مشروع اليابان الفوز بكأس العالم 2050
في العام 2005 أطلقت اليابان مشروعها الكبير تحت شعار (الحلم قوة الإنجاز) وذلك بالفوز بكأس العالم 2050 عبر دراسة للواقع الياباني استغرقت 3 سنوات وضعها رئيس الاتحاد الياباني السابق كوايبتش وذلك في العام 2002 عندما شكل اللجان التي تقوم بزيارة المناطق المختلفة في اليابان وهي (47 محافظة) لكي يرصدوا السلبيات والمتطلبات من أجل تنفيذ رؤية 2050 والتي كما قلنا تم الإعلان عنها في العام 2005 وفقا للواقع الموجود. أراد الحلم الياباني أن يحقق نقطتين مهمتين، الانتقام من التاريخ وبناء الإنسان بعدما تسيدت الكرة اليابانية آسيا مع بداية التسعينيات وهم يعلمون أنهم ليسوا البرازيل ولكن أيضاً يحملون في أنفسهم الكثير من المهارة العملية والعلمية والفنية مع أنهم لا يملكون مدرسة خاصة كما هي في البرازيل أو في أوروبا الغربية.
هذا المشروع الكبير في اليابان يجعلنا نفكر في أنفسنا كثيراً ونتساءل أين نحن؟ وأين هم؟ هم يفكرون في إنجاز عالمي بعد 40 سنة يضعون فيه التخطيط العلمي لبناء أندية قوية تفرز لهم مواهب فذة يترعرعون ويحملون الراية إلى أجيال أخرى ويذهبون ويأتي آخرون حتى يتبلور الحدث مع نهاية المطاف لتحقيق الحلم وفق رؤية فنية وإدارية وحكومية متلازمة مع بعضها بعضاً مع إشراك القطاع الخاص في هذه الرؤية الكبيرة والتي تحتاج إلى الصبر والعمل من دون كلل ولا ملل ولا كسل.
هناك لديهم الفكر والعقل هو الذي يخطط ويرسم ويضع الكفاءات العلمية في مكانها المناسب بل تستقطبهم ولا تقصي أحدا منهم وحتى مع رحيل رئيس الاتحاد لا يتوقف العمل ولا يبدأ من نقطة الصفر بل الرئيس الجديد يواصل المسيرة نحو البناء ونحو تنفيذ ذلك المشروع الكبير 2050 لتحقيق بطولة كأس العالم. الواقع الياباني ومشروعه الكبير هل باستطاعتنا أن نحمل مثل هذا المشروع لتنفيذه؟
نقولها بوضوح وبشفافية لن ولن ولن نستطيع أن نضع ولا نقطة واحدة لبدء هذا المشروع لأن قراراتنا هي نفسها قبل 20 سنة لم تتغير والانفعالات والتصريحات والتعليقات والحكايات وكلها مكررة وخصوصاً بعد كل إخفاق أن نضع الملف على الرف من دون فتحه ولا لدقيقة واحدة. ونحتار أن نسميه بماذا؟ هناك في اليابان شروق الشمس وطلوع الأمل بينما لدينا هنا غروب الشمس وأفول القمر.
الإنجاز لم يطرق أبوابنا بعد لأننا لم نستعد إليه في كل المجالات. اليابانيون عندما فكروا في هذا المشروع 2050 زادوا من عدد اللاعبين إلى 5 ملايين لاعب.
التأهل لكأس العالم 2014 لم نسمع بعد هناك خطة عمل واستراتيجية من أجل هذا الحلم الذي مازلنا نعده حلماً نأمل تحقيقه في أي لحظة وبأي ثمن حتى نكون مع العالميين وليس المهم ما سنحققه هناك.
حتى هذا التفكير يأتي بعشوائية ومن دون ترتيب وبعيداً عن المهنية والأمور العلمية والعملية.
هم يفكرون ويخططون ويعدون العدة لعام 2050 لنقل كأس العالم لليابان في منافسة قوية مع البرازيل وزميلاتها الأبطال هكذا هم يفكرون بهذا الأسلوب.
اليابانيون بدأوا الكرة ووضعوا استراتيجية للفوز بكأس آسيا واستطاعوا تحقيق هذا الحلم مع بداية التسعينيات وتأهلوا لكأس العالم وهم اليوم يفكرون على مدى 45 سنة من العام 2005 ولغاية 2050 للوصول إلى الهدف المطلوب الفوز بكأس العالم... حقيقة أين نحن من نظام أبناء السوماراي والكمبيوتر الذين يفكرون بعقلانية تامة وهم يعلمون أن من معهم اليوم غداً ليس معهم لفارق الزمن والعمر ولكن مدارسهم الكروية تحمل العلم لتهيئة جيل 2050 لتحقيق المطلب العالمي.
نأمل من الدول العربية بما فيها البحرين أن تأخذ من هذا المشروع الكبير ولو جزئية بسيطة في التفكير لكي تحقق على أقل تقدير كأس الخليج ومن ثم تفكر في التأهل لكأس العالم عبر خطة عمل تصلنا لذلك الأمل والرؤية ونحن بانتظار خلق رؤية مستقبلية واضحة كما هي اليابان.