انتصار ولي العهد
كان لنجاح البحرين في استضافة سباق الجائزة الكبرى لطيران الخليج لسباقات «الفورمولا 1» وقعه الطيب في قلوب المواطنين لأنه كان بمثابة اجتياز لامتحان قاسٍ وصعب في دولة صغيرة مثل البحرين التي تحملت شأنا يفوق طاقة بلد صغير مثل بلدنا.
وهذا النجاح وإن كان شارك فيه مئات المواطنين والمسئولين لكن الفضل الحقيقي يرجع لصاحب الفكرة وعزيمته القوية وهمته العالية من خلال جسارة فائقة بحيث غامر بتحمل مسئولية إقامة هذا المشروع العالمي على أرض محدودة المساحة ومحدودة الإمكانات، ويجب الاعتراف بأن الفضل يرجع حقيقة إلى ولي العهد والقائد العام لقوة دفاع البحرين صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الذي يذكِّرك بقول المتنبي:
وتكبر في عين الصغار صغارها
وتصغر في عين الكبار العظائم
ولأن سموه كبير في عزمه وهمته استصغر هذا المشروع الكبير ودخل التحدي ونجح، وكان من حقه أن نهنئه ونشد على يديه بحرارة ونشكره بعمق.
ويجب أن نوصل الشكر إلى جهاز الأمن الذي أدى واجبه وكان لدوره أثر كبير في إنجاح السباق، لأن تهديدات بعض الذين لديهم حسابات خاصة واحتجاجاتهم لا تأتي من منطلق الرغبة في الحصول على مكتسبات وطنية مشروعة ومن خلال القنوات الشرعية التي يشركهم الجميع فيها لو اتبعوها، ولكن تأتي أحيانا من حسابات ترفضها القوى الوطنية الواعية بجميع أطيافها وتوجهاتها السياسية.
ولو كانوا يتريثون لأدركوا مدى خسارة المواطن البحريني لو فشل هذا المشروع فإن الملايين التي تم الصرف عليها محسوبة من قوتهم. وما توظيف أكثر من 1500 شخص إلا مكسب وطني، وما امتلاء الفنادق إلا مكسب وطني آخر، وما حركة السيارات والمطاعم والباصات وغيرها إلا مكسب وطني، وليس هناك موانع شرعية تجعلنا نرفض هذا المشروع إلا إذا كانت المسألة مسألة احتجاج من أجل الاحتجاج ومعارضة من أجل المعارضة، وهذا ما يرفضه الشرفاء والعقلاء من القوى الوطنية التي لا يمكن المزايدة على دورها النضالي