الشتائم والعبارات المسيئة!
ولدي علي، لا يعرف نادي المنامة سوى الاسم، ولم يشاهد مباراة واحدة في دوري كرة السلة، فجأة يقول لي بأنه يشجع نادي المنامة! فهمت منه فيما بعد هو يشجع نادي المنامة لأن أحد أصدقائه المقربين لديه قريب يلعب في النادي، يقول لديهم لاعب اسمه أحمد قربان وكمبس.
بالأمس أسمع ولدي يتكلم مع أقرباء له يقول لهم (منامة هو ها)، وهي هتاف جمهور النادي المعروف، فجأة توقف وقال لهم، أتعلمون ماذا يرد جمهور النادي المنافس على هذا، ماذا (أل... ن أب...ا). قلت له من قال لك هذا، قال صديقي! عموماً، علي وصديقه عمرهما 8 سنوات.
مثل هذه العبارات غير المحببة في المجتمع، والتي يحاول الآباء تجنيبها أولادهم، لا يجب أن يكون مصدرها أو ممولها الرياضة، رياضتنا يجب أن تكون أرقى فكراً وعطاء ونتاجاً وانعكاساً على مجتمعنا، الرياضة المدرسة والجامعة لكل فئات المجتمع، والسلوك أساس الرياضة، متى ما كان سلوك رياضتنا مثالياً، تكون رياضتنا مثالية.
وهناك تصرفات تبدر من نجوم داخل المستطيل لها انعكاسات على المجتمع، لكل لاعب جمهور، ولكل لاعب عشاق، وهناك لاعبون يمتلكون جماهيرية خاصة يمارسون تصرفات غير محببة أحياناً مما ينعكس على جماهيرهم وخصوصاً الأطفال، لذا يجب أن يكونوا ذوي مسئولية ويقدرونها ويدركون أهمية أن يظهروا بسلوك حضاري أمام جمهورهم.
العالم أصبح قرية صغيرة، والعلاقة بين اللاعب والجمهور باتت أقرب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن يكون للاعبين دور في المجتمع، دور إنساني وحضاري وأخلاقي، لا دور سلبي، لذلك قامت الأمم المتحدة بانتداب نجوم عالميين ليكونوا سفراء للنوايا الحسنة، وفي المملكة العربية السعودية هذه القاعدة نشطة من خلال منظمات المجتمع المدني.
لتكن رياضتنا طريقاً لتحسين سلوكيات مجتمعنا الصغير، وليكن المسئولون الرياضيون الصغار قبل الكبار حريصين على تشجيع السلوك والأخلاق الحميدة بعدم التهاون في تطبيق القوانين والقرارات عند أي حالة خروج على النص، وإلا فإن التغاضي تشجيع وتصفيق وتأييد ودعوة للمزيد.
آخر السطور
أعود لمقال كتبته قبل سنوات، الشتائم بين اللاعبين أثناء المباريات، في الغالب لا تكون بين الشاتم والمشتوم، ولا نشاهد إلا العركة والتلاسن والتدافع، وحينما تسأل عن السبب يقول شتمني! عموماً، سواء المصدر لاعب أو جمهور أو إداري أو مدرب، أقول بأنه من المعيب أن تتحول المنافسة الشريفة إلى شتائم، اتركوها واتقوا الله.