العدد 5383 بتاريخ 02-06-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةالأعمدة
شارك:


الحضن الإعلامي الذي آوى «داعش وأخواتها»

عندما تصل بلغة خطاب إقصائية، ترفض الاعتراف بوجود الآخر، بل تعمل على تخوينه، وشيطنته، ورميه بكل التهم، فاعلم بأن صاحب الخطاب بلغ حد الإفلاس، وأنه يسير على ذات نهج الجماعات التي تكفر الآخرين، ولا ترى إلا نفسها هي الصواب، وأنها من تمتلك الحقيقة الكاملة، ومن يختلف معها مجرد مجموعات «إرهابية»!

ليس صعباً أن تتهم أحداً بـ «الإرهاب» أو العمالة أو الخيانة، أو أي تهمة، فهي كلمة سترمى، سواء كانت مسئولة أو غير مسئولة، من شخصية عامة أو مجهولة أو من جاهلة أو كاتبة، أو من أي شخص آخر، ولكن من الصعب عليك أن تثبت ذلك على أرض الواقع بعيداً عن الترهات والمهاترات والاسترسال في الكلام والإنشاء.

من المعيب أن يصل الخطاب لحد وصف كل من له خطاب آخر أو لغة أخرى أو رأي مختلف بأنه «إرهابي»، من المعيب أن يسمح لهذه الخطابات الإقصائية الرافضة لوجود الآخر، أو حتى للتعبير عن رأيه بهذه الطريقة العنصرية والطائفية.

من يمجد الإرهاب؟ من يتستر عليه؟ لن نمل من إعادة هذا الكلام، حتى تكون الأمور واضحة، والصورة مكشوفة، والحقيقة ناصعة، بالدليل وليس بالمهاترات والافتراءات، لكي نوضح بما لا شك فيه من هو الحضن الذي آوى وتستر على خلايا «داعش»، ومن هو الذي هدد بـ «القاعدة» واستدعائها إلى البحرين؟

من برر للإرهاب؟ ومن هدد بـ «القاعدة»؟ ومن رفض الحديث عن وجود «داعش» في البحرين؟ ومن حذر المسئولين من مغبة الوقوع في «فخ» الحديث عن وجود «داعش» في البحرين للتستر عليهم، وشغل الرأي العام والجهات الأمنية عن حقيقة وجودهم؟ من يخلط الأوراق ويسعى لتحقيق المكاسب الشخصية على حساب المصلحة العامة؟ من يرفض الإصلاح وإعطاء كل ذي حق حقهم، ومن يرفض الآخر مهما كان لمجرد الاختلاف معه؟

هل «القاعدة» ليست إرهابا، وهل التهديد باللجوء لها وتخويف الناس منها ومن استدعائها، لا يعد إرهاباً، من لجأ إلى ذلك التخويف، ومن تحدث عن قبوله بالتغيير في حال «وجدت معارضة وطنية لبناء التجربة الديمقراطية الحقيقية»، هي ذاتها التي كانت تقول في مارس/ آذار 2013 من خلال التخويف بـ «القاعدة وأخواتها» إن «التطرف السني الذي بدأ ينشط مؤخراً سيتسيد هو الموقف لا في مواجهة الشيعة فقط بل حتى في مواجهة المصالح الأميركية»، عبارة واضحة المعالم في رسالة دقيقة ومقصودة، وهي جاءت في سياق التهديد بـ «القاعدة» لمواجهة أي مطالب اصلاحية في البحرين، فتم استخدام اللغة الطائفية والتهديد بـ «الإرهاب» و «القاعدة»، لرفض أي اصلاح.

ما قيل في ذلك الوقت ولحظته لم يستوعب ثقله لا مجتمعياً ولا سياسيّاً سواء محليّاً أو حتى دوليّاً حتى من قائله لسذاجته، إلا بعد نشره، لنجد أنه في يوم واحد طرح تبريراً مطوَّلاً جداً لم تستوعبه المساحة المعتادة، بل تجاوز لتفاصيل مطولة في محاولة عبثية لتفسير ما هو مفسر، ولتبرير ما هو مبرر، وللتراجع عن التحذير والتهديد بـ «استخدام تنظيم القاعدة» في حال فرض الاصلاح على البحرين!

