العدد 5352 بتاريخ 02-05-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةالأعمدة
شارك:


العاطلون البحرينيون... ومعاناتهم القاسية

لن نتحدث عن المعاناة النفسية والمعنوية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها آلاف العاطلين البحرينيين، لأن الكل في البلد على دراية وافية بانعكاسات تلك المعاناة على واقع العاطلين، ولن نتحدث عن حجم الخسارة التي تلحق بالوطن في حال تعطيل الطاقات الشبابية البحرينية، لأنها لم تكن خافية على أحد في البلاد، ولن نقول للجهات المعنية بمستقبل البلد أن عدم استثمار مواردنا البشرية سينعكس سلباً على مستقبل الوطن في كل اتجاهاته، لأنها تعلم علماً يقينياً أن ذلك له تداعيات وخيمة على مستقبل البلد.

كل ما نريد قوله لديوان الخدمة المدنية في هذا المجال، يجب أن يكون الواقع متطابقاً تماماً مع قوله الذي يصرح به لوسائل الإعلام، بأن الأصل في التوظيف وفقاً لتشريعات الخدمة المدنية هو توظيف البحرينيين .ولن نناقشه في تصريحه الذي يقول فيه، يجب النظر إلى عملية توظيف غير البحرينيين كوسيلة لسد العجز في الكفاءات من المواطنين، إلى أن تتهيأ القدرات الوطنية لملء الفراغ والإحلال محل العمالة الوافدة تدريجياً، وذلك وفق خطة واضحة المعالم. ما نريد منه الإجابة على بعض الاستفسارات البسيطة: هل هناك خطة استراتيجية متكاملة فعلاً بهذا الخصوص أم لا؟ إذا كانت هناك خطة متى سنجد أثرها على أرض الواقع؟ وإذا لم توجد خطة لتأهيل البحرينيين حتى الآن، فكيف سيكون حال الوظائف الحكومية في المستقبل القريب؟

لسنا بحاجة أن نبيّن لديوان الخدمة المدنية الذي يعلم بخفايا ملف العاطلين البحرينيين، أن الملف آخذ في التوسع والتفاقم، وأنه بحاجة إلى حل ناجع وسريع، وأنه لا يحتمل التأجيل أو التسويف أو التجاهل أو التغافل، وليس لديوان الخدمة حاجة لنقول له إنه ليس للعاطلين الجامعيين البحرينيين وغير الجامعيين وطن يقدمون له خدماتهم غير وطنهم البحرين، لأنه أكثر جهة في البلد على إطلاع تام بهذه المسألة، ولا يحتاج أن نقول له أن تأمين الأعمال المناسبة لتخصصاتهم ضرورة ملحة، فهم لم يدرسوا ويتخرجوا من الجامعات من أجل أن يجلسوا في بيوتهم، أو يبقوا عاطلين ويحصلون على مبلغ زهيد من مشروع التأمين ضد التعطل الذي لا يسمن ولا يغني عن جوع. فماذا يفعل العاطل الجامعي في هذا الزمان الذي لا يرحم بمبلغ شهري لا يتجاوز الـ 150 ديناراً، أو 120 ديناراً للعاطل غير الجامعي؟ وهل ديوان الخدمة المدنية بحاجة أن نقول له إن العاطلين لم يسهروا الليالي ولم يبذلوا الجهود الكبيرة طوال دراستهم الجامعية إلا من أجل أن يثبتوا لوطنهم أنهم قادرون على تحمل المسئولية في مختلف المجالات والتخصصات .

