العدد 5372 بتاريخ 22-05-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةالأعمدة
شارك:


بين السجون العربية والسجون الغربية

قرأنا الكثير عن السجون الغربية التي بهرت العرب أشد الانبهار، ورأينا الكثير من صور ومقاطع الفيديو والأفلام الوثائقية لنماذج من تلك السجون، وبخاصة التي يوجد بعضها في الدول الاسكندنافية المعروفة بتصدرها دول العالم في مجالات كثيرة من حقوق الإنسان والديمقراطية والرفاه والسعادة، وشبّه العرب المنبهرون زنازين تلك الدول الغربية بغرف الفنادق ذات الخمس نجوم، وغني عن القول أن مبعث هذا الانبهار لمقارنتهم إياها بواقع الحال في سجونهم العربية الأشبه بالمسالخ البشرية، ليس لاكتظاظها بالنزلاء فحسب؛ بل ولانعدام أي مقومات وشروط الإقامة فيها للحيوانات فما بالك بالبشر!

حيث تتفنن السلطات العربية بجعلها نموذجاً لتحطيم وسحق روحية الإنسان السجين إلى أقصى حدود البشاعة الأغرب من الخيال، إن فيما يتعلق بانعدام نظافتها، وتفاقم حجم أعداد نزلائها ثلاثة أضعاف الطاقة الاستيعابية أو أزيد، وإن في تفنن السجانين العرب بممارسة كل أشكال فنون التعذيب النفسية والتطفيشية بحق السجناء بما في ذلك الضرب المبرح لأتفه الذرائع والأسباب، دع عنك صنوف التعذيب التي تلقوها قِبلاً في مكاتب وغرف التعذيب التحقيقية قبل إحالة الدعوى إلى «القضاء»، وإن في انعدام نظافة المرافق العامة وتعمد جعل مجاريها على الدوام طافحة لتحطيم وتقزيز نفسية السجين كلما اضطر لقضاء حاجته فيها، وإما بالنظر أيضاً لنوعية الوجبات المقدمة التي تعف نفسية الحيوان عن أكلها فما بالك بالبشر، وهي التي لاتخلو في أغلب الأحيان من الحشرات وأشهرها الصراصير، وصولاً إلى طول قائمة الممنوعات من الحاجيات التي يرغب السجين في إدخالها إليه من أهله كالأقلام والدفاتر والكتب المختلفة والمأكولات المنزلية، وكذلك مصادرة حق السجين في أن يواصل تعليمه في أي مرحلة دراسية وبضمنها الدراسات العليا كالماجستير والدكتوراه. وباختصار شديد فإن هذه الأوضاع المزرية التي هي عليها السجون العربية إنما تعكس عقلية السلطات العربية لجعلها مراكز تعذيب وانتقام من السجين، ولا سيما إذا ما كان سجين رأي وليس كما تدعي غالباً السلطات العربية بأنها مراكز إصلاح وتأهيل. ولذلك لا غرابة إذا ما خرج الكثير منهم بعد انقضاء مُدد محكومياتهم مرضى مُحبطون أو مرضى مصابون بعاهات أو بأي أمراض أخرى.

وعلى الرغم مما عانته أوروبا من حروب خطيرة مُدمرة بأحدث الأسلحة على امتداد قرنين، كانت أخطرها الحربان العالميتان الأولى والثانية وراح ضحية لها غير ملايين البشر الكثير من المباني التراثية والمواقع الأثرية، وكنوز من التراث الثقافي إلا أن العجب يتملكك حينما تزور أي دولة أوروبية بأن عدداً غير قليل من المتاحف والمواقع الأثرية والمباني التراثية والتاريخية بقيت سليمة لم يطلها أي دمار أو تخريب.

وما دمنا نتحدث عن السجون، فمن تلك المنشآت المعمارية التاريخية سجون قديمة تعود إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر. وعلى سبيل المثال سبق لوزير العدل الإيطالي أن أعلن في مايو/ أيار من العام الماضي بأن بلاده تعتزم بيع سجون تاريخية تضم ما يربو على 3000 سجين في روما وميلانو ونابولي، وهي تقع ليس في أقاصي ومجاهل الصحراء كما هو الحال في بلداننا العربية؛ بل في مواقع فريدة في قلب العاصمة روما كسجن «ريجينا كويلي» الذي يقع على نهر التيبر في حي تراستيفيري السياحي الشهير في روما. أكثر من ذلك وما هو مدعاة للدهشة حقاً أن هذه السجون - كما يصرح وزير العدل نفسه - وعلى رغم قِدمها، يمكن تحويلها إلى فنادق أو مساكن خاصة. أما سبب بيعها فيعود لرغبة الحكومة الإيطالية في توظيف عوائدها لبناء سجون عصرية أكبر وأحدث على حد تعبير وزير العدل الإيطالي نفسه.



أضف تعليق



التعليقات 3
زائر 1 | 1:42 ص نتسأل في السابق تحسب العطل الرسمية من مدةحكم السجين وتحذف من محكومية السجبن لكن الآن نرى انه المده المقررة طافت وانتهت قصدي مع عدم احتساب ايام العطل الرسمية من مدة السجن ، اذا ممكن احد يفيدنا هل الغي القانون السابق او لا ؟؟ رد على تعليق
زائر 2 | 2:11 ص صباح الخير.
نعم القانون مازال موجود رد على تعليق
زائر 3 | 7:35 ص وجوانتنامو وأبو غريب وش حالهم رد على تعليق