العدد 5328 بتاريخ 08-04-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةالأعمدة
شارك:


ميزة المحرق

إن كان هنالك ما يميّز المحرق عن باقي مدن وقرى البحرين فهو حب أهلها لمدينتهم وتمسكهم بها لأقصى الحدود، فهم لا يرضون بأي حال من الأحوال استبدالها بأي مدينة أو قرية أخرى مهما كانت الظروف. كما يميّزها طيبة أهلها وتقبلهم للآخر مهما اختلف معهم في الدين أو المذهب، ولذلك على رغم ما حيك من مؤامرات خلال فترة الاستعمار لدقّ إسفين الفتنة الطائفية، كانت المحرق برجالاتها وأهلها أول من وقف ضد هذه الفتنة بجانب إخوتهم في الوطن، وذلك ما كان فترة أحداث انتفاضتي العام 1956 وعام 1965.

كما احتضنت المحرق العزيزة الحركات الاحتجاجية أواخر ثمانينات القرن الماضي التي قادها الإتحاد الوطني لطلبة البحرين في الخارج، احتجاجاً على منع الكثير من نشطاء الطلبة من السفر وسحب جوازاتهم لحرمانهم من إكمال دراساتهم في الجامعات الخارجية، كعقوبةٍ لهم على مواقفهم المناهضة لقانون «أمن الدولة»، والمطالبة بعودة الحياة النيابية في البحرين.

ولازلت أذكر كيف كنا كطلبة في الداخل، نساند وندعم هذه الحركات الاحتجاجية والمسيرات التي كانت تُنظّم في شوارع المحرق، وكيف كنا نستغل «الدواعيس» للهروب من شرطة مكافحة الشغب التي كانت تقمع هذه المسيرات، وكيف كان أهل المحرق يفتحون أبوابهم لإيواء الطلبة الملاحَقين.

كان ذلك بالطبع موقف أغلب الشعب البحريني في مختلف المدن والقرى كما كان ذلك موقف أهالي المنامة التي لم تخلُ أيضاً في ذلك الوقت من الحركات الاحتجاجية والمسيرات.

كل ذلك كان في الزمن الماضي، حين كان الجميع على قلب واحد، وقبل أن يسعى البعض لاختطاف مدينة المحرق ويتحدّث باسمها بأسلوب طائفي مقيت. هذا البعض يحاول اختزال المحرق وأبنائها، متناسياً أن مدينة المحرق وكجزء من الوطن الأم، تحتوي على فرجان مشتركة ومناطق مشتركة، بالإضافة إلى مناطق في أغلبها من طائفة.

في الفترة الأخيرة وكموجة سائدة، رأينا البعض يحرم ويهاجم المؤسسات الأهلية والمجالس الشعبية بحجة أنها تستضيف شخصيات بحرينية يصنّفها هو «ومن وجهة نظره» بأنها «شخصيات انقلابية وعميلة للخارج...»، وغيرها من النعوت والأوصاف الطائفية.

وبحجة أن للمحرق ميزات خاصة يحاول البعض أن يفرض وصايته وصوته على الجميع، وأن يعزل المحرق عن باقي المدن والقرى، بل كانت هناك محاولات من جانب آخر، لعزل المحرق من خلال منع التملك أو شراء العقارات والأراضي لطائفة معينة أوائل الألفية الثانية، ولعدم قانونية هذا القرار تم إلغاؤه في فترة لاحقة.

المحرق جزء من الوطن، لا يمكن اختصاره في فئة معينة، كما لا يمكن فرض الوصاية عليه من أحد، فلكل مواطن حقّه في استضافة من يشاء، ولكل مواطن أن يعيش أينما أراد، وخصوصاً بعد أن ملأت العمالة الأجنبية والمواطنون الجدد مختلف مناطق البحرين ولم تعد هنالك خصوصية لأي منطقة دون سواها.



