بعد 20 سنة... هل سنبقى كما نحن الآن؟
نحن الآن في سنة 2017، وبعد 20 سنة سندخل 2037، فهل سنبقى على ما نحن عليه من تقسيم وتأزيم وأزمة سياسية واضحة للعيان؟ أم خلال 20 سنة ستتغيّر الأمور إلى أفضل مّا هي عليه الآن!
لا ندري إن كان هناك من يريد المصالحة الحقيقية، ولكنّنا نسعى إليها بكل ما أوتينا من قوّة، فكل أزمة تبدأ ومن ثمّ تتصاعد حتى تصل إلى أوجّها ومن ثمّ تتراجع، والتراجع يكون إمّا بتصعيد بين الأطراف المتنازعة وإمّا بتوافق بينهم، وما نريد إلاّ التوافق والحوار في مجتمع نشأنا فيه ونحن نؤمن بالحوار والتوافق الوطني.
لطالما عانت البحرين من أزمات وآهات، ولطالما تخطّيناها بالحكمة، وليس هناك أفضل من الحكمة في سبيل تخطّي الأزمات والعقبات، فبالحكمة نستطيع توحيد الصفوف، وجعل من يرفض الرأي والرأي الآخر يقبل به.
ثقافة جديدة تظهر على المجتمع البحريني لم نتصوّرها، الضحك والفرح بنزف الدم، ومهما اختلفنا ومهما حدث لا يجب أن نفرح بمقتل أحد، بل هي عبرة لنا جميعاً أن نلح على المصالحة الوطنية، فقطرة الدم تجلب قطرات أخرى، والعنف يجلب عنفاً مضاداً، والغضب يجلب الدمار، ولذلك أوصانا الرسول محمّد بن عبدالله (ص) بتجنّب الغضب، لأنّ النفس تفكّر في الأسوأ وتريد الأسوأ للآخر من جميع الأطراف!
هي نصيحة قد لا يريد قراءتها أحدٌ اليوم، ولكن في المستقبل قد يتذكّرها أحد ما، فنحن الخاسرون جميعاً في وطننا الغالي، لأنّ البعض يغرّد ويصفّق على ما يحدث، وسعيد جداً لما يحدث، وهو لا يدري خطورة ما يحدث.
خطورة ما يحدث قد لا نراها اليوم، ولكن التاريخ يؤكّد بأنّنا سنراها في المستقبل، ولا نريد ذلك، بل نريد السلام والخير الذي يعم الجميع، على اختلاف ألوانهم وأشكالهم وطوائفهم ومللهم وأعراقهم وأصلهم وفصلهم، فالدولة فوق الجميع، وحتى لا تزيد المآسي لابد من مشورة المخلصين الصادقين من أهل الرأي السديد.
بعد الذي حدث في منطقة الدراز هل سنشهد تشاوراً وتحاوراً حول ملف المصالحة الوطنية؟ هل سيتبنّى أحد منّا التحدّث بين الأطراف المتنازعة؟ مؤسسات المجتمع المدني وأئمة المنابر أين أنتم مما يحصل في البحرين؟ ولماذا لا تسعون الى إبداء النصيحة التي تؤدّي إلى حقن الدماء وتغليب وضع اليد باليد؟ أين أنتم يا سادة؟
ننتظر بشوق ذلك اليوم الذي يُشرق بانفراج ومصالحة وتوافق وطني، كذاك الذي شهدناه في بداية الألفية، ونستطيع تخطّي مشكلاتنا وأزماتنا سواء السياسية أو الاقتصادية أو الإجتماعية عن طريق تقريب وجهات النظر وإيقاف العنف والإستماع الى أهل الإصلاح والنصيحة، والبعد عن الخبثاء الذين ينفخون في النّار حتّى تزيد إشتعالاً.
6 سنوات انقضت ولم تنقض الأزمة، ممّا يعني بأنّ الحلول الموضوعة حالياً ليست بذات القدر على حلّها، فهل سنشهد تغييراً في الحلول من أجل السلام؟ هذا السلام الذي خرج من البيت البحريني ولم يعد! هذا السلام لا يكفي على المستوى الأمني فقط، بل السياسي والإقتصادي والإجتماعي، عندها سنتقدّم وسنبني. وجمعة مباركة.