العدد 5359 بتاريخ 09-05-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةالأعمدة
شارك:


الامتحانات النهائية على الأبواب أيها الأبناء الأعزاء

بعد أيام معدودات تطل علينا الامتحانات النهائية لكل المراحل التعليمية، فمن لم يستعد من الطلبة والطالبات وأولياء الأمور إليها حتى هذه اللحظة لاستقبالها بأفضل الاستقبال لن تحسن إليهم، ولن تعطيهم النتائج التي يتمنونها، ولن تحقق لهم طموحاتهم، ولن تكرمهم كما يريدون، فهي لا تجامل أحداً ولا ترفع من لا يستحق، ولا تعطي النجاح والتفوق للطالب المتقاعس والمهمل ولا للطالبة المتقاعسة والمهملة، وللطلبة والطالبات الذين يعيشون اللامبالاة قبل حلولها وأثناء إجرائها، فالجميع، طلبة وطالبات وأولياء أمور يعلمون أن يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان، يكرم لمن كان مستعداً تعليمياً ونفسياً ومعنوياً لها، ويهان كل من كان يستخف بها ويستهين بأهميتها، فهي لا تؤمن بالمبررات والذرائع الواهية التي لا تصمد أمام حقيقة العلم.

فالعقلاء والواعون من الطلبة والطالبات لا يسمحون لأنفسهم أن يضيّعوا أوقاتهم في اللعب والسهر المجنون مع المواقع الإلكترونية، والمحادثة مع أقرانهم في الغفلة والإهمال حتى مطلع الفجر، ويذهبون إلى الامتحان وهم في وضع مأساوي لا يحسدون عليه، فمن يسوف من الطلبة والطالبات في المذاكرة، ولم يضع لنفسه خطة للمذاكرة الفاعلة، ويعتقد أن الثلاث ساعات التي تعدها المعاهد الخاصة للمراجعة الشاملة قبل يوم واحد من موعد كل امتحان، ستكون قادرة على جعله يجتاز الامتحانات بسلام وجلب النجاح الذي يطمح إليه، من دون أن تكون له علاقة وثيقة بالمناهج الدراسية طوال الفصل الدراسي الثاني، بكل صراحة، إن الطالب الذي يفكر بهذه الطريقة السمجة، فإنه يعيش الوهم، فالنجاح والتفوق لا ينالهما إلا الطالب الواعي الذي يحترم نفسه ويقدرها، ويعرف قيمة العلم في حياته الحاضرة والمستقبلية، الذي يحدد من خلاله هويته العلمية والاجتماعية والإنسانية.

والمعلوم لدى الواعين أن لا قيمة اجتماعية وإنسانية للإنسان الجاهل في هذا الزمان، زمان الإنترنت والتكنولوجيات والتقنيات المتطورة، فالطالب العاقل لن يسمح لنفسه ولا لغيره العبث بمستقبله العلمي، تحت أي ظرف من الظروف، ولن يجعل المنغصات والمثبطات والمحبطات سبباً لتراجعه في التعليم، لأنها لن تكون دائمة أولاً، ولم توجد لتحقيق مصلحة الوطن ولا إلى تحقيق مصلحته ثانياً، ولا لتكون معبراً لحياة سعيدة ثالثاً، فخضوع الطالب واستسلامه للرغبات السلبية في أية مرحلة تعليمية هو ضياع لمستقبله بكل تفاصيله وحيثياته.

في الخمسة أعوام الأخيرة أثبت مئات الطلبة والطالبات في المرحلتين الإعدادية والثانوية من خلال نجاحهم وتفوقهم وتميزهم أنهم أكبر من كل الصعوبات والعقبات المصطنعة التي وضعت أمامهم، وأكبر من الظروف السيئة التي تريد حرمانهم من استحقاقاتهم التعليمية، فلهذا كانوا محل إعجاب وتقدير من كل شرائح المجتمع ومؤسساته الأهلية، ففخر المجتمع واعتزازه بالفئة المتفوقة دليل واضح على وعيه العالي بقيمة التعليم وأهميته على مستقبل الوطن، ودليل على حرصه الشديد على إيجاد المستقبل الزاهر للوطن، الذي أحبوه بصدق بكل جوارحهم وجوانحهم، لاشك في أن وزارة التربية والتعليم والمجتمع ومؤسساته المدنية تتحمل مسئولية الاستفادة من كل الطاقات البشرية البحرينية المتفوقة والطموحة واستثمارها استثماراً حقيقياً، في مختلف المجالات والتخصصات، الأكاديمية والمهنية.