ذلك التفكير الإقصائي واضح من قبل ومستمر حتى الآن، لم يتغير، ولم يتعلم، ولم يستوعب الدرس، لذلك كان ولايزال لب الكلام إما ما نريد وما نقول أو مصيركم هو «القاعدة وأخواتها»، وحالياً التهديد بهدم منازل القرى وإبادة أهاليها.

الإرهابي، هو ذلك الذي حاول التستر على «داعش»، وحذر من الوقوع في فخ وجودها في البحرين، ليس لعدم قناعته بوجودها، بل للتستر عليها، ولإبقائها كأداة يمكن استخدامها في حال تطلب الأمر ذلك، فلم يكن التهديد باستجلاب «القاعدة» عبثي بل كان واقعي، وما كان التستر على خلايا «داعش»، إلا لتحقيق ذلك الهدف وعندما تسير الأمور عكس ما كان يريدون.

من يتهم الأخرين بـ «الإرهاب»، لا يهدد به! من «لا يكيل بمكيالين» كما يقول، لا يتستر على خلايا «داعش» في البحرين، ويحذر المسئولين في الأجهزة الأمنية من الوقوع في «الفخ» و «الانسياق والانجرار إلى الحديث عما لا وجود له في البحرين»، حتى افتضح أمرهم، وكشف عن نواياهم.

الفكر الإقصائي الأحادي الرافض لغيره، هو الذي يجعل من البعض أن يرفض وجود الآخر ويهدد بإزالته وهدم منازله، وهي السمة الأبرز والمشتركة بين هذه عقلية والفكر الداعشي اللذين يلتقيان في رفض وجود أي فكر يختلف معهما، وبالتالي لا يتوانيان عن إسقاط ما بهم على غيرهم، كعادة قياداتهم في «القاعدة» و «داعش»، ولذلك تحولوا إلى حضن إعلامي حاضن لـ «القاعدة» و «داعش».



أضف تعليق



التعليقات 44
زائر 1 | 10:14 م عقرب الرمل من صنف جلللين الحية ترحموا على بو صالح. رد على تعليق
زائر 2 | 12:04 ص عقرب الرمل شخصية مريضة نفسيا وعلامات مرضها شغفها ودعوتها لقتل النفس المحرمة
أعوذ بالله من كل الشخصيات السيكوباثبة رد على تعليق
زائر 3 | 12:11 ص عزيزي هاني نود ان تكتب عن الامن والامان وحرية التنقل في الدراز بين الواقع والاعلام

.... رد على تعليق
زائر 5 | 12:24 ص اذا تبي الصراحة تعالى .. واسئل اهلها وقاطنيها بعيداً عن التصوير والقوات... التي ترافق فريق التصوير ، ...
زائر 4 | 12:21 ص الله يسامحك يا ناصر القصبي هو المسئول عن تمثيل حلقة السوسة رد على تعليق
زائر 6 | 12:32 ص مقال اصابها في مقتل
تسلم إيدك رد على تعليق
زائر 7 | 12:53 ص مقال في الصميم
احسنت ولد الفردان رد على تعليق
زائر 8 | 12:58 ص استاذ هاني المشكلة هي انهم يعتبرون انفسهم من يعرف كل شي وان مخاليفهم بلا ثقافه ( طالعي جمهورش وطالعي حبيبتنا الوسط ) احس والله انهم ( الحضن الذي ... ) منبطين من جريدة الوسط ومن التفاعل فيها ومن مستوى القراء وردودهم التي تعبر عن ثقافة شعب اصيل
يا اعلام السوس ترى شعبنا ولله الحمد مثقف وعلى مستوى كبير من الثقافه ولا يحتاج الى احد لكي يخدعه او ان يعيش في ضله او يتحكم فيه لانه شعب واعي ولو يقوم اي انسان سواء معمم او غيره بزله سوف يسقطونه في مزبلة التاريخ ، تهمة التحريض على كراهية النظام ما تحتاج رد على تعليق
زائر 9 | 1:01 ص تابع