في اعتقادنا أنه ليس بحاجة إلى ذلك كله، لأننا نجزم أنه على علم ودراية كاملة بمستوى قدراتهم وحجم إمكاناتهم الأكاديمية والمهنية، إذا ما سلمنا بأن ديوان الخدمة المدنية الذي يؤكد أن توظيفه للأجانب بسبب عدم توفر التخصصات المطلوبة لدى العاطلين البحرينيين، هل هذا الحال غير المقبول بكل الموازين العقلية والمنطقية الذي يتحدث عنه يتحمله العاطل أم الجهات الرسمية المعنية بتوفير الموارد البشرية اللازمة في مختلف التخصصات التي يحتاجها الوطن؟ نقولها بكل صراحة: لو كانت الجهة المعنية بهذه المهمة الأساسية قامت بهذا الواجب الوطني لما وجدنا بحرينياً واحداً يبقى أكثر من عشر سنوات بلا عمل، وكل ذلك يحدث بسبب افتقاد تلك الجهة تصوراً واضحاً للوظائف والمهن التي يحتاجها الوطن في المستقبل القريب والبعيد. فلو كان لديها تصور حقيقي لما وجدنا ديوان الخدمة هذه الأيام يشكو من عدم توفر التخصصات المطلوبة في مختلف المجالات العلمية والعملية .

من غير المعقول أن بلداً صغيراً في مساحته الجغرافية ومحدودية في عدد مواطنيه الذي لا يتجاوز 700 ألف نسمة، أن يوجد فيه أكثر من 8450 عاطلاً؛ وليس معقولاً أن تترك الجهات المعنية في البلاد ملف العاطلين يتفاقم ويكبر وتتسع تداعياته النفسية والمعنوية والمادية والاجتماعية أكثر مما هو عليه الآن، وليس معقولاً أن نجعل العاطل البحريني في كل شهر يذهب إلى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، مع وجود الحكومة الإلكترونية، لكي يثبت لها أنه مازال عاطلاً، ومايزال يعيش في بؤس وشقاء، وأنه مجد في طلب العمل، وفوق كل هذا وذاك تتوقف الوزارة عن دفع المبلغ الزهيد (التأمين ضد التعطل) بعد ستة أشهر من المعاناة، وتقول له إذا ما أردت المواصلة في دفع مبلغ التأمين ضد التعطل عليك تجديد طلبك، وبعد تجديد طلبك تستأنف الوزارة في دفعه إليك بعد ثلاثة أشهر من تقديم الطلب.

لن نتحدث عن نوع المعاملة التي يلاقيها العاطل عن العمل عند مراجعته للوزارة، لأن الوزارة هي أعلم من غيرها بنوعها، والجهات المعنية بتأمين العمل لكل مواطن تعلم علماً أكيداً أن حل مشكلة البطالة ليس صعباً وليس مستحيلاً، إذا ما وجدت الإرادة الحقيقية لحلها وإنهاء معاناة آلاف العاطلين البحرينيين، والاستفادة من هذه الطاقات البشرية البحرينية.

إن لدينا ثقة لا يداخلها الشك، أن باستطاعتها العمل لتحقيق هذا المطلب البسيط جداً. ننتظر منها أن تقوم بخطوات عملية للاستفادة بصورة كاملة من كل العاطلين البحرينيين في مختلف المجالات.



