عملية الحل القذر
إذا كان الجيش الأميركي الذي يشن هذه الحرب العنيفة بالصواريخ والطائرات وحتى طائرات الـ «إف 16» المقاتلة على الفلوجة أسمتها بعملية الحل الحذر فما هو إذن الحل «القذر»؟ هل هناك أقذر من هذا العنف الذي يستخدمه جيش في مناطق سكنية آمنة؟ ترى هل هذه بطولة؟
وهل بهذا الشكل يتم الانتقام لأربعة مدنيين أميركان؟ كيف عرفوا أن الذين قتلوهم من أهالي الفلوجة؟ لماذا لا يكونون من خارج المنطقة وخصوصا أنهم يعرفون جيدا أن الحدود العراقية مفتوحة من كل الجهات وأن البلد بلا راع ولا ضوابط، وللأميركان أعداء أكثر من عدد شعر رأسهم. لماذا لا يكون الذين أرادوا التخلص منهم منافسين لهم استأجروا مرتزقة للتخلص منهم ليرثوا الاتفاقات التي حصلوا عليها بدلا منهم، فالنظام الرأسمالي نظام «ميكيافيللي النزعة» مستعد لأن يسحق شعب بكامله من أجل المصلحة الخاصة، والقيادة الأميركية خير من يدرك هذه النظرية لأن أسلافهم وأجدادهم مارسوا هذه الحروب القذرة حين أبادوا ملايين الهنود الحمر أصحاب البلاد الشرعيين من أجل أن يحلوا محلهم. ترى أين الأمم المتحدة والضمير العالمي؟ أين الرأي العام العربي ولا أقول الأنظمة العربية فهي مسكينة ومشغولة بالبحث عن مكان للقمة التي يريدونها أن تتمخض وتلد أسدا هذه المرة بدلا من الفأر الذي اعتادوا استقباله بعد كل ولادة. وبعد أن فشلت الإدارة الأميركية في إذلال هذا الشعب البطل الشديد المراس في الإذعان لهذا المحتل بمقاومته الشرسة، وقطع الأميركان الأمل في البقاء وذهبت خططهم في خلق دولة جديدة تكون حليفة لـ «إسرائيل» واكتفت الشركات الأميركية بالحصول على نصيب الكلب من المشروعات الاستثمارية ولا أقول الأسد لأنزهه من أعمال الأميركان ولم تكتمل بقايا الخطة وأهمها اختراق العراق اسرائيليّا بسبب المقاومة البطولية التي فوتت على الأميركان أطماعهم، إن سقوط أكثر من سبع طائرات إضافة إلى مقتل ذلك الكم من الجنود يؤكد أن الانتخابات الأميركية القادمة ستنهي سطوة المحافظين الجمهوريين إلا إذا كان الشعب الأميركي أعمى وغبي ويتم خداعه بمجموعة خطب يلقيها دجالون مثل رامسفيلد وباول وكونداليزا رايس، فهل تكون الفلوجة مقبرة للغزاة؟ الجواب عند المقاتلين الذين يواجهون عملية الحل «القذر»، والمجد والحياة لكل الشعوب المقاتلة من أجل حريتها وفي مقدمتهم الشعبان الفلسطيني والعراقي