تحديات أمام «قمة التعاون»
افتتحت مساء أمس الثلثاء (6 ديسمبر/ كانون الأول 2016) أعمال اجتماع الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (قمة التعاون) في قصر الصخير.
وأكد جلالة الملك أن اجتماع دول التعاون يأتي في ظل ظروفٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ غير مسبوقة تواجه دول العالم أجمع، «الأمر الذي يتطلب منا أعلى درجات التعاون والتكامل، ليحافظ مجلسنا على نجاحه المستمر، ودوره المؤثر على الساحة العالمية».
وأكد جلالته على دور مجلس التعاون في «تثبيت الأمن والسلم الإقليمي والدولي، عبر دوره الفاعل في وضع الحلول والمُبادرات السياسية لأزمات دول المنطقة، ومنع التدخلات الخارجية في شئونها الداخلية».
وقد تحدث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن «أهمية تكثيف الجهود، لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار لمنطقتنا، والنماء والازدهار لدولنا وشعوبنا»، متطلعا «إلى مستقبل أفضل يحقق فيه الإنسان الخليجي تطلعاته نحو مزيد من الرفاه والعيش الكريم». وأكد خادم الحرمين الشريفين أن الواقع المؤلم الذي تعيشه بعض من بلداننا العربية من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء، هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية، والتدخلات السافرة، مما أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها.
كما وتطرق سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى المتغيرات الدولية المتسارعة، والأوضاع الصعبة، والتي تتطلب تشاورا مستمرا، وتنسيقا مشتركا لدراسة أبعادها، وتجنب تبعاتها «لنتمكن من تحصين دولنا من تبعاتها». وتحدث عن العلاقة مع إيران، وقال: «إننا في الوقت الذي ندرك فيه أهمية إقامة حوار بناء بين دولنا والجمهورية الإسلامية الإيرانية، نؤكد أن هذا الحوار يتطلب لنجاحه واستمراره أن يرتكز على مبادئ القانون الدولي، المنظمة للعلاقات بين الدول، والتي تنص على احترام سيادة الدول، وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشئون الداخلية».
قمة التعاون تنعقد بينما تواجه المنطقة تحديات جسيمة ومخاطر محدقة، وما يميزها هذه المرة أنها تنعقد بتواجد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي تقوم بثاني أهم زيارة لها خارج بلادها، منذ تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت). الوفد البريطاني رفيع المستوى زار الهند من قبل، وهو يزور المنامة لحضور قمة التعاون، بهدف فتح آفاق التعاون التجاري والأمني، في حقبة ما بعد بريكسيت. كما أن بريطانيا قد تطرح نفسها جسراً بين دول الخليج وإدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وهي إدارة من المحتمل أن تستخدم نهجاً مختلفاً تجاه دول المنطقة.
إن التحديات الماثلة أمامنا تتطلب المزيد من التضامن والتنسيق، كما تتطلب تفعيل جميع القرارات التي اتخذت في القمم السابقة، من أجل النهوض بالجوانب التنموية والتكاملية، وذلك من أجل دعم وتعزيز جهود الأمن والاستقرار.