جونسون في «حوار المنامة»
«حوار المنامة» افتُتح مساء أمس الجمعة (9 ديسمبر/ كانون الاول 2016) بحضور مهم لكبار المسئولين من عدد من الدول الكبرى ودول المنطقة، وكان لافتاً أنّ الرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية جون تشيبمان دافع في كلمته الافتتاحية عن سمعة المعهد في ضوء التقارير الاخبارية التي نشرت في الصحف البريطانية بشأن التمويل الذي يحصل عليه من البحرين. وفي العادة تكون المقدمة قصيرة وتهدف إلى تقديم الشخص الذي سيفتتح المؤتمر، ولكن هذه المرة اضطر تشيبمان للإطالة والاستماتة في التأكيد على استقلالية النهج الذي يتبعه المعهد في عمله في المنطقة، وفي الأماكن الأخرى.
بعده جاء دور وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، وهو المعروف بلباقته وصراحته، واستطاع مساء أمس تخطّي ما قاله قبل أسبوع في إيطاليا أثناء حوار تمّ نقله لاحقاً، واضطرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى نفيه وأنه لا يمثل وجهة النظر البريطانية، لاسيما فيما يتعلق بما قاله عن السعودية. ومساء أمس، كان خطابه متسقاً مع ما قالته ماي، من أن أمن الخليج هو أمن بريطانيا، وزاد عليه بأنّ أيّة أزمة في الخليج هي أزمة في بريطانيا، وشكر الخليجيين الذين عمروا لندن، وكيف أنّ استثماراتهم تشمل أرفع مبنى في بريطانيا (ذي شارد) والذي تملكه قطر، وكيف أنّ مبنى البلدية في لندن تملكه الكويت، وغيرهما من الاستثمارات الأخرى للإمارات، والتي جعلت بعضهم يمزح بالقول إنّ لندن هي الإمارة الثامنة.
جونسون نقل الحضور إلى الحوارات التي جرت في مجلس الوزراء البريطاني في العام 1968، وكيف أنّ وزير المالية آنذاك روي جينكينز طرح فكرة انسحاب بريطانيا من شرق السويس (ودول الخليج كانت ضمن ذلك) من أجل توفير النفقات بعد أن أصاب الخزانة البريطانية عجزاً كبيراً، وكيف أنّ وزير الخارجية آنذاك جورج براون لم يستطع إقناع مجلس الوزراء برأيه بعدم الإقدام على تلك الخطوة، وانتهى الأمر بارتكاب خطأ الانسحاب من الخليج... بحسب رأي جونسون. وعليه، فإنّ بريطانيا عازمة حاليّاً على العودة إلى الخليج، وهي تعيد تواجدها بحريّاً في البحرين، وجويّاً في الإمارات، وبريّاً في عُمان، وإنّ هذه العودة - بحسب جونسون - سيتبعها إبرام اتفاقيات تجارة حُرّة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي. لباقة جونسون المصحوبة بنكاته وحماسه في الحديث خلقت جوّاً خاصّاً خفّف من آثار ما قاله قبل أسبوع في إيطاليا.