العدد 3090 بتاريخ 20-02-2011م تسجيل الدخول


الرئيسيةالأعمدة
شارك:


أيُّ وطن نريده أن يجمعنا؟

الرياضة والسياسة أمران متلازمان يؤثر كل منهما على الآخر سواء كان ذلك إيجاباً أو سلباً. فالسياسة إذا بطشت وقمعت وقتلت وفرقت وأسالت الدم فإنها من دون شك تسقط الرياضة في كل مجالاتها ولا تعطيها الفرصة أن تتنفس بعيداً عن هذا الواقع المر، وبالتالي حتى الحالة الإنسانية تغيب عنه إذا تحكمت السياسة بالرياضة وهناك تكمن المشكلة الكبيرة في تدخل السياسة العنيفة في الرياضة. عرفنا الرياضة من قبل بأنها مثل البلسم لكل أطياف الشعوب عندما تحقق الإنجازات باسم الوطن عندما تكون السياسة متسلطة على رقاب الناس، فهي تلم الشمل وتقرب البعيد وتغير من مظاهر الحياة وتبعد الحزن والأسى وتجعل الناس تهتف باسم الوطن. فهذا ما عرفناه عن الرياضة على مدى التاريخ وهناك الشواهد الكثيرة في العالم.

في كأس العالم 1998 في فرنسا شاهدنا الرئيس الفرنسي ينزع عباءة السياسة ويرتدي قميص الرياضة الفرنسي وإلى جانبه النجم الكبير بلاتيني من أجل كسب الأصوات لحملة انتخابية جديدة عبر الرياضة ونجح فيها بامتياز.

إذا الرياضة وسيلة لتفريغ ما لدى الرياضيين في ملاعبهم ولكن المشكلة تكمن عندما يكون القائمون عليها لا يمتلكون الحس الإنساني في الوقوف إلى جانب من هم يعانون ويعانون من عدم الاستطاعة لمزاولة اللعبة في كل الألعاب المختلفة. سأكون واضحاً في كلامي، بعد خميس البحرين الدامي والذي افجعنا جميعاً وفطر قلوبنا وأسال دموعنا حزناً على أهلنا وناسنا وشبابنا الذين افترشوا العشب في أمان الله ولكن تخضبت أيادي شبابنا بالدماء وصارت القرى عاجزة من ممارسة الرياضة لحالة الحزن التي قيمت عليها جراء المجزرة الوحشية التي ارتكبت بحق الناس المسالمين في ذلك الدوار.

وعندما تطلب بعض الأندية من الاتحادات الرياضية بإيقاف النشاط الرياضي في هذه الفترة الصعبة والأليمة يأتي التجاهل والرد بالرفض الشديد لتأجيل هذه المباريات من دون مسئولية وبعيداً عن الإنسانية التي يجب أن تكون موجودة في مثل هذا الظروف.

وأخص بالذكر اتحادي الكرة والطائرة ولا ندري لماذا يصر هذان الاتحادان على رفض إيقاف النشاط الرياضي لديهما وتأجيل المباريات حتى تنقشع الغمامة وتعود الحياة بأفضل حال وعندها لن يكون هناك مانع لمزاولة هذه اللعبتين.

أيمكن لنفوس شاهدت مثل هذه المناظر المؤلمة من الدماء السائلة وفقدان شباب من أبناء منطقتها والعيش بالرعب والخوف من جراء ما حدث... أيمكن لهؤلاء أن يذهبوا إلى تلك الملاعب ليلعبوا المباريات التي هي في الأهمية لاشيء ولن تضيف أي أمر جديد على ما هو موجود.

بل لماذا الإصرار من هذه الاتحادات بعدم إيقاف النشاط في ظل هذه الظروف الصعبة وتأجيل مبارياتها، فهل نزع هؤلاء من نفوسهم رداء الإنسانية حتى يصروا بكبرياء مزيفة على عدم سماع لصوت العقل ولصوت هذه الأندية التي هي من الجمعية العمومية ولها الحق في طلب إيقاف المسابقة وخصوصاً عندما تمر مثل هذه الظروف الصعبة في البلاد.

الغريب في الأمر يقوم اتحاد الكرة بتقديم مباراة الرفاع مع المحرق يوماً بطلب من الرافع حتى يأخذ راحة كافية قبل لقاء الأهلي المقبل ويرفض طلب الأندية في الدرجة الثانية للكرة من تأجيل مبارياتهم وفي الفئات العمرية أيضاً... لا ندري لماذا هذا التعامل والتفرقة بين الأندية... فهل يجوز للرفاع التأجيل والتقديم ولا يجوز لغيره ذلك؟ أين العدالة في ذلك يا اتحاد الكرة... والكلام ينطبق على اتحاد الطائرة عندما طلب النبيه صالح وبني جمرة تأجيل مباراتهما للظروف التي يعيشانها في تلك الفترة ولا يستطيعان الخروج للحصار المفروض عليهم من قوات الأمن فيأتي لها الجواب بالرفض من دون إبداء الأسباب الحقيقية وراء ذلك.

أخيراً، وللظروف التي يعيشها الوطن نأمل من اتحاد الكرة أن يتفهم هذا الوضع ويوقف هذا النشاط الكروي بشكل عاجل حتى يصل الجميع إلى بر الأمان الذي من خلاله نستطيع أن نزاول النشاط من دون مشكلات.


نعم أنت البطل الأهلاوي

نعم، أنت الذي خفف الهول على أبناء الوطن ورفعت الراية الحمراء قبل الصفراء عالية في سماء الدوحة في أمسية رفضت فيها الاستسلام حتى الرمية الأخيرة وقهرت بها ظروفك وهزمت من ضم في صفوفه نجوماً معروفين، ولكنك تجردت من الخوف لتقلب تلك الصالة إلى غليان وغضب بحريني حافظت فيه على اللقب من جديد وضربت فيه الرقم القياسي على المستوى الخليجي. فأهلاً وسهلاً بك كبطل لا تقهر يوم رفعت رؤوسنا جميعاً وشرفت البحرين بهذه البطولة... فمبارك لكم يا أبطال اليد الخليجية للأندية.



أضف تعليق