تعلّموا من محمد بوحمود
شرح لنا رئيس مجلس بلدي الشمالية ممثل الدائرة الحادية عشرة محمد بوحمود عن تبنّيه لمشروع رائد نتمنّى من جميع مؤسسات الدولة الاستفادة والانخراط فيه، مشروع طالبنا به في أكثر من مقال وعمود، بشأن تبنّي مشاريع البحوث العلمية والاستفادة من أساتذة الجامعات وطلبتها، من أجل تحقيق مشاريع تنموية بأقل كُلفة للدولة.
وبالفعل قام محمد بوحمود وفريقه بالتعاون مع 9 جامعات في البحرين، من ضمنها جامعة الخليج العربي والجامعة الأهلية والجامعة الملكية للبنات، وبدأ المشاريع تلو المشاريع، تلك التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن.
من المشاريع المهمّة التي استفاد منها بوحمود من أجل الوطن، وهي خطوة يُشكر عليها، مشروع تجهيز جسر الملك فهد بالنخيل، وقد اجتمع مع أساتذة جامعة الخليج، وبالفعل بدأت خطوات المشروع في التحقيق عن الأسباب، ويرأس الدراسة عبدالهادي عبدالوهاب، واليوم هذا المشروع في مراحل متقدّمة من أجل البدء في زراعة النخيل.
أيضاً لولا دعم وزير الأشغال عصام خلف ووضع يده بيد بوحمود لما تمّت المشاريع، فبحوث الأساتذة والطلبة موجودة وبوفرة في البحرين، ولكنّها تحتاج الى أيادٍ وطنية تسعى إلى الخير، وخاصة نحن نعاني من الأزمة الاقتصادية، وبات كل فلس يحتاجه المواطن قبل الدولة، وعليه فإنّ تعاون الجامعات مع المجالس البلدية أو النيابية أو مؤسسات الدولة الحكومية وشبه الحكومية يُعد ضرورة وخطوة جريئة من أجل الحصول على أفضل المشاريع وبأقل التكاليف.
بوحمود بدأها، وما هي إلاّ سنة أو سنتان وسيخرج من المجلس البلدي، ولا نريد لمشروعه أن يموت، فهذا المشروع (التعاون مع الجامعات في البحوث العلمية لتنمية وتطوير مشاريع الدولة) هو ركيزة من ركائز التقدّم، فالتقدّم لا يتم عن طريق وضع البحوث في الرفوف؛ بل من أجل الاستفادة منها في التنمية المستدامة، وهل هناك أفضل من هذا المشروع.
حدّثنا بوحمود عن عدّة مشاريع تهمّنا جميعا، سواء كنّا في الشمالية أو الجنوبية، كما حدّثنا عن تعاون وزارة الأشغال وشئون البلديات، والحق يجب أن يقال إنّ الوزير كان أوّل داعم لهذه الفكرة، فهي لن تكلّف الوزارة مبلغاً باهظاً، وستكون على مستوى بحث علمي مكتمل من جميع الجهات من دون تخبّط وتعقيد.
كتبنا في العدد 5191 بتاريخ 23 نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2016 مقالاً بعنوان «مشكلة البحث العلمي»، وذكرنا فيه أنّ البحث العلمي في الوطن العربي إلى الآن لم يجد اهتماماً كبيراً لدى القادة، سواء القادة السياسيين أو قادة الرأي العام أو القادة الشعبيين، فهم يبنون أوامرهم وفقاً للظروف المحيطة التي يستشفّونها أمام أعينهم، أو استشارة الخبراء الذين لا يوصلون لهم الصورة الحقيقية.
واليوم رئيس مجلس بلدي الشمالية ممثل الدائرة الحادية عشرة يفتح صفحة جديدة يجمع فيها القرار السياسي مع البحث العلمي، ويسانده وزير الأشغال، ونعلم بأنّ المشاريع ستكون متميّزة لأنّها وُضعت من قبل النُخبة، أبناء البحرين الذين يذهبون إلى الجامعات ويقومون بالبحوث العلمية.
لنستفد منهم، فهم المعوّل الرئيسي على التقدّم والحضارة، ومادمنا في حالة تقشّف وفي حالة أزمة اقتصادية فالتوجّه لهم هو أفضل استثمار نستثمره في الأبناء، والأمر لا يحتاج إلاّ إلى الثقة في هؤلاء، لأنّهم يعطون من قلب ولا ينتظرون مبلغاً من أحد، بل هو الشغف إلى العلم والبحث من أجل الوطن، هذا الموضوع لوحده يحتاج عدّة مقالات، فالبحث من أجل الوطن له طعم آخر، إذ يجعل الباحث يزيد من همّته ويشعر بأهميّته ويزيد من علمه.
أبناء البحرين بنوا الوطن في السابق، ويستطيعون البناء اليوم، ليس صعباً عليهم أبداً، فقط لنعطهم الفرصة، وسننتج الكثير، صدّقونا، ومادامت هناك عناصر مخلصة مثل بوحمود وفريقه، تعمل من أجل البحرين، نعلم بأنّ البحرين في خير كبير.