تهمة التحريض على كراهية النظام التي يسوقها اعلام داعش هي في الاساس لا تحتاج الى احد لكي يكره اي طرف في النظام لان هناك وزراء يجعلونك تكرههم بسبب الفساد وعدم الانتاج ، كما في وزارة ا... من تمييز في التوظيف على فئة من المجتمع فهي ( وزارة ا... ) تحرض على كراهية النظام بين الناس ، وهكذا رد على تعليق
زائر 42 | 8:53 ص فالحاقدون الذين يتهمون الكلمة الصادقة بالإرهاب ويهددونها بالإنتقام المهين منها بالإرهاب هم إرهابيون حتى النخاع ،المؤسف أن أولئك يحسبونهم هم المخلصون للوطن وغيرهم الصادقون خونة
زائر 10 | 2:39 ص اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون......هناك ناس يجهل وهناك من يتجاهل ....شكرا استاذ هاني رد على تعليق
زائر 34 | 7:28 ص الله يهديكم الي الخير والصواب بحق هذا الشهر الفضيل
زائر 15 | 3:33 ص سلمت وسلمت أناملك وحماك رب العزة والجلاله. رد على تعليق
زائر 18 | 3:49 ص روعه وجميل جداً المقال... رد على تعليق
زائر 22 | 6:23 ص نفس الحضن الذي كبر فيه حزب الله الارهابي وكذلك الحشد الشعبي الطائفي الارهابي وأيضاً عصابة الحوثي الارهابية هو الحضن الذي عاش وترعرع فيه داعش كلهم شربوا ورضعوا نفس اللبن . رد على تعليق
زائر 23 | 6:25 ص احسنت استاد هاني بارك الله فيك و كثر من امثالك رد على تعليق
زائر 24 | 6:27 ص سلمت يمناك تحياتى لك إستاد هاني ويسلم القلم الحر غير مدفوع الثمن. ربي يسلمك من عبث العابثين رد على تعليق
زائر 25 | 6:29 ص مقال رائع يستحق القراءه والتأمل فيما ورد فيه ، وللاستمرار في فضح الإعلاميين والكتاب الموالين والمساندين للحركات الارهابيه والمتشدده. والداعين إلى إقصاء الطرف الآخر. رد على تعليق
زائر 26 | 6:39 ص - عقربة الرمل... عرفتوها؟
- عرفناها عرفناها!!!! رد على تعليق
زائر 53 | 10:23 ص مين هي ؟
زائر 27 | 6:39 ص فكر داعشي معفن رد على تعليق
الكساره | 6:44 ص لا تعليق على مثل هدة العقليات المتمصلحة من خزينة الدولة رد على تعليق
زائر 29 | 6:46 ص .
أستاذ هاني قواك الله . رد على تعليق
زائر 30 | 6:57 ص مقال في الصميم اللهم اهدهم... جهلو الحقيقه وغيبوها عن اعين وعقول الناس رد على تعليق
زائر 31 | 7:13 ص الفردان... ما أروع أن تقطع رعاك الله موفق رد على تعليق
زائر 32 | 7:18 ص السلام على الانامل التي تحمل هم الوطن والمواطن لأنك أصيل وجذورك ضاربة في العمق الاصيل من تراب هذا الوطن . ولأن الآخر من الأصل البعيد لا علاقة لة في أصل هذا الوطن ولا يهمة مايحصل فيه من بلائات فقط يراعي مصلحته الشخصية . رد على تعليق
زائر 33 | 7:24 ص صدق عليها المثل العربي .رمتني بدائها وانسلت. هذا حال البعض معنا .زرعوا الارهاب ر
ورعوه حتى كبر ليقوم بقتلنا لكن الشر لا يقف عند حد لذلك يرتد على اصحابه رد على تعليق
زائر 35 | 7:34 ص شيطنة الناس استغلال لوضع مأزوم ومرأة لدراكولا تجاوزت كل حدود حنية المرأة وعاطفتها بل تعدت لشرب الدم وأكل أكباد البشر في صورة صاعقة أذهلت الجميع. هي قالت قولها والله شاهد وحاكم عليها فهي الخسرانة من حرضت على تهديم البيوت وقتل الأطفال وهي من طلبت تجريف الاراضي كل ما قالته نرفعه عند رب السماء رد على تعليق
