العدد 5235 بتاريخ 05-01-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةالأعمدة
شارك:


خصائص جيل الألفية ونوعية الوظائف التي يسعون إليها

جيل الألفية Millennials هم الأفراد الذين ولدوا بين عامي 1980 و2000، وهم الجيل الأول في التاريخ الذي نشأ وترعرع في البيئة الرقمية، وبالتالي فإن هوياتهم ومواقفهم وسلوكياتهم تحددت على أسس مختلفة عن الأجيال التي سبقته، وهو أيضاً سيكون الأنموذج الذي ستنظر إليه الأجيال التي تأتي بعده، وذلك بحسب موقع luckyattitude.co.uk.

إن جيل الألفية يمثل أكبر جيل في التاريخ الغربي، إذ يقدر عددهم في الولايات المتحدة بـ 80 مليون نسمة، وفي المملكة المتحدة بـ 14.6 مليون نسمة. أما في العالم العربي فإن عددهم أكبر من ذلك بكثير، إذ إن عددهم يصل إلى أكثر من 110 ملايين نسمة.

ما يميز أفراد هذا الجيل أنهم متعلمون أكثر من أي جيل سبقهم، وهو جيل مولع بالتقنيات الرقمية وبالتواصل الشبكي وبالهاتف الجوال وبالتقاط صور السيلفي. كما أن أفراد هذا الجيل أكثر وعياً بحقوقهم، وأكثر استعداداً للمجازفة لتحقيق ما يؤمنون به. وتشير الدراسات إلى أنهم -في الغالب- أقل أيديولوجية وأقل تزمتاً من الأجيال التي سبقتهم. ولكن الخطورة أيضاً تكمن في ما قد ينتج عن حرمانهم من فرص العمل والعيش الكريم.

وبحسب مقال نشر في مجلة Entrepreneur في 11 أغسطس/ آب 2015 لنائب رئيس Bayt.com سهيل المصري، فإن 75 في المئة من موظفي الشركات سيكونون من جيل الألفية بحلول العام 2025، وإنه وبحسب مسح للقوى العاملة في الشرق الأوسط فإن أكبر 3 أولويات لجيل الألفية في الشرق الأوسط هي:

الاستقرار المالي والاستقلال (78 في المئة).

الصحة الجيدة (76 في المئة).

مستقبل مهني ناجح (76 في المئة).

كما إن مسح «بيت دوت كوم» أشار إلى أن أكثر ما يقلق جيل الألفية في الشرق الأوسط ثلاثة قضايا هي:

ارتفاع تكاليف المعيشة (59 في المئة).

عدم الاستقرار المالي (57 في المئة).

عدم وجود التوازن بين العمل والحياة (47 في المئة).

وفي تقرير لمؤسسة «غالوب» نشر في مجلة «صدى الموارد البشرية» في اكتوبر/ تشرين الأول 2016، أشار إلى أن جيل الألفية سيستمر في إرباك الطريقة التي يتّصل عبرها العالم؛ أي الكيفيّة التي نقرأ ونكتب ونتواصل بها. وبينما نجد إبداعاتهم تكتسح الحركة في قطاعات التجزئة، الضيافة، العقارات والسكن، النقل والمواصلات، الترفيه والسفر، فإن هذا الجيل سيحدث في القريب العاجل تغييراً جذريّاً في قطاع التعليم العالي كذلك.

وأشار تقرير «غالوب» إلى أن أفراد جيل الألفية لا يتعلّق كثيراً بالمؤسّسات والتقاليد، ولذا فإنهم يغيّرون وظائفهم عادةً أكثر من الأجيال الأخرى، حيث يقول أكثر من نصفهم إنّهم يبحثون عن وظيفة جديدة حاليّاً. وأوصت مؤسسة «غالوب» المؤسسات والشركات بضرورة تغيير ثقافتهم المؤسسية من نمط الجيل القديم، إلى نمط جيل الألفية الجديد، وأن ذلك يتطلب الالتفات الى 6 تغييرات وظيفية على النحو التالي:

أولاً: أن جيل الألفية لا يعمل من أجل المال فقط، وإنّما هم يرغبون أيضاً في أن يكون لعملهم مغزى. إنهم يرغبون العمل في المؤسّسة التي تملك رسالة وهدفاً. وعلى رغم أن المكافآت والتعويضات مهمّة وعادلة، فإنها لم تعد هي المحرّك والدّافع الأساسي؛ لأن جيل الألفية يبحث عن المغزى، وهذا هو ما ينبغي أن توفره الثقافة المؤسسية لجذبهم.

