العدد 5271 بتاريخ 10-02-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةالأعمدة
شارك:


اليابانية كوساما والهوس اللامتناهي

كأن الفنانة اليابانية الطليعية والمهتمة بفن البوب أيضاً، يايوي كوساما، تريد في جل أعمالها أن تقول لنا: إن الفن... العالم يبدأ من نقطة. ثمة هوس يكاد لا ينتهي. وفي ذلك التوصيف كلام/ عنوان قريب لمعرضها الذي تم تنظيمه في ابريل/ نيسان 2015، وحمل عنوان «هوس كوساما اللامتناهي».

ربما يكون معرضها تجسيداً لـ «ملصقات النقط الملونة»، وهو الأهم وإن لم يكن جديداً. بمعنى ليس اشتغالاً لم يعهده جمهور كوساما. وإن بدت الأعمال مألوفة إلا أن لكل لوحة ثيمتها ورمزيتها، والحمولات التي تريد إيصالها.

هي الفنانة الظاهرة كما وصفتها متحدِّثة باسم «فكتوريا ميرو»، بمناسبة تنظيم معرضها المشار إليه.

تتعدَّد موضوعاتها وتتنوع، احتواء على قدر كبير من الحساسية (الجنس من بينها). لها في الرواية إصدارات لا يُستهان بها وصلت إلى 18 عملاً، إضافة إلى كتابتها الشعر. إنها التجسيد الحقيقي لـ «عولمة الفن المُعاصر» بحسب تعبير «آرت نيوزبايبر» الصحيفة المتخصصة في تتبُّع وتغطية الفعاليات الفنية. تم اختيارها لتكون الفنانة الأكثر شعبية في العالم، بوصول أعداد الذين ارتادوا معارضها في أميركا الجنوبية والوسطى وحدها إلى أكثر من مليوني زائر. عناوين وموضوعات أعمالها ملازمة لـ «اللامتناهي»... الشبكات البيضاء اللامتناهية... الهوَس اللامتناهي. كأنها لا تريد لما تُبدع وتبتكر وتقبض عليه أن ينتهي، ولا تريد للجمهور أن يعرف طريقاً لنهاية تلك الأعمال.

وجدت في الأعمال تلك ملجأ ومحاولة للسيطرة على «أعراض المرض العقلي الذي لاحقها منذ الطفولة، وعلامة على قوَّة استمرارها للتغلُّب على ذلك المرض من خلال الفن»، بحسب تعبير الناقدة الفنية في صحيفة «الإندبندنت»، زوي بيلغر، في مراجعة كتبتها في الصحيفة نفسها بتاريخ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2013؛ إذ منذ العام 1977، اختارت أن تكون نزيلة في مصحٍّ للأمراض العقلية في العاصمة اليابانية (طوكيو)، لكن ذلك لم يعزلها عن العالم بما أنجزت وتنجزه اليوم. 50 عاماً وهي مثار إعجاب ودهشة وملاحقة الجمهور لعروضها على امتداد الأميركتين، الجنوبية والوسطى، تايوان، بريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وغيرها من عواصم الفن والمتاحف في العالم.

بالعودة إلى ما يتم كتابته عنها في عدد من الصحف الأميركية والأوروبية الكبرى، واسعة الانتشار، يلفت الانتباه ما كتبه مراسل الفنون بصحيفة «الإندبندنت» نيك كلارك، بتاريخ 2 أبريل 2015؛ حيث تناول عروضها الأخيرة في أكثر من مدينة وعاصمة، بالإضافة إلى مقال كتبته الناقدة الفنية في صحيفة «الإندبندنت»، زوي بيلغر، بعنوان «يايوي كوساما... شبكات الأبيض اللامتناهية».

مع كل الضجة التي تحيط بالفنانين أمثال جيف كونز وداميان هيرست، صوَّت عشَّاق الفن في العالم لجعل امرأة يابانية تبلغ من العمر 86 عاماً (يايوي كوساما) «الفنانة الأكثر شعبية للعام الماضي (2014)».

منحوتات البولكا، والأعمال التركيبية من المرايا المنتشرة وذائعة الصيت في عروض، يايوي كوساما، التي أضحت علامة تجارية، أثبتت جدارتها وقدرتها على أن تكون بموازاة أهم وأكثر الفنانين شهرة من الرجال، بوصول مرتادي عروضها إلى ما يقارب 9000 زائر يتدفقون يومياً؛ ما جعل معارضها الأكثر زيارة في العالم للعام 2014.

وسجّل المعرض الاستعادي «هوس كوساما اللامتناهي» توافد أكثر من مليوني زائر، في جولته بأميركا الجنوبية والوسطى فقط، ووصفتها المتحدثة باسم «فيكتوريا ميرو»، المعرض الذي يمثل الفنانة في المملكة المتحدة، جلين سكوت رايت، بأنها «ظاهرة».

وأضافت جلين أن «كوساما هي الفنانة الوحيدة من بين فنانينا التي تبيع أعمالها في كل قارة. وقالت جلين سكوت، لصحيفة «الاندبندنت»، إنها نادرة جداً بامتلاكها هذا النوع من الصدقية في عالم الفن، ولكن لديها أيضاً جاذبية شعبية واسعة جداً في الخارج».

قلِّبوا صورة وواقع الفنانين العرب، على الأقل بما يرتبط بالجمهور وحضوره في المعارض الفنية. هل الصورة تبعث على التفاؤل؟! لا أعتقد ذلك، وبثقة.



أضف تعليق



التعليقات 1
زائر 1 | 4:51 ص مقال يستحق الامتياز نعم العقليه البشريه هكذا خلقها الله لكي تؤدي رسالتها وان لا تستسلم وتستمر لنفع نفسها والاخرين رد على تعليق