زائر 36 | 7:34 ص كفيت ووفيت استاذ هاني
بارك الله فيكم
مقالة رائعة رد على تعليق
زائر 37 | 7:56 ص اخى هانى شكرا لكم هادى وحده ماجورة وورقة تستخدم بعدين راح تحترق وترمى فى مزبلة التاريخ ويضل الحق يعلو رد على تعليق
زائر 38 | 8:16 ص مسكينة تبي وجاهة رد على تعليق
زائر 39 | 8:23 ص الله يزيدك من فضله يالفردان ويبعد عنك كل شر وضر رد على تعليق
زائر 40 | 8:35 ص تحية طيبة لك سيد هاني
قُتل الخراصون الذين هم في غمرة ساهون
ماذا بعد التخريص و من يحتضن المخرصون و ما هي دوافعهم
و هل المجتمع البحريني محصن و منيع ضد داعش و اخواتها ام نحن مثل باقي المجتمعات الهشة و من اول خطاب لا ديني انفصمت العروة و امسى المجتمع البحريني متهالك و منغمس في الطائفية و متوضؤ بالفتن و الخلايا كبرت و اتسعت و لعبت على المكشوف و ليس نائمة
الاعلام طاقة جبارة مع خبرات استخباراتية عليمة بما تنوي ان تصل اليه بعد ٥٠ سنة من الان و الجاهل هو الدابة و المتنبه هو المستهدفة
د. حسن الصددي رد على تعليق
زائر 41 | 8:46 ص لم يهددوا بداعش فقط ، هم أقصوا الاخر كوجود فمنعوعهم من الوظائف في الوزارات وان يتبواو مراكز قيادية في بعض الشركات والمتميزين من هذه الطائفة المنبوذة حَرَّم عليهم الترقي في معظم الوزارات ، فهل يوجد ارهاب اشد من إقصاء الاخر حتى من الوظائف التي هي حق لكل مواطن ، لكنهم سندمون عندما تدور الدوائر وان لم يندموا ولن يندمو بسبب الغل والكراهية لكنهم سيرون انفسهم خارج اللعبة وليس لهم قيمة وذلك عندما تتحقق العدالة التي بذل من اجلها المصلحون الغالي والنفيس ، العدالة التي يكرهها اصحاب الوجوه السوداء رد على تعليق
زائر 43 | 9:07 ص مقال في الصميم
احسنت، الله يحفظ الوطن من هؤلاء رد على تعليق
زائر 46 | 9:33 ص استاد بسكم عطيتونها اكبر من حجمها و اصلها و العجوز ادا شاطت خلها بروحها تتحلطم و اصفعها بشويه فضلات رد على تعليق
زائر 47 | 9:35 ص مثلك تهزه وحده مثل هادي رد على تعليق
زائر 49 | 9:37 ص ما ادري ليش يحقدون علينا بسبب حقدهم على ديرتهم الام يمكن بسبب شراكتنا بالمدهب او هدا طبع فيهم رد على تعليق
زائر 61 | 12:43 م نعم قد رفعت الاعلام داعش الارهابي في مناطق البحربن ولاكن فيعلم من رفعها اننا ابناء منوقاتل ففي النهروان والجمل وصفين لا نهاب رهابهم حتى يوم الدين رد على تعليق
زائر 62 | 1:52 م على الجمهور التفرق

امزح معاك ههههههههههههههههههههه
زائر 64 | 3:17 م الله يسلمك ويحفظ الكتاب والصحفين الشرفاء رد على تعليق
زائر 66 | 7:29 م الارمل السوداء من قلتهم كثيرين الدينا يقتاتون عل الضحاية وكثيرين من هل اشكال رد على تعليق
زائر 67 | 9:15 م ها هو الإرهاب الذي زرعوه و رعوه يضربهم في ديارهم. نرى الإرهاب يضرب في الدول الغربية التي رعته و لازالت بعض هذه الدول ترعى بعض الدول الإرهابية ضد شعوبها و سيكتوي الجميع بما زرعوه لأنهم لم يقبلوا بالفكر المعتدل المطالب بالعدالة لشعوب المنطقة. ستأتيهم أيام يتمنون أنهم قبلوا بمطالب شعوبهم و لكم بعد فوات الأوات رد على تعليق
زائر 68 | 5:12 ص انت من انت
لله درك ايها الشريف
حفظك الله وحفظ نزاهة قلمك رد على تعليق