ثانياً: لا يسعى جيل الألفية لتحقيق الرضا الوظيفي كما كان حال الجيل القديم، وإنما هم يسعون إلى التطوّر والتنمية. وعليه، فقد لا يهتم معظم جيل الألفية للمغريات التي نجدها في العديد من أماكن العمل في الوقت الحالي، مثل طاولات البينغ بونغ وأجهزة تحضير القهوة التي تتيحها الشركات في محاولة منها لصناعة الرضا الوظيفي، لأنهم يسعون أكثر نحو فرص النمو والتطوّر.

ثالثاً: لا يحبذ جيل الألفية التعامل مع المدير الذي يتبنى الأسلوب القديم في الإدارة والقائم على الأوامر والسيطرة، ولكنهم يحبذون العمل مع المدراء الذين يعتنون بتدريبهم، ويوفرون فرصاً لتمكينهم، ويقدّرونهم كأشخاص وكموظّفين على حدّ سواء، ويساعدونهم على فهم وبناء مواطن قوّتهم.

رابعاً: يفضل أفراد جيل الألفية التواصل باستمرار مع كافة أفراد المؤسسة من خلال وسائل التواصل الحديثة، كالرسائل النصية القصيرة، الواتس اب، مواقع التواصل الاجتماعي، والمحادثات عبر وسائط الإنترنت مثل سكايب. ويعتقد جيل الألفية أن هذا النوع من التواصل يؤثر بشكل كبير وإيجابي على بيئة العمل، ويرون أن المراجعات السنوية annual reviews لا تفي بالغرض.

خامساً: لا يرغب جيل الألفية في إصلاح نقاط ضعفهم، ولكنهم يرغبون في تطوير مواطن القوّة لديهم. وبحسب «غالوب»، فإن نقاط الضعف لا يمكن تحويلها إلى نقاط قوّة أبداً، ولكن يمكن العمل على تطوير نقاط القوّة، وفي الوقت الذي ينبغي للمؤسّسات ألا تتجاهل نقاط الضعف، اذ يمكن التقليل من مكامن الضعف، وفي الوقت ذاته ينبغي العمل نحو الوصول إلى أقصى قدر من مواطن القوة.

سادساً: يرى جيل الألفية أن العمل في المؤسسة ليس مجرد وظيفة، وإنّما هي حياة كل شخص... وبالتالي فإن كل فرد من أفراد جيل الألفية يسأل نفسه «هل تقدر هذه المؤسسة مواطن قوّتي ومساهمتي فيها؟ وهل تعطيني هذه المؤسّسة الفرصة لأفعل ذلك؟».

إلى ذلك، فقد أشار تقرير «التنمية الإنسانية العربية للعام 2016: الشباب وآفاق التنمية واقع متغير» إلى التحديات والفرص التي تواجه الشباب في المنطقة العربية، وخاصة منذ العام 2011. وقال التقرير إن جيل الشباب الحالي يمثل أكبر كتلة شبابيّة تشهدها المنطقة على مدى السنوات الخمسين الماضية، إذ يمثلون 30 في المئة من سكّانها الذين يبلغ عددُهم 370 مليونَ نسمة. ونبه التقرير إلى أن البلدان العربية تستطيع تحقيقَ طفرة حقيقية ومكاسب كبيرة في مجالي التنمية وتعزيز الاستقرار، وتأمين هذه المكاسب على نحوٍ مستدام إذا تبنَّت سياساتٍ تُعطي الشباب حصةً يستحقونها في تشكيل مجتمعاتهم وتجعلهم محطَّ الاهتمام؛ سياسيّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً.



أضف تعليق



التعليقات 3
زائر 2 | 3:53 ص مقال جميل وانا اعتقد ان اكبر مشكله تواجه الشباب وخاصة خريجو الجامعات ، هي فرص العمل المناسب. رد على تعليق
زائر 4 | 10:29 ص يظل الهم الأكبر هو اتاحة المجال للتوفيق بين الخبرة وفسح المجال. لتكوين الخبرة مشكلتنا بل معضلتنا هي بناء الفرص وخلق المجال لتكوين الخبرة الوظيفية وكل ذلك مرتبط ارتباطا مباشرا بتوعية اصحاب العمل بأهمية التوظيف من أجل التدريب والتوظيف المتدرج من أجل خلق فرصة عمل دائمة ولا ننس تغيير فكرة الواسطة الصنمية في سوق العمل العربية. رد على تعليق
زائر 5 | 2:19 ص على مستوى البحرين... الموضوع نظري. رد على تعليق