توظيف الشباب من أجل السلام في البحرين
ليس كلاماً إنشائياً، ونعلم بأنّ الجميع يعمل على احتواء الشباب، وهناك فئة غير قليلة من جميع الأطراف لا تسمع إلاّ صوتها، فالكل يظن بأنّه على حق وأنّ قضيّته مهمّة، وأنّ توجيه الشباب في هذه القضية سيؤدي إلى مصلحة البحرين، ولكن!
نعم ولكن! ولكن هذه الفئة لا تتحرّك بطريقة منظّمة، بل بطريقة عشوائية، فكلٌّ يغنّي على ليلاه، وكلّ يرى الأمور من وجهة نظره وخبرته وبصيرته، ولكي نحتوي الجميع تحت مظلّة واحدة، لابد أن تتّحد وزارات الدولة ومؤسساتها، ومؤسسات المجتمع المدني ودور العبادة والعلم، وكلّ مكان يؤثّر في الشباب.
على الأقل الاجتماع بقادة الرأي العام، من صحافة وإعلام ومؤسسات مجتمع مدني ووزراء وغيرهم، فهناك خطّة نرسمها للشباب وهي توظيفهم من أجل السلام في البحرين، وقد يقول البعض أي سلام تتحدّثون عنه، نحن بخير، نقول لهؤلاء نحن لسنا بخير، ونحتاج إلى خطّة ندفع فيها الشباب إلى التنمية والتقدّم وخدمة الوطن.
هذه الأمور لا تتأتّى عندما يكون الشباب في حالة إحباط، ولا تتأتى عندما يكون الشباب في حالة غضب عارم، ولا تتأتّى عندما يتم شحن الشباب! ونكرّرها نحن نتحدّث عن الجميع، فمن خلال تحليل مواقع التواصل الإجتماعي وتعليقات القرّاء في الصحف الإلكترونية ومن خلال المنتديات وغيرها، بأنّ الشاب البحريني محبط من الأوضاع السياسية والإقتصادية، وعندما يُحبط الشاب نعلم بأنّ الإنتاجية تقل، والإحساس بالدونية يزيد.
كم مرّةً سمعنا شباباً يقولون لنا: «من نحن يا أستاذة»! هذه الجملة مؤلمة عندما يشعر المواطن وخاصة الشاب، بأنّه يُعامل على أنه أقل من الآخرين، سواءً في النسب والحسب والأصل أو الطائفة أو الدين، أو حتّى اللون والشكل. وما أكثر من يشعر بالدونية من مسألة «الواسطة»، فالشاب الذي تخرّج بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ويوضع بدله شاب لا حول له ولا قوّة أمر مؤلم. والشاب الذي يتميّز ولا يجد من يهتم به هذا أمر مؤلم. الشاب الطموح الذي يحاول صنع المستحيل بأفكاره الإبداعية وغيره يحصل على المركز هذا بلا شك أمر مؤلم!
الطاقة الشبابية أقوى من الطاقة النفطية والطاقة الشمسية والطاقة المائية، لنستفد من العقول من أجل البحرين، فهناك أزمة وحدة وطنية لدينا، ولا نريد أي خبيث يدخل بيننا ويقسّمنا ويفرّقنا، وما لنا إلاّ بعضنا البعض، فلنوظّف الشباب من أجل السلام في وطننا الغالي البحرين.