلق نوافذ التغيير خوفاً من الحداثة والحضارة والتطور، الإصلاح يجب ان يدخل كل مؤسساتنا وليس فقط بعض المؤسسات، بل كل الشركات وخصوصاً العملاقة منها والوطنية، التي تملك الدولة فيها أسهماً كبيرة، مجلس الإدارة يجب أن يفتح عينيه على بعض السلوكات التي تدمر سمعة الشركة، ويجب ألا يسمح للنازيين الجدد، إرهاب الموظفين أو قطع أرزاقهم ومحاربتهم بالعيون الحمراء والعنتريات الزائفة أو إرسال الأميلات التي تلقي بسمعة مثل هذه الشركات في الوحل.

إن الإسعاف المبتعث هو اسعاف للسمعة التي نتمنى جميعاً المحافظة عليها، لأنه يهمنا كثيراً أن تبقى رائحة ياسمين العدل هي المنبعثة من القرارات وليس رائحة «الاج تو اس»، التي عادة ما تنبعث بسبب العنف الإداري والقرارات الجائرة التي تنزل كمطرقة على رؤوس الطبقة الكادحة من العمال والموظفين، ويا حبذا نشر كتاب «حياة في الإدارة» للقصيبي، أفضل من نشر مثل هذه الأميلات المبتذلة.

في هذا اليوم، أحب أن أتحدث أيضاً عن ملف معادلة شهادة جامعة النيلين، لقد تحدثت كثيراً عن الموضوع وفي آخر لقاء مع وزير التربية والتعليم شعرت بأن الوزير مهتم بالموضوع، ويسعى إلى انجاح الملف تماماً كما كان موقفه الكريم في انجاح ملف معادلة شهادة المعهد العالي، هناك أكثر من خريج في انتظار المعادلة وبعضهم وفق إلى قبوله في بعض الوظائف إلا أن تأخر معادلة الشهادة سبب ضياع فرصة التوظيف، الكثير من هؤلاء يجلس على أحر من الجمر في انتظار المعادلة، وكل أملنا في الوزارة البت في الموضوع وخصوصاً أن الشهادة مستوفية الشروط. ولاشك أن معادلتها سيسجل لوزارة التربية والتعليم وموقفها العلمي والكريم في ذلك، وخصوصاً موقف الوزير. مازال خريجو المعهد العالي يحفظون في ذاكرتهم موقف الوزير عند معادلة الشهادة وكيف كان لذلك أثر في تطور وضع بعضهم إدارياً في الأماكن التي يعملون فيها.

اليوم العالمي لمكافحة المخدرات على الأبواب، فنتمنى أن تكون هناك بوادر إيجابية لتأهيل المدمنين ودعمهم بإنشاء مركز نموذجي للتأهيل، شكر يقدم إلى زمالة المدمنين المجهولين المقدسة على تواصلها اليومي في جلساتها لاحتوائها الشباب البحريني، ولاشك أن لذلك أثراً كبيراً على مستقبل ابناء البحرين، إن كل بحريني يرفع القبعة احتراماً لهذه الزمالة ومواقفها الكريمة ورسالتها النبيلة لخدمة شعب البحرين



أضف تعليق