«وعد» الخيارات المطروحة
استكمالاً للعمود السابق بشأن القضية المرفوعة ضد جمعية العمل الديمقراطي (وعد) ومطالبة وزارة العدل بحل الجمعية، وما يمكن أن تؤول إليه الأمور بعد الحل، يمكن الإشارة إلى الندوة التي عقدتها الجمعية في 19 أبريل/ نيسان الجاري تحت عنوان «ماذا يريدون من وعد» والتي أكد فيها الأمين العام للجمعية فؤاد سيادي أن «وعد ليست ابناً شرعياً للمشروع الإصلاحي فقط؛ بل هي شريك فعلي في صنعه وتملك حصة أساسية في ملكيته، وأن واجبنا الوطني والنضالي يحتم علينا أن نبذل الغالي والنفيس من أجل الحفاظ عليه والعمل على حمايته من أي تراجع فيه أو الارتداد عليه».
خلال المناقشات بعد طرح الورقة الرئيسية، أشار أحد أعضاء الجمعية إلى أنه في حالة صدور الحكم بغلق الجمعية، فإنه سيبادر إلى تقديم طلب للانضمام لجمعية المنبر التقدمي الديمقراطي، بهدف الاستمرار في العمل السياسي والنضالي.
تحدثت مع عدد من أعضاء الجمعية بشأن ما إذا كان هنالك توجه عام في اتجاه الانضمام لجمعية المنبر في حال إغلاق «وعد»، وكان الرد أن الكثير من أعضاء الجمعية يفكرون في هذا الأمر بجدية، وأن هنالك طرحاً جدياً لهذا الموضوع بين الأعضاء.
من الواضح أن مثل هذا الطرح يمثل مخرجاً ذكياً وعملياً، وخصوصاً أن العودة للعمل السري مرة أخرى أصبح خياراً صعب التحقيق ضمن الظروف السياسية الحالية، كما أن هذا الطرح يبتعد عن الأنانية الحزبية المغلقة، ويساهم بشكل أكيد في تقوية التيار الديمقراطي وإعطائه دفعة جديدة.
الحل العملي الآخر من وجهة نظري هو الإسراع في الإعلان عن تشكيل التيار الوطني الديمقراطي، الذي كان من المفترض أن يضم الجمعيات الديمقراطية الثلاث «وعد والمنبر التقدمي والتجمع القومي» بجانب الشخصيات الوطنية المستقلة، ليكون الملجأ الأخير لمن يرى رأياً آخر في قضية الانضمام لجمعية المنبر.
لقد مر حتى الآن أكثر من 16 عاماً منذ المحاولة الأولى لجمع الجمعيات الديمقراطية الثلاث في كيان واحد، فمنذ فشل تشكيل جمعية تضم الكيانات الثلاثة في العام 2001 وحتى إلى الآن، فإن أغلب المنتمين للفكر التقدمي والعلماني يتطلعون ويحلمون بإعلان ولادة تيار ديمقراطي جامع في البحرين، وبحسب المعلومات الأخيرة فإن الجمعيات الثلاث قد أقرت الوثيقة الأساسية للتيار وصادقت اللجان المركزية عليها، وأن العمل جارٍ الآن على استقطاب الشخصيات الوطنية، وأخذ مرئياتها بشأن هذه الوثيقة، وقد قُطع شوط كبير في هذا الاتجاه. الظروف الحالية تحتم الإسراع بتشكيل هذا التيار قبل أن تستجد أمور ليست في الحسبان تماماً، وحينها قد يكون الأوان قد فات ولن ينفع الندم.