أضف تعليق



التعليقات 20
زائر 1 | 11:12 م 1-عشرات الآلاف صرفتها وتصرفها الدولة على تدريس هؤلاء من البداية حتى الجامعة وما فوق الجامعة
2-وعشرات الآلاف صرفها الأهالي على عيالهم بالإضافة للتعب والسهر والجهود التي لا تتوقّف::
ثم بعد كل هذا نخرّج أجيالا لتصيع وتضيع في الشوارع لا عمل ولا هم يحزنون.
والأدهى والأنكا ان نجلب اجانب ونصرف عليهم اموالا طائلة لبقائهم في البلد فأي عقل يدار به هذا الملفّ؟ رد على تعليق
زائر 4 | 1:50 ص يا جماعه مانبي (بيزات ) من الوزاره نبي شويه اهتمام من اصحاب القرار بتوظيف اهل الديره بالذات وزارات الدوله وصرف النظر عن الغريب ورانا عوائل يا ناس.
زائر 2 | 12:44 ص درست وتعبت وتغربت لاحصل على اعلى الشهادات وبتفوق وارجع الى بلدي ولا احصل على وظيفة مناسبة فأين العدل رد على تعليق
زائر 3 | 1:13 ص رحماك ربي .....خيرنا الى غيرنا رد على تعليق
زائر 5 | 1:52 ص على الدولة تحمل مسئوليتها والا أصبحت فوضى ... رد على تعليق
زائر 6 | 1:55 ص سؤال موضوعي و بعيد عن الانحياز لماذا تفضيل الاسيوي و غيره على المحلي و خصوصا في المواقع و الادارات الحساسة هل
*سهول التوظيف و ااستغناء و الترقيات
* التغطية على الفساد الاداري و المالي و الاسرار
* ادوات ضغط على المحلي للقبول بالادنى
* حصر الامتيازات و البونسات
* مافيا بين الشركات و المؤسسات
* نشاطه و جده
و غيرها من التساؤلات التي ايضا تنطبق على البحريني في نفس هذه المناصب
و يجب ان نظهر سلبيات المحلي بكل امانة لا للتقليل من شانه لكن لمعرفة الاسباب و من ثم العلاج
د. حسن الصددي رد على تعليق
زائر 7 | 3:02 ص شوي بس يبتعد ديوان الخدمة المدنية عن التمييز ....البغيض وسوف تحل معظم مشاكل البطالة المحلية . رد على تعليق
زائر 10 | 4:03 ص لن يحيد خطة ...
زائر 8 | 3:21 ص اين دور ديوان الخدمة المدنية لخدمة جميع المواطنين البحرينين ونشر اسماء المقبولين لتوظيف في جميع وزارات الدولة .. رد على تعليق
زائر 9 | 4:02 ص متخادن الذي ذكرته
زائر 11 | 4:11 ص لا اعتقد ان هناك ولو حتى شخص واحد عاطل في البحرين. لا يمكن لبلد يوظف و غي سنه واحده 63000 اجنبي مقابل 1000 مواطن ان يكون فيه بطاله. رد على تعليق
زائر 14 | 5:00 ص احلف بس ارجوك تحلف اختي عاطلة من 7 سنوات
لا بارك الله في هالعقول الغبية
زائر 21 | 8:11 ص عزيزي زائر 11 يمكنك الذهاب إلى وزارة العمل وديوان الخدمة المدنية وتسألهما عن عدد العاطلين البحرينيين ، حسب الإحصاءات الرسمية هناك 8540 عاطلا وعاطلة ووزارة التربية أعلنت عن 1573 عاطل جامعي تربوي
زائر 12 | 4:26 ص صبرا ياشعبى الفرج قريب ونقول لهم المشتكى لله والله اصبر العاطلين قاتل الله الواسطة الى دمرت العاطلين رد على تعليق
زائر 20 | 7:19 ص هه واسطة الله وكيلك حتى الواسطة ما تنفع الحين
زائر 13 | 4:55 ص مانقول شي غير حسبي الله ع كل من كان سبب بلي قاعد يصير فينه بس رد على تعليق
زائر 15 | 5:15 ص كلما زاد الفساد زاد الفقر وكلما زاد العدل الاجتماعي ارتقى البلد رد على تعليق
زائر 17 | 6:16 ص استاذ سلمان مشكور على المقال الرائع . انا شخصيا يوصل عين التقاعد وما لقيت وظيفه وعايش على إعاقة ابني 100 دينار .. بدل التعطل اروح المحكمه لسد الديون .. والغريبه ان وزارة العمل يتبجح الإحصائيات ان الأجانب استولوا على الوظائف معاها انه مسؤولين التوظيف في القطاع الخاص أجانب .. يا ترى من اين يحصلون على الموافقات والتصاريح الشركه المؤسسه .. ابدا يعرفون تماما ماذا هم يفعلون بالمواطن واللي ما عنده ظهر ينضرب على بطنه ومحد له رد على تعليق
زائر 18 | 6:19 ص ياجماعة زاءر 11 لايهتم اله فى نفسه ولا يكذب يقول لايوجد عاطلين انه مستعد اخده وافتر ابه البحرين وراح اشوف كثرة العاطلين البحرينيين من جامعيين وغيرهم رد على تعليق
زائر 19 | 7:15 ص هههههه شر البلية مايضحك، أنا الوالد الله يخليه طلع تقاعد من شهر وحالياً أنا عاطل، قدمت لوظيفة حكومية إن شاء الله يتم قبولي. حالي حال بقية العاطلين... الله كريم
وشكراً استاذ سلمان رد على تعليق