ما الذي حدث للكرة السعودية؟!
ما الذي يجري للكرة السعودية؟ سؤال يحوم في فكر كل إنسان خليجي بل عربي بل يطول ذلك آسيوي لأن الكرة السعودية منذ العام 1984 عندما قبضت بيد من حديد على كأس آسيا ظلت بعدها على الهرم الآسيوي متربعة بامتياز حتى العام 2004 أي ما يقارب 20 عاماً من التألق ولكنها عادت في العام 2007 لتحرز الوصافة بعد العراق. منذ ذلك الوقت والتطور يسير بسرعة البرق للكرة السعودية لتقول كلمتها العالمية عندما تأهلت لأول مرة في العام 1994 لتتوالى السنوات السعيدة بالتأهل في مونديال 1998 و2002 و2006 لتكتب فيها تاريخاً ذهبياً قل نظيره في الدول العربية والخليجية عبر هذا التأهل المتتالي والذي يؤكد عبر التخطيط المدروس والعلمي. وهذا لم يكن مقتصراً على المنتخب الوطني الأول بل تعدى ذلك إلى المنتخبات العمرية من الناشئين والشباب إلى الأندية المحلية هناك في إحراز البطولات والإنجازات العربية والآسيوية حتى صارت هذه الأندية الرقم الصعب في إحراز هذه البطولات. إلى ذلك أصبح الدوري السعودي المحترف أفضل وأقوى دوري بين العرب بل من الدوريات المتطورة في آسيا من خلال التنظيم والنقل التلفزيوني.
ولكن منذ العام 2006 والمؤشر لهذا التطور في انحدار إلى الأسفل ولكن لم نر التحرك لإعادته لسابق عهده وصار العمل الروتيني والتقليدي الغالب على تجهيز الفريق السعودي الذي غلب عليه خلال عشر سنوات مضت تغير المدربين. ففي العام 2000 تم إعفاء ماتشالا وتعيين الجوهر والعام 2002 إعفاء الجوهر وتعيين فاتدرليم وفي العام 2004 إعفاء فاندرليم وتعيين الجوهر وفي العام 2005 إعفاء الجوهر وتعيين كالديرون وفي العام 2006 إعفاء كالديرون وتعيين باكيتا وفي العام 2007 إعفاء باكيتا وتعيين انجوس وفي العام 2008 إعفاء انجوس وتعيين الجوهر وفي العام 2009 إعفاء الجوهر وتعيين بيسيرو وفي العام 2011 إعفاء بيسيرو وتعيين الجوهر والبقية تأتي أي أن خلال 10 سنوات لم تستقر لجنة المنتخب السعودي على مدرب يرسم الاستراتيجية وخطة العمل للمستقبل ولكن تم الاعتماد فقط على النتائج الآنية من دون تخطيط بجلب مدرب عالمي لديه الخطة فكان هذا السقوط المر في بطولة آسيا 2011 من خلال تراكمات سابقة.
أضف إلى ذلك تفاجأنا بصور للمنتخب السعودي في إحدى معسكراته عند الغداء أنه على كل طاولة تم وضع طبق كبير من الرز واللحم (أكبر من الطشت) للاعبين الذين يعدون أنفسهم للبطولة الآسيوية بالأسلوب العلمي المدروس ولا ندري من يتحمل هذا مثل هذه الأمور التي أودت بالكرة السعودية إلى الوراء والأفول. الآن ولكي تعود لسابق عهدها تحتاج إلى التفكير بهدوء بمشاركة كل الأطراف والتعاون فيما بينها وضع استراتيجية مستقبلية شعارها الاستقرار في كل شيء لأن الكرة السعودية تعتبر ملح البطولات الآسيوية وغيابها من المنافسة يفقدها بريقها ونأمل بعودتها سريعاً إلى منصات التتويج من جديد ونحن في انتظار لانطلاقتها الجديدة.