فلتهدأ بلادي بقوّة القلم
بدعوة كريمة من وزارة الداخلية، وتحت رعاية الأخ العميد محمّد بن دينه مساعد رئيس الأمن العام لشئون المجتمع- المشرف على الإعلام الأمني، نظّمت الإدارة العامّة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني ورشة عمل بعنوان «قوّة قلم».
كانت الورشة مثمرة وذات بعد استراتيجي، فالورقة الأولى التي تمّ طرحها من قبل الأخ عبدالله راشد الطهمازي، الاخصائي القانوني بإدارة مكافحة جرائم الفساد، بعنوان «آليات مكافحة الفساد على المستوى الوطني«، والورقة الثانية كانت بعنوان «دور الصحافة في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد» للأخ عدنان جاسم بومطيع الأستاذ المساعد بقسم الإعلام والسياحة والفنون بجامعة البحرين.
بين الورقة الأولى والورقة الثانية كانت الأولوية الكبرى هي البحرين، ومادام الإخوة تحدّثوا عن قوّة القلم الصحافي وعن البحرين، وبين مداخلات الاخوة الأكاديميين من جامعات البحرين المختلفة، وبين مداخلات الاخوة الصحافيين من مختلف جرائد البحرين، وبين الاخوة الإعلاميين من تلفزيون البحرين، نريد «قوّة القلم« في التصدّي الى الشرخ الطائفي والحث على المصالحة الوطنية، والعمل بصدق على محو الفجوة التي حدثت بعد 2011م.
قوّة القلم لا تصلح إذا كان القلم ضعيفا منكسرًا لا يؤدّي دوره الصحيح في المجتمع، وقوّة القلم تظهر في المناصحة والانتقاد الإيجابي وتوجيه الرأي العام لما فيه صالح أهل الوطن والمقيمين عليه.
ولا نستطيع التنكّر لما يحدث داخل الوطن، فالجميع وباسم الوطن وبسبب حبّه يحاولون معالجة الأمور على طريقتهم، ولكن ما كلّ طريقة تعجب البعض، فالبعض يظن بأنّ هذا يهتك ويدمّر، والبعض يظن بأنّ هذا يختلس ويسرق، والبعض الآخر يظن بأنّ الحياة وردية وليست بها أي مشاكل إلاّ تلك المشاكل التي يفتعلها «الخونة»، ولا ندري من هم الخونة من وجهة نظره؟!
دينك لك ومذهبك لك، وما يبقى بيني وبينك هو الوطن، فهو الفاصل بين الحب والكراهية والتخوين والحقد والتقسيم والطأفنة، فلتسكت تلك الأقلام الرخيصة الضعيفة، التي تحاول اللّعب على الذقون واللّعب بنار الطائفية، أيّا كانت هذه الأقلام، سواء من الداخل أو من الخارج.
بلادي اليوم تحتاجنا جميعا، فبلادي بالأمس احتاجتنا جميعا، وبلادي غدًا ستحتاجنا جميعا... فلماذا يسعى البعض لتمزيقنا ونحن نستطيع الوصول الى أعلى مراتب التنمية المستدامة عن طريق الوحدة الوطنية.
فلتهدأ بلادي أرجوكم، ففي النهاية نحن جميعا سنخسر إذا لم نوقف الخراب والفساد والتقسيم، وسنخسر أكثر إذا لم ندع الى النقد البنّاء والنصيحة الخالصة المحبّة والدعوة الى المصالحة، فاللهم احفظ بلادي من كل سوء ومن كل من أراد بها سوء، هي بلادي وبلادنا جميعًا، الغالية البحرين التي لا نرضى عليها أبدًا أبدا.
نتمنّى من القلم أن يكون ناصحًا نصوحًا، أمينا في قول كلمة الحق، محبّا مخلصًا لوطنه وقيادته ولأهل وطنه، فهذا القلم يستطيع تهدئة النفوس كما يستطيع تقريب القلوب، إنّه القلم الذي تحدّث عنه العلماء والشعراء والأدباء، نعم... قوّة القلم لا يُعادلها أي قوّة عندما تكون مع الحق والصدق والعدل.