بالفيديو... الفكر الإداري الشرس للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب
منذ فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية في (8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، والإعلام يزداد في الحديث عنه، وقد اختارته مجلة «التايم» في (5 ديسمبر/ كانون الأول 2016) «شخصية العام»، وذلك بعد أن أعلنت قائمة مكونة من 11 شخصًا كانوا مُرشحين لنيل لقب شخصية العام، وكان بينهم الرياضية سايمون بايلز، وهيلاري كلينتون، ورجب طيب أردوغان، ونايجل فاراج، ورئيس وزراء الهند ناردينا مودي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من المقرر أن يتولى الرئيس الأميركي المنتخب مهام منصبه في (20 يناير/ كانون الثاني 2017)... ولفهم نهجه الإداري يمكن الرجوع إلى ما كتبه ونشره منذ سنوات، وذلك لكونه أحد كبار أصحاب الأعمال الذين كوَّنوا ثروتهم بأنفسهم.
وكان ترامب قد نشر كتاباً بعنوان: «فن الصفقة» The Art of the Deal، في العام 1987، كما ألف كتاباً مع أحد شركائه في العام 2007، بعنوان «فكر أكبر» Think big and Kick Ass Hardcover، وهذه الكتابات تحتوي على الأفكار الإدارية لترامب، وفيما يأتي عدد من الأفكار الشرسة التي يؤمن به:
- بداية، فإنَّ ترامب لا يؤمن بالفكرة الرائجة في المدرسة الإنسانية للإدارة، والتي تدعو الى البحث عن حلول وخيارات تكون نتيجتها «اربح / اربح» للطرفين في المعاملة التجارية. بالعكس، فانَّ ترامب يؤمن بفكرة «اربح واسحق الجهة الأخرى». يقول في كتاب «فكر أكبر» ما نصه: «من أكبر مكامن الشغف لديَّ، عقد الصفقات، أحبُّ أن أسحق الجهة الأخرى، واستأثر بالفوائد كلها. لماذ؟ لأنَّ لا شيء أعظم من ذلك، وبالنسبة لي هذه المسألة هي عندي أفضل من النشوة الجنسية، علما بأنني أحب النشوة الجنسية».
- ترامب يؤمن بأن كسب احترام الآخرين يجب أن يبدأ عبر منعهم من استغلالك قبل كل شيء، ويضرب مثلاً في كتابه الصادر في 2007، ويقول: «إنني أظن أن وزيرة الخارجية (حينذاك) كوندوليزا رايس امرأة رائعة. لكنني أفضل أن يكون أحدٌ غيرها يتفاوض مع الصين أو مع ايران، على أن يتسم بصلابة المراس وبوقاحة العاهرة؛ لكي يدافع عن مصلحة الوطن».
- ترامب يقول «لا تثق بأحد»... ويشرح: «عبر سنوات العمر صادفت الكثير من المحتالين والمخادعين، الآن (2007) أصبحت أقول: احصل على أفضل الناس ولكن لا تثق بهم... لا تثق بهم؛ لأنك إذا لم تكن تعرف كل شيء عن عملك، فسيسرقون كل ما تملك. أعرف الكثيرين من رجال الأعمال الذين قاموا بتوظيف العديد من المحاسبين والمحامين وغيرهم ووثقوا بهم، وكانت النتيجة خسارة أعمالهم. لذلك أقول: احصل على أفضل الناس، لكن لا تثق بهم».
- يؤمن ترامب بأن الموظفين يجب أن يحترموك ويهابوك بدلاً من أن يحبوك... ويشرح: «المدراء التنفيذيون والمدراء العامون والرؤساء من أي نوع كانوا، هم مشغولون دائماً، بحيث لا يستطيعون الإشراف على مختلف الأمور والتفاصيل، لذلك فإن انتداب أو إنابة الأشخاص أمر ضروري جدّاً. إنما لكي تقوم بتكليف الآخرين بالمهام، عليك أن تتبع تحركات الموظفين الذين يعملون لديك. ينبغي أن يحترموك، بل حتى أن يهابوك، وإلا فانَّ الأمور ستؤول إلى ما لا تحمد عقباه. إذا كنت متخوفاً من عدم محبة الموظفين لك، فأنت في ورطة، إذ إنَّ من الضروري أن يحترمك موظفوك ويهابوك بدلاً من أن يحبوك. ولتكن الأجواء في الشركة قائمة على احترام الموظفين لك وإخلاصهم للعمل؛ لأنَّ ذلك أمر جوهري لإبقائهم تحت السيطرة».
- ترامب أيضاً يؤمن بالثأر... ويقول في كتابه «فكر أكبر»: «أنا أحاول دائماً أن آخذ بالثأر»... «شعاري في الحياة: حاول دائماً أن تثأر لنفسك. عندما يحاول أحدهم الاحتيال عليك، اقتص منه أضعاف الأضعاف»... «عندما يهاجمك أحدهم هاجمه بكل طاقتك».
- ترامب يؤمن بأنَّ الحظَّ الجيد يأتي عندما تلتقي الفرصة بالتحضير المسبق... ويقول: «من المؤكد أنَّ الحظ يلعب دوراً كبيراً في الطريقة التي تجري فيها الأمور. هذا أمر بديهي، لكن لا يمكنك أن تتحكم بالحظ، وكل ما تستطيع القيام به هو أن تراقب قدرتك على ملاحظة الأعمال التي تسير بشكل جيد لديك، وأن تستغلها الى أقصى درجة، وأن تتجاهل ما ينقصك. فإذا تعايشت مع الأمور السلبية قد ينتهي كل شيء بالنسبة لك، ولن تكون للحظ فرصة للظهور في حياتك. تذكر أن العديد من الناس نجحوا في الحياة على رغم مواطن ضعفهم الكثيرة. من الضروري إذن أن تعرف ما الذي تريده أنت، وليس ما يريده الآخرون منك. قم باتخاذ قراراتك لاختيار ما هو أنفع بالنسبة إليك».
ترامب لديه العديد من الأفكار الشرسة في طريقة إدارته لأعماله، لكنه يرجع نجاحاته إلى إيمانه بأن عليه أن يفكر بصورة إيجابية باستمرار، وبأهمية تعظيم الخيارات المتاحة، واحتواء الجوانب السلبية، واحتواء التكاليف، وبتكرار المحاولات وعدم التنازل... وأن يمارس الشخص كل ما يقوم به بشغف ودافعية متواصلة.