رعاية المسنين في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة
يصادف اليوم (3 ديسمبر/ كانون الأول) اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو اليوم الذي خصصته الأمم المتحدة من أجل فهم قضايا الإعاقة، ومن أجل ضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. وهناك فئة معينة من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين سيصبحون أكبر فئة خلال الأعوام المقبلة، وهم الذين يصابون بالخرف مع تقدم السن. هذا المرض خطير ويحتاج إلى تفهم الجميع لأنّ من يُصاب به قد يكون من الناجحين في معظم سنوات حياته، ولكن عندما يُصاب فإنّه ومَن حوله يتأذون كثيراً.
ففي الخميس الماضي، مثلاً، توفي الممثل البريطاني الكوميدي أندرو ساكس، عن عمر ناهز 86 عاماً. وهذا الرجل المرموق والذكي جداً عاش خلال السنوات الأربع الماضية في عذاب من نوع آخر، إذ قالت زوجته إنّه كان يعاني من الخرف وكان يتنقل على كرسي متحرك وغير قادر على الكلام.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ «الخرف» يتسم بحدوث تدهور في الذاكرة والتفكير والسلوك والقدرة على الاضطلاع بالأنشطة اليومية. وتقول المنظمة إنّ هناك نحو 47.5 مليون شخص في العالم من المصابين بالخرف، ويشهد كلُّ عام حدوث 7.7 ملايين حالة جديدة من هذا المرض. ومن المتوقّع أنْ يرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالخرف ليبلغ 75.6 مليون نسمة في العام 2030. كما أنّ هناك آثاراً جسدية ونفسية واجتماعية واقتصادية على من يقومون برعاية المصابين بالخرف. لأنّ المريض يُصاب بتدهور الذاكرة والتفكير والقدرة على التوجّه والفهم والحساب والتعلّم والحديث وتقدير الأمور، وحتى في القدرة على الذهاب إلى الحمام.
إنّ هوية الإنسان ترتبط بذاكرته، وإذا فقدها فإنّه يفقد هويته أيضاً. فالذاكرة هي التي تعطي الإنسان القدرة على التعلّم وإدراك الأمور وحفظ المعلومات والصور والأصوات، تماماً كما هو الحال مع الكمبيوتر. والذاكرة لا تستقبل وتحفظ وتسترجع المعلومات فحسب، وإنَّما هي أيضاً التي تحدد عادات الإنسان، وتحدد طريقة تفكيره، وتعطيه القدرة على التخيل والحلم والعيش مع الآخرين.
في هذا اليوم العالمي، نحن بحاجة إلى استذكار واجبنا تجاه أصحاب الاحتياجات الخاصة، وألا ننسى فئة المسنين منهم، الذين يُصاب بعضهم بالخرف. ونظراً لمكانة الكثير منهم قبل الإصابة، فإنّ الألم يقع على مَن يحيط بهم بسبب معاناة الرعاية، وبسبب معاناة المحافظة على سمعة الشخص. إنّه لمن الواجب على الجهات المعنية، الرسمية منها والأهلية، أنْ توفر البرنامج التدريبي للعوائل (التي يُصاب أحد أفرادها بالخرف) لرعاية المسنين، والتكفل بالتدخل المباشر عند الحاجة لتوفير الرعاية المطلوبة قدر الإمكان.