فالاهتمام بهذه الفئة المتميزة من الطلبة والطالبات ورعايتها تعليميا، حتى تصل إلى المستويات العلمية العالية وتحصل على المواقع المتقدمة، يجب أن تكون من أولويات الجهات المعنية بمستقبل الوطن، لماذا؟ لأنها لو أخذت بهذا الطريق، سيوفر بعد سنوات قليلة للوطن الاكتفاء الذاتي في الكثير من المجالات، التعليمية والصحية والمهنية وغيرها من المجالات المهمة، ونعتقد أن ليس هناك أحد أو جهة في البلاد لا تريد تحقيق هذا المطلب المهم للوطن، فلهذا يأمل جل أولياء أمور طلبة وطالبات المرحلة الثانوية العامة أن تعتمد وزارة التربية والتعليم على المعدل التراكمي عند توزيعها للبعثات والرغبات الدراسية في العام الدراسي الحالي، وإلغاء مشروع (60 - 40) في المئة، الذي نوقش كثيراً وتم التطرق إلى سلبياته وتداعياته الخطيرة في الكثير من الندوات والمحاضرات والمقالات الصحافية، وأما قولها إنها أخذت بهذا المشروع الفريد من نوعه لتحديد رغبات وميول الطالب والطالبة الدراسية، نقول لها بإمكانك التعرف على الميول والرغبات بكل سهولة ويسر وفي وقت مبكر جداً، وقبل وصول الطالب والطالبة إلى المرحلة الثانوية، من خلال أخذها بالآلية المتبعة عالمياً في هذا المجال، من دون اللجوء إلى هذه الآلية غير المقبولة تربوياً، فإذا هي تقول دائماً إن هدفها وطموحها أن يستفيد الوطن في المستقبل القريب من تفوق وتميز الطالب والطالبة، فعليها أن تلتف إلى شيء آخر، ليست له علاقة لا من بعيد ولا من قريب بالعملية التعليمية التعلمية، لكي لا نسمع في هذا العام الدراسي أحد من الطلبة المتفوقين حاصل على معدل تراكمي عالٍ لم يحصل على بعثة دراسية ولم تلبَ رغبته الدراسية، كالذي حصل لعشرات الطلبة والطالبات المتفوقين والمتفوقات في السنوت الخمس الأخيرة، كل ما نتمناه أن نرى بحريننا الغالية ترتقي وتحقق المراكز المتقدمة في كل المجالات وفي كل الميادين، بجهد وإخلاص وتفاني أبنائها الخيّرين، الذين يضعون مصالح وطنهم العليا في مقدمة اهتماماتهم.



أضف تعليق



التعليقات 8
زائر 1 | 12:06 ص ويش فايدة التفوق ياحجي سلمان والنهاية معروفة عطالة وبطالة ونوم؟ رد على تعليق
زائر 3 | 1:18 ص العلم دوره وغاياته أكبر بكثير من الذي ذهبت إليه يا عزيزي وإن كان الذي قلته مهم في حياة الإنسان، لقد فضل الله ورسوله (ص) المتعلم على غيره من غير المتعلمين
زائر 2 | 1:16 ص الله كريم. رد على تعليق
زائر 6 | 4:07 ص لك التحية والتقدير دكتور حسن
ملاحظاتكم وتعليقاتكم البناءة تهمنا كثيرا
زائر 4 | 2:02 ص صار العلم بفلوس الحين !! بناتنا في الابتدائي ياخذون عليهم فلوس عشان يستلمون ملزمات المراجعة للامتحانات !! هل هالشي بعلم الوزارة ولا مشروع تجارة شخصي ؟!!!!! رد على تعليق
زائر 5 | 3:54 ص تحية لك استاذ سلمان
و لك جزيل الشكر للنصح و الارشاد الى اخوانكم اولياء الامور و ابناءكم الطلبة
و نرجو من الله لكم و لهم التوفيق و السداد لمسيرة مستقبلهم
كما نشكر جميع المدرسين و المدرسات المخلصين اللذين لم ييأسو طوال سنوات مع الصعوبات و المعوقات التي تفتت الصخر و لم و لن تتفت عزيمة الجبال
العلم و المعرفة هي مفتاح البصيرة و الاجيال القادم هو الاستثمار المؤكد و الحقيقي فلا يصح ان نيأس او نؤيس لصعوبات الحياة
الشكر الموفور لك استاذ سلمان و لكل المخلصين في السلك التعليمي
د.حسن الصددي رد على تعليق
زائر 8 | 7:39 ص من الناذر ان تجد صبيا عاقلا. لانه لم يبلغ الحلم بعد!!!
وما يزيد الطين بله واحده ان الغير مسايلون من المسؤولين في وزارة التعليب والتغليف اي التربيه والتعليف او التعليم كما عنوان اوزاره. فهل تغيرة مدرسة أنشطتها منذ ما يقرب الاربع مائة سنة. فاي امتحانات? واي مخرجات للتعليم? وما ذنب جيل واجيال عدم المسئولية? وهل محلهم إلى سقر ? او ضواحيها . . ضاحية السيف?وهل من جح ولم يزر الا وارزه عليه وزر من سبقوه إلى الوزاره? رد على تعليق
زائر 10 | 8:45 ص تدرون ليش الطلاب والطالبات يكرهون الدراسة والمدرسه لانه يتعبون وياخدون الشهاده لاكن يضلون عاطلين يعنى الي درسوه دهب مع الريح الاجانب اذا درسو فى البحرين مستقبلهم مضمون يحصلون الوظيفة اول ما يتخرجون هادى هى البحرين تسقى الغريب واتخلي المواطن الجريح المشتكى لله رد على تعليق