أضف تعليق



التعليقات 12
زائر 1 | 10:29 م اممم تعال شوف مال المحرق وش مسوين في وزارة الصحة . بعدين اكتب عن محبة ووطنية اهل المحرق. رد على تعليق
زائر 2 | 10:36 م لم تعد المحرق كما كانت ، الآن المحرق تم غزوها من قبل الوافدين والمجنسين وأصبحت خليطا من الجنسيات ، لم يعد للمحرق نهكة الماضي ولم تعد شوارعها ومقاهيها كما كانت، ولم تعد مجالسها مفتوحة ، نادرا ما ترى بحريني يمشي في شوارعها وأزقتها، اليوم تمشي في المحرق كأنك غريب وسط الكم الهائل من العرب والأسيويين ، لن ترجع المحرق كما كانت بعد أن هجرها أهلها إلى مناطق أخرى. رحم الله أيام زمان رد على تعليق
زائر 11 | 2:04 ص كلام سليم. وليست المحرق وحدها ...... عن عاداتنا وتقاليدنا بل معظم مناطق البحرين. في الرفاع بنايات كثيرة بها شقق للايجار والتمليك أصحابها .........وهذه البنايات بنيت بأسوأ مواد البناء وأرخصها وبالغش والتحايل والاتفاق مع بعض موظفو البلديات !! البحريني صار يسكن عند الغريب في ديرتنا !
زائر 18 | يعيني وين تبيهم يسكنون 8:38 ص حتى المدينة القديمة متكاثرينها عليهم
زائر 8 | 12:49 ص إيه يا محرّق كما هي أيهي على البحرين/ الأصالة والانتماء العريق وحياة التعايش والتآلف والمحبة ذهبت وجاء بدل منها من لا يعرف قدر البلد ولا تاريخه ولا اصالته وكما قال الشاعر:
راحت أجاويدها وما ظلّ غير اللفو .... سايل عن الخيّرين بأي ديرة لفو
ويش ورثت جمرة الغليون غير الطفو.....ابي اصلح بلادي بس ماني كفو رد على تعليق
زائر 10 | 1:42 ص لما أروح للمحرق لزيارة بيت الوالد يوم الجمعة أسمع طوال مسافة المشي شتى أنواع اللهجات واللغات...ولكن لا أسمع اللهجة المحرقية....صارت دواعيس المحرق موحشة...بعد ما سكن بيوتها غير أهلها....المحرق أضحت أطلالا ماعدى بعض الأماكن القليلة التي لا تزال تحتضن البحرينيين الأصيلين.... رد على تعليق
زائر 12 | 2:12 ص للاسف هذا كلام انشائي وغير صحيح، ابناء المحرق هجروا مدينتهم من نهاية الستينات واستمرت الهجرة حتى تكاد ان لا تجد محرقيا اصيلا في الكثير من احيائها وبقيت احياء محدودة للبحرينيين رد على تعليق
زائر 13 | 2:17 ص مفهوم قصدك وبلتأكيد معظمه صحيح لكن مع الأسف بعد أن سمع أهل المحرق من يقول في العام 2011 أن الزياره انتهت فهموا انهم كانوا مخدوعين فتغيروا لأن المومن لا يلدغ من جحر مرتين. رد على تعليق
زائر 14 | 3:00 ص المحرق هي معقل الوطنية و القومية و اليسارية في البحرين و لكنها ترفض رفض تام ان تكون أداه في يد الجمعيات الطائفية السنيه او الشيعيه رد على تعليق
زائر 15 | 6:18 ص المحرق لم تعد كما كانت قد تجد منزل واحد لمحرقي اصلي وحواليه كل أصناف الأجانب والجدد للأسف الشديد قضوا على كل ما هو جميل في المحرق. البحرين ابكبرها شعبها الأصلي اختفى ... رد على تعليق
زائر 16 | 6:21 ص لم تعد المحرق للمحرقين لقد تم غزوها بشكل غير طبيعي من قبل الأجانب والجدد للأسف رد على تعليق
زائر 19 | بابا في جواز 8:39 ص انا صديق هندي حالك حالي لان في جواز بابا